احتمالية استمرار المشاكل العاطفية لدى الأطفال من ذوي التوحد

الكاتبة: لورين شينمان – 1 مايو 2020م
The article was originally published on Spectrum, the leading site for autism research news. https://bit.ly/3xC9I0F
spectrum Logo

احتمالية استمرار المشاكل العاطفية لدى الأطفال من ذوي التوحد

وجدت دراسة تابعت 126 شخص مصاب بالتوحد في أنجلترا منذ أن كانوا في عمر ما قبل المراهقة حتى الثالثة والعشرون من عمرهم، أنهم تحسنوا قليلاً في مشاكلهم السلوكية و العاطفية. 

يعاني الأطفال المصابون باضطراب طيف التوحد من المشاكل السلوكية والنفسية أكثر من الأطفال ذوي النمو الطبيعي. وقد أوضحت الدراسات السابقة أن ما يصل إلى 84% من الأطفال المصابين بالتوحد يعانون من القلق، و مايصل إلى 97% يعانون من الاكتئاب. كما أن من 30% إلى 80% من الأطفال ذوي اضطراب التوحد تتوفر لديهم معايير الإصابة باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD).

ذكر الباحثون مسبقاً أن 70% من الأطفال المصابين بالتوحد والذين تتراوح أعمارهم ما بين 10-12 سنة يكون لديهم حالات نفسية وسلوكية إضافية. وتكشف الدراسة الحديثة أن السمات النفسية والسلوكية لهؤلاء الأطفال تتحسن بنسبة بسيطة في مرحلة الرشد. 

تقول إيميلي سيمونوف الباحثة القائدة (بروفيسورة في الطب النفسي للأطفال والمراهقين في كلية كينجز لندن) “خلال سن الثانية عشر للطفل يمكنك أن تعرف  بثقة كبيرة ما سوف يكون عليه عندما يصبح في سن الثالثة والعشرين”. ولابد من التحقق من هذه النتائج كونها مهمة. 

“فبمجرد النظر مبكراً  إلى التطور النمائي للطفل، يمكنك التعرف على الأشخاص الذين سيواجهون مصاعب مستمرة وبالتالي تستهدفها”. 

تم نشر النتائج في Autism في مارس.

مراجعات:

تبعت سيمونوف وزملاؤها 158 شخصًا انضموا إلى مشروع ذوي الاحتياجات الخاصة والتوحد، ولدوا ما بين شهر يوليو من عام 1990م وشهر ديسمبر عام 1991م. قد استخدموا مع الأطفال الذين تراوحت أعمارهم ما بين 10 سنوات إلى 12 سنة، أداتين التشخيص المعيارية الذهبية وهما المقابلة التشخيصية للتوحد وجداول الملاحظة التشخيصية للتوحد.   

كما قام الفريق بتقييم مهارات الأطفال اللغوية، ودرجة الذكاء، والقدرة على التكيف، ومهارات الحياة اليومية. وشاهدوا الأطفال مرة أخرى حين أصبحت أعمارهم ما بين 15 و16  سنة، واستطاعوا أن يتابعوا 126 مشارك في عمر الثالثة والعشرين. 

في كل مرحلة من هذه المراحل الثلاث قيّم الوالدين أطفالهم على أنهم لديهم مشاكل نفسية كالقلق والاكتئاب، مشاكل سلوكية كالتعراك مع الأطفال الآخرين وعدم طاعة الوالدين، و فرط الحركة وتشتت الإنتباه. 

الأطفال الذين أحرزوا تقدمًا منذ البداية في اختبارات القدرة على التكيف واللغة ، أظهروا تطورًا كبيراً في السلوك من أولئك الذين أحرزوا أداء ضعيفاً في اختبارات القدرة على التكيف واللغة.

ومع ذلك فإن الأطفال ذوي التوحد الخفيف، و الذين يحصلون على درجات عالية في اختبارات اللغة، يعانون بشكل أكبر من مشاكل نفسية شديدة، أثناء الدراسة. ووفقًا لقول سيمونوف قد يكون سبب ذلك أن هؤلاء الأطفال يستطيعون التعبير عن مشاعرهم بشكل أفضل من الذين لديهم مهارات لغوية أقل أو قد يكون السبب أنهم أكثر عرضة للبيئات المجهدة. 

الأطفال من الأحياء الفقيرة يميلون إلى وجود مشاكل سلوكية حادة في البداية، ولكن مشاكلهم بمرور الوقت هدأت حتى أصبحت أقل من مشاكل الأطفال في الأحياء الأكثر ثراءًا، وتساوت المجموعتان في سن 23 سنة.   

 وذكرت سيمونوف أن شدة المشاكل ما بين سن العاشرة والثانية عشر كانت مؤشرًا فعالاً لمدى شدتها  في سن الثالثة والعشرين، وفي نظرها “هذه أهم رسالة.”

المزيد عن هذه القصة:

أشاد خبراء آخرون بالدراسة لكونها قدمت معلومات قيمة حول كيفية تعامل الأطفال من ذوي اضطراب التوحد في سنوات المراهقة، عندما يواجهون تحديات كبيرة.

 وتقول إيميلي نيوهاوس باحثة و أخصائية في علم النفس الإكلينيكي في مستشفى سياتل بواشنطن: “من خلال تركيزنا على هذه المرحلة النمائية، تساهم هذه النتائج في سد فجواتنا المعرفية المتعلقة بالأشخاص الأكثر عرضة للخطر وما قد يسهم في هذا الخطر.” 

قالت نيوهاوس: لكون الباحثين في هذه الدراسة ضموا أشخاصًا من المجتمع العام اعتمادًا على سجلاتهم التعليمية بدلًا من استنادهم على التطوع لدخول الدراسة، فإن البيانات تقدم تمثيلًا دقيقًا للأشخاص المصابين بالتوحد من حيث درجة الذكاء، والقدرة اللغوية، ومستوى شدة التوحد. وقالت “وتكمن القوة الحقيقية لهذه الدراسة في قدرتها على التقاط اتساع طيف التوحد بطرق عديدة،” وعلقت أنها لاحظت أن الباحثين لم يضموا سوى 16 فتاة.   

وقد أشار باحثون آخرون بأن أداة فحص الصحة النفسية التي تم استخدامها في هذه الدراسة، أسئلة نقاط القوة والضعف، لم يتم التحقق من صحة استخدامها مع ذوي اضطراب طيف التوحد.  

 تقول كارلا مازفسكي بروفيسورة في الطب النفسي في جامعة بيتسبورغ في بنسلفانيا وهي غير مشاركة في البحث  “أتساءل عما إذا كنت ستشاهد تغييرًا أكثر مع الوقت إذا كان لديك أدوات قياس أكثر تحديدًا وحساسية،” فإن قياس سمات التوحد بهذه الطريقة “هي الخطوة الأولى ولكن لا زال هناك الكثير لم يتم تقييمه بعد.”

أقرت سيمونوف وفريقها أن استخدامهم لأدوات الفحص لتعقب التغييرات على مرور الوقت هو أمر مقيد. وهم يخططون لتحليل مدى انتشار وشدة الحالات النفسية المختلفة في عينة الدراسة في سن الثالثة والعشرين مستخدمين أفضل المقاييس المعيارية الذهبية. ويأملون أيضاً فهم مدى تأثير  التوحد على جودة الحياة، مقارنة بالحالات الأخرى.

إلى أي مدى كان هذا المصدر مفيد؟

متوسط التقييم 0 / 5. عدد المشاركات: 0

لقد قرأت

شارك هذه المقالة

أحدث المقالات