ارتباط السلوكيات التكرارية لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد

The article was originally published on Spectrum, the leading site for autism research news. https://bit.ly/3jNDR8z
spectrum Logo

ارتباط السلوكيات التكرارية لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد

تتنبأ مشكلات النوم في العمر المبكر بالسلوكيات التكرارية لاحقاً في مرحلة الطفولة.

الأطفال الصغار من عمر (12-36شهراً) الذين يظهرون حساسية مرتفعة أو منخفضة تجاه المثيرات الحسية يكون لديهم سلوكيات تكرارية  وسمات توحد أخرى لاحقاً. 

وتشير النتائج لدراستين منفصلتين بأن الاختلافات السلوكية في سن مبكرة قد تمهد الطريق لظهور سلوكيات تكرارية و محددة، وهي معيار رئيسي في اضطراب طيف التوحد والذي يرتبط أيضاً بالظروف الأخرى لنمو الدماغ.                   

وأيضاً سلطت الدراستين الضوء على مجالات التدخل المبكر، خصوصاً إذا اكتشفت المزيد من الدراسات الروابط المسببة بين هذه السمات.

وقالت أنيت استس (مديرة مركز التوحد بجامعة واشنطن في ولاية سياتل، التي قادت الدراسة المتعلقة بالنوم) بأن: “معالجة مشكلات النوم قد تكون قادرة على تحسين مسارات النمو”.

إن الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد هم أكثر عرضة لمشاكل النوم بضعفين مقارنة بالأطفال ذوي النمو الطبيعي. وترتبط قلة النوم  بشدة الأعراض والتي تشمل السلوكيات التكرارية  والنمطية. 

وكانت الدراسة الجديدة استثنائية من حيث ربط مشاكل النوم بمجموعة فرعية (شديدة) من السلوكيات النمطية و التكرارية والتي تتضمن: الاهتمامات المحدودة، الروتين ومقاومة التغيير. 

تضمنت الدراسة 38 طفل مصاب بالتوحد، تراوحت أعمارهم بين 2-6 سنوات و 19 طفل لديهم تأخر في النمو تراوحت أعمارهم بين 2-4 سنوات. أكمل الوالدين استبياناً معيارياً عن مشكلات النوم لدى أطفالهم في سن الرابعة، يتضمن أسئلة حول صعوبة الخلود للنوم، ومدة النوم القصيرة، والخطر النومي (parasomnias) مثل السير أثناء النوم والرعب الليلي. وقام الأطباء بتقييم سمات اضطراب طيف التوحد بما في ذلك السلوكيات التكرارية حول عمر السنتين وتقييم هذه السمات أيضاً في مرحلتين  أو ثلاث مراحل من العمر لاحقاً. 

علاقة النوم:

أظهر الأطفال الذين كانت لديهم مشاكل في النوم في سن الرابعة مستويات شديدة من السلوكيات التكرارية أكثر من أقرانهم الذين ليس لديهم مشاكل في النوم. كما أنهم يعانون من  زيادة سريعة في هذه السلوكيات بين سن الثانية والرابعة. نُشر هذا العمل في شهر مارس في مجلة التوحد واضطرابات النمو.

ويقول برين بويد (البروفيسور المساعد في علم السلوك التطبيقي بجامعة كانسس والذي لم يكن مشاركاً في أي من الدراستين): أن الدراسة أظهرت وجود ارتباط بين النوم والسلوكيات التكرارية. ولكن لم يكن واضحاً ما إذا كانت مشكلات النوم تؤدي إلى السلوكيات التكرارية أو العكس، أو ما إذا كان هناك عاملاً آخر  يساهم في ظهورهما.  

ونظر الباحثون إلى القلق كأحد العوامل المحتملة ولكنهم وجدوا بأنه لا يساهم في تفسير العلاقة بين النوم والسلوكيات التكرارية.                                                                                         

تقول استس بأن العثور على علاقة سببية بين هذه الحالات يشكل تحدياً. أحد الاحتمالات التي تدعمها الدراسات على الفئران، بأن الحرمان المزمن من النوم يؤدي إلى التفكير الجامد (غير المرن)، والذي يمكن أن يساهم في ظهور السلوكيات التكرارية. أظهرت الدراسات بأن تحسين النوم من خلال العقاقير الطبية والعلاج السلوكي يخفف من السلوكيات لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.                                                                                                          وتقوم استس وفريقها بعمل مسح لأدمغة الرضع بهدف دراسة العلاقة بين مشكلات النوم في سن مبكرة وتشخيص التوحد في وقت لاحق.                                                                        

التفاعل الحسي: 

تشكل الاستجابات الحسية غير الاعتيادية سمة شائعة في اضطراب طيف التوحد. تقول ليندا واتسون (أستاذة علوم اللغة والسمع  في جامعة نورث كارولاينا في تشابل هيل): لكلاً من المشاكل الحسية ومشاكل النوم أثراً متواصلاً على أداء الطفل المعرفي والمشاكل السلوكية. وقالت: ”من المؤكد بأن لهما تأثير كبير على التكيف وجودة الحياة الأسرية.“

لدراسة كيفية ارتباط الاختلافات الحسية المبكرة بسمات التوحد لاحقاً قامت واتسون وزملاؤها بضم ٨٧ طفل بعمر السنة والذين أشارت نتائجهم في المسح المبكر إلى وجود احتمالات عالية من الإصابة بالتوحد.   

قام الباحثون وأولياء الأمور بتقييم ردة فعل الأطفال تجاه المثيرات الحسية بعمر 14 و 23 شهراً. ثم التقى الفريق مع 49 طفلاً حينما كانوا بين عمر 3 و 5 سنوات وقاموا بتقييم سمات التوحد لدى 45 طفل من خلال استخدام مقياس التشخيص المعياري الذهبي. تم تشخيص 13 طفل بالتوحد و 7 أطفال بتأخر في النمو أو حالات أخرى.   

وجد الفريق أن هناك رابط بين الاستجابة الحسية المنخفضة (الأقل من المعدل الطبيعي) في سنوات الرضع وبين سمات التوحد والتي تتضمن سلوكيات تكرارية ومحددة شديدة في عمر ما قبل المدرسة. و الاستجابة الحسية المفرطة (الأكثر من المعدل الطبيعي) في عمر 14 شهر، وفقاً لما ذكره الوالدين، مرتبطة على وجه الخصوص بالسلوكيات التكرارية الشديدة  في عمر ما قبل المدرسة. نُشر العمل في شهر مارس في مجلة التوحد واضطرابات النمو.

وكما هو الحال في دراسة النوم، تقول ريبيكا قرازدزنسكي (باحثة مابعد الدكتوراة في فريق واتسون): بأن دراسة التفاعل الحسي تسلط الضوء على إمكانية التدخل المبكر والذي يمكن أن يخفف من حدة السمات التي ستظهر لاحقاً.  

لاختبار هذه الفكرة، تعمل واتسن وزملاؤها على تدخل يتضمن على تدريب الوالدين لتحديد  متى يتجاوب طفلهم لمثير حسي بشكل غير عادي ثم مساعدتهم لتعلم استراتيجيات للتعامل مع ذلك.

[ratemypost]

لقد قرأت

شارك هذه المقالة

أحدث المقالات