استخدام المعززات في تحليل السلوك التطبيقي

بقلم : أ.نجلاء باهمام. أخصائي تحليل سلوك تطبيقي مراجعة: أ.أسماء الصالح. مساعد مدير عام الخدمات التأهيلية – مركز التميز للتوحد

استخدام المعززات في تحليل السلوك التطبيقي

يُخيّل لبعض أهالي ذوي اضطراب طيف التوحد (ASD) أن استخدام المعززات لتعليم طفلهم يجعل منهم أشخاصا آليين غير مستجيبين إلى وجود المعززات وذلك يعود إما لكثرة استخدامها في تعليمهم المهارات الجديدة خلال التدريب، أو لعدم استحضار الطفل الاستجابة المرغوبة في عدم وجود المعزز، مما يجعل هؤلاء الأهالي مرتبكين في قرارهم بخصوص استخدام المعززات مع طفلهم من عدمها. 

مما لا شك فيه أن تلك القناعة تتعارض مع فلسفات تحليل السلوك التطبيقي في استخدام التعزيز، فالهدف النهائي لاستخدام التعزيز في تعليم الأطفال هو استمرارية السلوك المكتسب بعد انقطاع التعزيز، بأخذ الفرد تعزيزه من البيئة الطبيعية، واختفاء المعززات المادية تدريجياً.

ويحدث ذلك بوجود خطة أساسية عند استخدام المعززات وهي ( التلاشي التدريجي للتعزيز ) من خلال جداول التعزيز المختلفة، وهناك نوعان من جداول التعزيز: جداول التعزيز للاستجابات ( الثابتة ، المتقطعة ) أي التعزيز بعدد الاستجابات، و جداول التعزيز للوقت ( الثابتة ، المتقطعة ) ويكون ذلك بتحديد توقيت زمني معين، يتم تحديد نوع جدول التعزيز المستخدم بما يتناسب مع حالة الطفل من ذوي اضطراب طيف التوحد (ASD).

تحدث آلية التلاشي للتعزيز بشكل تدريجي ففي البداية يتم استخدام جداول التعزيز المستمرة في تعليم الأفراد المهارات الجديدة وتكون ثابتة بتعزيز كل استجابة صحيحة مما يحفز الطفل على اكتساب المهارة، ثم تزيد متطلبات التعزيز بزيادة عدد الاستجابات أو الوقت المحدد لوصول التعزيز، وبعد ذلك يتم الانتقال لجداول التعزيز المتقطعة التي تعتمد على متوسط عدد الاستجابات أو الوقت  للتعزيز، ويترتب على ذلك عدم توقع الطفل لحظة حصوله على المعزز بالتحديد مما يؤدي إلى زيادة احتمالية حدوث الاستجابات دون وجود المعزز، ويتم السير على آلية التلاشي وفق نهج معين لإطفاء التعزيز و التي من أولى خطواتها هي تأخير  الحصول على المعزز بعد الاستجابة الصحيحة.

يختلف اختيار المعززات باختلاف ما يحبه الطفل من ذوي اضطراب التوحد ويفضله ، وهناك العديد من الأدوات المستخدمة لتقييم المفضلات في تحليل السلوك التطبيقي ومنها : الملاحظة الحرة ، تقييم المفضلات الزوجي، تقييم المفضلات الفردي وغيرها، فيساعد ذلك الأخصائي على تحديد محفزات التعلم التي يمكن استخدامها مع الطفل أثناء العمل معه في الجلسات العلاجية، وقد تتغير تلك المحفزات من فترة لأخرى نظرا لاختلاف الاهتمامات مع مرور الوقت، و كمية استهلاك المحفز وتوفره بشكل دائم مما يؤدي إلى الإشباع.

ومما يشاد به أن تحليل السلوك التطبيقي يركز على أن تكون البيئة معززة للطفل من ذوي اضطراب التوحد بشكل عام، كما أنه يفضل إقران أو تكييف المعالج كشخص معزز ومحبوب من قبل الطفل باقترانه بالمعززات المادية أو الاجتماعية الأخرى، وذلك من خلال بناء علاقة إيجابية بين المعالج والطفل باللعب معه أثناء وقت الفراغ، التعامل معه بتفهم لما يريد و يشعر، بناء الثقة، و العلاقة التكاملية بين العمل واللعب، نتيجة لذلك يصبح وجود المعالج بحد ذاته محفز للطفل للعمل خلال الجلسة العلاجية وهذا ما يسعى إليه مختصين تحليل السلوك التطبيقي في نهاية المطاف أثناء استخدام المعززات.

إلى أي مدى كان هذا المصدر مفيد؟

متوسط التقييم 0 / 5. عدد المشاركات: 0

لقد قرأت

شارك هذه المقالة

أحدث المقالات