خطة الـ 100 يوم الأولى للأهالي الذين تم تشخيص أطفالهم بالتوحد حديثاً
ستكون الخطوة الأولى التي يتخذها الوالدين للبدء في مرحلة علاج ابنهم وتغيير مسار حياته تجربة مثمرة ومفيدة له. وللقيام بهذه الخطوة التي ستحدث تغييراً كبيراً في حياته، سيتطلب منك أولاً الاهتمام بنفسك قبل كل شيء. توقف للحظة واسأل نفسك: من أين سأستقي القوة والدعم؟ كيف سأقوم بمساعدة ابني؟ هل سأبكي كثيراً؟ هل سأشتكي و أتذمر لمن حولي عن وضعي؟ هل سأحتاج للمساعدة ولكن لا أعرف من اسأل؟
تذكر دائماً أنه إذا كنت ترغب في تقديم أفضل طرق العناية بابنك فإنه عليك العناية بنفسك قبل ذلك
غالبًا ما يفشل الوالدين في تقييم مصادر قوتهم وعواطفهم. قد تكون مشغولاً للغاية بتلبية احتياجات طفلك بحيث لا تسمح لنفسك بوقت للاسترخاء أو البكاء أو مجرد التفكير. وليس من الحكمة الانتظار حتى تشعر بالإرهاق أو التوتر لدرجة أنك لا تستطيع الاستمرار قبل أن تفكر في احتياجاتك الخاصة.
ليس من الجيد لك ولا لعائلتك أن تصل لهذه النقطة. قد تشعر أن طفلك بحاجة إليك الآن أكثر من أي وقت مضى. وقد تبدو قائمة المهام الخاصة بك لا نهاية لها. كما قد تشعر بالإرهاق التام ولا تعرف من أين تبدأ. أو قد لا يكون هناك أبدًا وقت مناسب للاعتناء بنفسك، ولكن من الضروري جداً أن تجعل من ضمن أولوياتك اليومية وقت للعناية بنفسك – حتى لو كانت خمس أو عشر دقائق فقط في كل مرة. وتختلف كل عائلة عن غيرها في تعاملها مع المواقف الصعبة. من المهم العثور على الأشخاص والأنشطة والروتين الذي يناسبك بشكل أفضل.
قد تشعر بتحسن مع بداية ابنك في العلاج. وهناك أمور عديدة قد تساعدك في رحلة العلاج كأن تعترف لأسرتك وشريك حياتك حول ما تشعر به بكل صدق وانفتاح عن مخاوفك ومشاعرك، وما قد يخبرك به الوالدين الآخرون. إن هذه الرحلة ستجعل منك شخص أفضل. كما أنك ستكتشف أنك تملك الكثير من الحب و الأمل لابنك لدرجة لم تكن تعلم بها.
ونستعرض هنا بعض النصائح التي يقدمها الوالدين الذين مرّوا بنفس التجارب التي تمر بها:
ابدأ
ابدأ بجلسات العلاج والنشاطات المصاحبة للعلاج لطفلك. ستكون هناك العديد من التفاصيل التي يجب أن تتعامل معها في برامج العلاج المكثف وخاصةً إذا كانت ستقام في المنزل. أثناء ذلك وإذا كان طفلك منهمكاً في نشاطات مفيدة سيتوفر لك حينها وقت فراغ تستطيع أن تثقف نفسك وتقرأ أكثر عن وضع ابنك أو أن تستفيد من وقت الفراغ هذا لنفسك. ومع البدء في العلاج وجلسات التدخل سيتشكل من حولك مع الوقت مجموعة من الأشخاص الذين سيساعدونك ويساعدون ابنك في العلاج.
اطلب المساعدة
قد يستصعب الوالدين طلب المساعدة من الغير وخاصةً في البداية. حاول أن لا تتردد في طلبها، فقد يرغب من حولك بالمساعدة ولكنهم لا يعرفون كيف يقدمونها. هل هناك أشخاص حولك بإمكانهم أخذ أبنائك الآخرين للتنزه مثلاً؟ أو هل هناك من يستطيع أن يعد العشاء لعائلتك لتتمكن أنت في هذه الأثناء من أن تتعلم وتقرأ أكثر؟ أو أن يحضر لك بعض المتطلبات من الخارج أو أن يقوم بغسل الملابس مثلاً؟ أو أن تخبر من حولك أنك تمر بفترة صعبة وترحب بأي مساعدة.
تحدث مع الآخرين
الجميع يحتاج لشخص ما ليتحدث معه. حاول أن تتحدث مع شخص مقرب عن الوضع الذي تمر به حالياً. فبمجرد حديثك مع شخص ترتاح له ستشعر بقوة وقدرة على مواجهة الصعوبات. إذا كان خروجك من المنزل صعب ، حاول التحدث معه عبر الهاتف.
