أسئلة وأجوبة مع خبير: تناقش الدكتورة فانيسا فجوات في رعاية الصحة النفسية للبالغين من ذوي التوحد 

The article was originally published on Autism Speaks, https://www.autismspeaks.org/blog/expert-qa-dr-vanessa-bal-discusses-gaps-mental-health-care-autistic-adults.

أسئلة وأجوبة مع خبير: تناقش الدكتورة فانيسا فجوات في رعاية الصحة النفسية للبالغين من ذوي التوحد 

وفقًا للجراح الأمريكي في الجراحة العامة الدكتور فيفك مورثي Vivek Murthy أزمة الصحة النفسية هي أزمة الصحة العامة في وقتنا الحالي. أظهرت أخر الأبحاث أن ما يقارب 70% من افراد ذوي اضطراب طيف التوحد (ASD) يعانون من حالة نفسية واحدة على الأقل أو أكثر. ولا تزال الخدمات التي تعالج القلق تنقصنا وأن وجدت يصعب الوصول إليها. 

في فقرة الأسئلة والأجوبة تناقش الدكتورة فانيسا بال Vanessa Bal أكبر فجوات رعاية الصحة النفسية للبالغين من ذوي التوحد الذين يُعانون من حالات في الصحة النفسية، وتوضح الاتجاهات المستقبلية المحتملة للأبحاث في هذا المجال. 

الدكتورة فانيسا بال Vanessa Bal هي رئيسة لـ Karmazin & Lillard للتوحد لدى البالغين وأستاذة مشاركة في كلية الدراسات العليا لعلم النفس التطبيقي والمهني في جامعة Rutgers. وهي طبيبة نفسية إكلينيكية مرخصة ومديرة مركز Rutgers لخدمات علم النفس للبالغين من ذوي التوحد (عيادة نفسية)، كما إنها عضوة في Autism Speaks Early Career Investigators Advisory Subcommittee. وتركز أبحاث الدكتورة بال Bal  على تعزيز فهم التوحد في مرحلة البلوغ. 

كيف يؤثر سن تشخيص اضطراب طيف التوحد على الصحة النفسية؟  

تظهر الدراسات أن البالغين الذين شخصوا لاحقًا في حياتهم لديهم معدلات أعلى من الحالات النفسية المصاحبة للتوحد، على الرغم من صعوبة معرفة ما إذا كانت هذه حالات مصاحبة صحيحة أو تشخيصات غير دقيقة تلقوها قبل تشخيصهم باضطراب طيف التوحد. تُشير بيانات الأطفال إلى أنماط مُماثلة، حيث يُميل الأطفال الذين شخصوا لاحقًا في مرحلة الطفولة إلى أن لديهم تشخيصات مصاحبة أكثر. 

تحدثنا مع العديد من البالغين الذين تم تشخيصهم بالتوحد في مرحلة البلوغ، لذلك نحن نؤمن  أن القلق والاكتئاب المصاحب للتوحد يمكن أن يكون ناتج عن شعورهم بالعار وعدم فهمهم للتحديات التي واجهوها في حياتهم حيث أن عدم وجود تشخيص يصعب فهم تجربتهم مما يساهم في ارتفاع معدلات الإصابة بهذه الحالات المصاحبة.  

الجانب الآخر من ذلك هو احتمالية أن يؤدي تشخيص التوحد في مرحلة الطفولة إلى تغطية التشخيصات الأخرى حيث يكون كل شيء يُشير إلى التوحد، يُقصد بذلك أن أولئك الذين تم تشخيصهم باضطراب طيف التوحد كأطفال قد يكونون أقل عرضة لتشخيصهم بحالات مصاحبة، باعتبار أن السلوكيات أو الصعوبات المحددة متعلقة بالتوحد (وهو في الحقيقة قلق واكتئاب وإلخ). 

لماذا تعتقد بأن معدل مشاكل الصحة النفسية مرتفعة جدًا؟ 

هناك العديد من العوامل التي تدخل في المعدلات المرتفعة لحالات الصحة النفسية المصاحبة. حيث يعيش الأفراد من ذوي التوحد في عالم لا يفهم معنى التوحد. من الممكن أن تجد أفراد يدعمون ويراعون ذوي التوحد لكن بصفة عامة العالم ليس مصممًا لهم مما يزيد المشكلة. 

هناك أيضًا عوامل بيولوجية والتي قد تلعب دورًا قوياً. مثل وجود استعداد وراثي في اختلاف طريقة عمل الدماغ أو طريقة معالجة المعلومات مما يزيد هذا من الإصابة بالاكتئاب والقلق إلى جانب زيادة احتمالية الإصابة بالتوحد. 

وأخيرًا، يحاول الكثير من الأفراد من ذوي التوحد الوصول إلى الرعاية لكن قد تكون بيئات غير متخصصة. فهم يذهبون إلى متخصصين في الصحة النفسية العامة، وهناك دراسات في هذا المجال تُظهر بأن الكثير من المتخصصين في الصحة النفسية العامة ليسوا مؤهلين لدعم الأفراد ذوي التوحد، وغالبًا ما يتم رفض الأفراد من قبلهم ويعترف مقدمين الخدمة بأن ليس لديهم المعرفة أو القدرة في هذا المجال. وفي حالة تلقيهم للعلاج من المحتمل ألا يتحسن اكتئابهم أو قلقهم بسبب أن مقدم الخدمة  لا يفهم كل العوامل التي قد تؤثر على الفرد أو يكون غير واثق من أفضل طريقة للعلاج. لذا فأن الرعاية التي يتلقونها ليست فعالة دائمًا أو يكون الأفراد في قائمة الانتظار لأخذ الرعاية المخصصة. 