فكر بالانضمام لمجموعات الدعم
من المفيد جداً الاستماع والتحدث مع الأشخاص الذين يمرون بتجربة مشابهة باللتي تمر بها. قد تجد الكثير من المساعدة في مجموعات الدعم. حيث سيشاركونك العديد من المعلومات والخدمات المتوفرة في الحي الذي تسكن به ومن يقدمها. وقد تضطر للانضمام لعدد من المجموعات إلى أن تجد المجموعة المناسبة لك. وفي النهاية قد لا تكون هذه الفكرة مناسبة لك أساساً، إلا أن هناك العديد من الوالدين الذين وجدوا في مجموعات الدعم الكثير من المساعدة والتشجيع والدعم.
هناك أيضاً العديد من البرامج الترفيهية المقدمة للأطفال من ذوي التوحد. تعتبر هذه البرامج أماكن مفيدة للطفل كما للوالدين أيضاً، حيث يتسنى لهم مقابلة غيرهم من الوالدين وتبادل التجارب والخبرات.
وفي دراسة قامت بها جامعة فاندربيلت Vanderbilt University تابعة the Autism Speaks Autism Treatment Network أن أمهات الأطفال من ذوي التوحد استفدن كثيراً من حلقات تخفيف التوتر التي تقدمها الأمهات الأخريات أسبوعياً. تركز هذه الحلقات على خفض مستويات التوتر والقلق والاكتئاب وتعمل على رفع مستوى التفاعل بين الأمهات وأبنائهن.
يوفر موقع Autism Speaks قائمة بأسماء مجموعات الدعم على الرابط autismspeaks.org/resource-guide. هناك طريقة أخرى للبحث عن مجموعات الدعم عن طريق المؤسسة التعليمية SETA (Special Education Parent Teacher Association) أو عن بعد عن طريق Autism Speaks Facebook page at facebook. com/autismspeaks.. هناك أيضاً الشبكة الاجتماعية للوالدين الأطفال من ذوي التوحد ( My Autism Team). ففي هذا الموقع يجتمع والدين الأطفال من ذوي التوحد ويتبادلوا الخبرات بالإضافة لآرائهم حول مزودي الخدمة المحليين. قم بزيارة موقع myautismteam.com.
حاول أن تأخذ فترة راحة
حاول أن تختلي بنفسك ولو قليلاً متى ما سمح لك الوقت بذلك، حتى لو أن تستقطع بعض دقائق للمشي أو اذهب لمشاهدة فيلم أو للتسوق أو زيارة الأصدقاء. أما إذا ساورك إحساس بالذنب تجاه فترات الراحة التي تريد استقطاعها لنفسك، فتذكر أن هذه الأوقات ستنعكس إيجاباً على عطائك بعد عودتك للمنزل. حاول الحصول على وقت من الراحة وترتيب وقت نومك، فذلك من شأنه أن يمدك بالطاقة للتعامل مع ضغوطات اليوم بشكل أفضل واتخاذ القرارات وستكون أكثر حلماً وتفاعلاً عند تعاملك مع ابنك طوال اليوم.
فكر بكتابة مذكراتك
يذكر لويس ديسالفو Louise DeSalvo في كتابه ” الكتابة كطريقة للعلاج” أن الدراسات أظهرت “أن الكتابة التي يصف فيها الشخص المواقف الصعبة التي مر بها أو المشاعر والأفكار العميقة التي يشعر بها لها علاقة بتحسين مستوى المناعة لدى الشخص كما يحسن من صحته النفسية والجسدية ويساعد على خلق تغييرات سلوكية إيجابية.” كما يستخدم بعض الوالدين المذكرات لتسجيل تطور ابنهم أثناء رحلته العلاجية وكتابة أفضل الطرق التي تناسبه وما لا تناسبه. وخصص بعض الوقت لتقضيه على الإنترنت. فهو أحد الأدوات المهمة في تعليم وتوجيه الوالدين حول ما تحتاج لمعرفته عن التوحد وكيفية التعامل مع أبنائهم ومساعدتهم.
ويزخر الانترنت بالمعلومات التي لو قضى الإنسان عمره في قراءتها فلن ينتهي منها. إلا أنه من المهم الإنتباه لمصادر هذه المعلومات، فليس كل ما تجده على الانترنت صحيح.
ثق دائماً بحدسك دائماً
هناك العديد من العلاجات والعديد من الأفكار والطرق التي تساعدك في هذه الرحلة ، ولكن لا تهمّش أبداً حدسك. فلا أحد يعرف ابنك أكثر منك. قم بالتعاون مع فريق علاج ابنك للبحث عن أفضل الطرق التي تساعده وتساعد عائلتك. وفي هذه الفترة التي تحاول فيها الاستفادة من كل دقيقة ، اسأل نفسك: هل ما أقرأه الآن مفيداً حقاً لابني؟ هل هي معلومات جديدة علي؟ هل هذه المعلومات مفيدة؟ هل هذا مصدر موثوق أم لا؟
قد تكون الساعات التي تقضيها على الانترنت مفيدة لك ولابنك، وفي بعض الأحيان الأخرى قد يكون جلوسك مع ابنك أفضل من بقائك على الجهاز. سيكون الإنترنت أحد أهم الأدوات التي لديك لتعلم ما تحتاج معرفته حول التوحد وكيفية مساعدة طفلك.