ماذا يمكننا أن نفعل على مستوى الأنظمة لتقديم دعم أفضل للبالغين من ذوي التوحد؟ 

حتى نحسن من نتائج الصحة النفسية لذوي التوحد البالغين يجب علينا أن نستمر في طريق تحسين الوصول إلى تشخيص التوحد والوعي والفهم ومعرفة نقاط القوة والتحديات والاختلافات. 

يوجد الكثير يمكن قوله لزيادة الفهم الحقيقي لاضطراب طيف التوحد وتشجيع المنظمات على تبني مبادئ التصميم العالمية بدلاً من التركيز على التحديات التي قد تواجه ذوي التوحد في بيئات معينة، فينبغي أن يكون الهدف هو جعل البيئات أكثر شمولاً بشكلٍ عام. 

لقد أنجزنا خطوات كبيرة في التشخيص المبكر، لكن أيضًا يجب أن نقوم بعمل أفضل في تدريب أطباء الطب العام في مجال الصحة النفسية ليكونوا مستعدين لرؤية البالغين من ذوي التوحد. عادةً لا يتلقى أطباء الطب النفسي واخصائي الطب النفسي والأخصائي الاجتماعي للبالغين تدريبًا في مجال اضطراب طيف التوحد، ولو كان المجال شاملاً فغالبًا ما يتم تضمين اضطراب طيف التوحد في مسارات الأطفال في برامج التدريب. لذا، أعتقد أنه يجب علينا تقديم تدريب أفضل في مجال اضطراب طيف التوحد في جميع مجالات علم النفس (والرعاية الصحية بشكل أوسع) نظرًا لانتشار اضطراب طيف التوحد ASD والذي بلغ 2.8% للأطفال في الولايات المتحدة الأمريكية،  ينبغي أن يكون التوحد شائعًا في مجالات التدريب تمامًا مثل الاكتئاب والقلق حتى يكونوا مقدمي الخدمة على دراية به ويكون لديهم بعض المهارات في إجراء هذا التشخيص. نحن ببساطة ليس لدينا القدرة كمجال متخصص لتقييم وتشخيص جميع الأفراد الذين يرغبون بأن يُنظر إليهم، لذا يجب أن نجد طرق أخرى. سيستمر بعض الأفراد في الاستفادة من الرعاية المتخصصة، لكن يجب أن يكون هناك مجموعة فرعية من الأفراد الذين يستطيعوا أن يحصلوا على تشخيص من أخصائي صحة نفسية عام أفضل والذي تلقى تدريب كافي ليكون قادر على مساعدتهم في تخطيط طريقهم للمضي قدماً. 

ما هي المجالات المهمة التي نحتاج أن تشملها الأبحاث في المستقبل؟ 

هناك مجموعة من الدراسات الجارية تحاول تكييف تدخلات الصحة النفسية المختلفة للأفراد ذوي التوحد، وسيكون الأمل هو أن يتم نشرها لمقدمي الخدمة الغير متخصصين ايضاً. لكن أعتقد أن من المهم التفكير في نهج متسلسل للصحة النفسية، وهي إحدى الأمور لتطوير تدخلات مناسبة للأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد الذين يعانون من الاكتئاب والقلق الشديد، ومحاولة التدخل مسبقًا من الجانب الأخر. ما هي الأمور التي يمكن أن نقوم بها لتحسين الحالة النفسية للأفراد قبل أن تتطور هذه الحالات؟ 

على سبيل المثال، لقد قمنا بكتابة دليل الصحة النفسية لطلاب الجامعات من ذوي التوحد تم تصميمه لمساعدة طلاب الجامعات المقبلين لها على توقع الأشياء التي قد تُجهدهم وتُهيئهم للتعامل مع تلك التحديات قبل دخولهم إلى الجامعة. يسمح هذا الدليل الطلاب على اتخاذ منهج استباقي لصحتهم النفسية. ويجب علينا أيضًا التفكير أكثر في فحص ومراقبة الصحة النفسية في الرعاية الأولية وغيرها من الأماكن الأخرى التي قد يصل إليها البالغين من ذوي التوحد من اجل الحصول على الدعم. 

هناك فجوة أخرى بالكاد يتم التعامل معها وهو التفكير في الصحة النفسية للأفراد غير القادرين على التعبير عن عواطفهم وأفكارهم ومشاعرهم، تحديدًا البالغين من ذوي التوحد الذين يُعانون أيضًا من الإعاقة العقلية أو لديهم صعوبات في الكلام. من المهم جدًا فهم الطرق التي قد تظهر على الفرد في صعوبة التعبير عن مشاعرهم أو تجاربهم من القلق أو الاكتئاب. وعادة ما يعرف الوالدين هذا لأنهم يعرفون ابنهم أو ابنتهم جيدًا، لكن في مجتمع يكون فيه مقدم الخدمة غير مدرب يمكن ألا يعرف هذا مما يسبب الكثير من التحديات.  

ترجمة:  أ. شوق الزهراني – متدربة في قسم المحتوى – مركز التميز للتوحد
مراجعة:  د. رفيف السدراني – رئيس قسم المحتوى – مركز التميز للتوحد و أ. احلام المسبحي – أخصائي محتوى وترجمة – مركز التميز للتوحد

إلى أي مدى كان هذا المصدر مفيد؟

متوسط التقييم 5 / 5. عدد المشاركات: 1

لقد قرأت

شارك هذه المقالة

أحدث المقالات