الانتقائية في الطعام للأفراد من ذوي اضطراب طيف التوحد

بقلم: أ.نجلاء باهمام، أخصائي تحليل سلوك تطبيقي. أ.أسماء الصالح، رئيس قسم خدمات التقييم – مراجعة: أ.أسماء الصالح، رئيس قسم خدمات التقييم – مركز التميز للتوحد

الانتقائية في الطعام للأفراد من ذوي اضطراب طيف التوحد

يعد سوء التغذية من أهم المشكلات التي تؤثر على صحة الأطفال ونوعية حياتهم مستقبلا ” أشارت دراسة سابقة قام بها باحثون هولنديون ونشرت في مجلة أمراض القلب الأوروبية European Heart Journal إلى وجود علاقة قوية بين سوء التغذية في الطفولة والكثير من المشكلات الصحية لاحقاً في عمر البلوغ” ( عوض ، هاني . ٢٠١٤ ). 

من المشاكل الشائعة التي يعاني منها الأفراد من ذوي اضطراب طيف التوحد (ASD) هي مشاكل التغذية ومنها انتقائية الطعام أكثر من أقرانهم ذوي النمو الطبيعي ، و تعرف انتقائية الطعام بأنها جزء من صعوبات التغذية تظهر في عدم الرغبة في تناول الأطعمة المألوفة أو تجربة الأطعمة الجديدة و ينتج عنها نقص غذائي حاد مما يؤثر على سلامة الصحة العامة ، و بالرغم من قبول الأطباء وأولياء الأمور لوجود هذه المشكلة إلا أنه لم تتوفر المعلومات الكافية بشأن المواد الغذائية المميزة التي يقبلها هؤلاء الأفراد أو العوامل المحتملة التي تساهم في زيادة تلك المشكلة .

من الممكن أن تكون انتقائية الطعام لدى الأطفال من ذوي اضطراب التوحد (ASD) متعلقة بما يلي : ( قوام الطعام، اللون،الشكل،النوع،العلامة التجارية للطعام أو في طريقة عرض الطعام )، قد يكون أهالي الأطفال من ذوي اضطراب التوحد (ASD) الذين يعانون من هذه الاضطرابات قلقين بشأن صحة وسلامة أطفالهم . 

وأثبتت العديد من الدراسات التجريبية للأطفال من ذوي اضطراب التوحد (ASD) بأن إجراء التعزيز التفاضلي للسلوك البديل ( DRA)  لقبول الطعام المنبثق من علم تحليل السلوك التطبيقي ، والذي يعرف بأنه تعزيز السلوكيات البديلة للمشكلة السلوكية التي تخدم الوظيفة نفسها مع إحتمالية ظهور السلوك البديل مع السلوك المستهدف ( المشكلة السلوكية ) ، جنبا إلى جنب مع استخدام إجراء ( الإطفاء ) لمنع الهروب بعدم إنهاء وقت الوجبة عند انخراط الأطفال في المشكلة السلوكية, ويعرف الإطفاء بشكل عام بأنه إيقاف التعزيز لسلوكيات غير مرغوب بها معززة مسبقا ، وبعبارة تقنية فهو إيقاف التعزيز السلبي ، وأثبتت هذه الدراسات نتائج فعالة في تحسين انتقائية الطعام لدى الأطفال من ذوي اضطراب التوحد (ASD) عند استخدام هذه الإجراءات ، كما أنه يكون أكثر فعالية في تقليل المشكلة السلوكية وزيادة قبول مضغ الطعام عند تنفيذ هذا الإجراء من قبل الوالدين في البيئات الطبيعية أكثر من تنفيذها من قبل المختصين في العيادات ، وإضافة إلى ذلك لوحظ التعميم بتقبل الأطفال لأطعمة جديدة غير مستهدفة خلال تطبيق الإجراء ، وقامت الدراسة على تدريب الأهالي وتقييم فعالية التدخل من خلال مراقبة فيديوهات مصورة , نظرا لأهمية دور الوالدين كمعالجين للمشاكل السلوكية لطفلهم في ممارسة تحليل السلوك التطبيقي .

وغالبا يتم التعامل مع مشكلة انتقائية الطعام  باستخدام الإطفاء بالإضافة إلى إجراءات أخرى والتي قد تكون صعبة للتنفيذ على مقدم الرعاية ( الوالدين ) ومكرهه للطفل مما يتطلب وجود إشراف مناسب من قبل مختص لضمان دقة وسلامة تنفيذ الإجراء لعدم حدوث تأثير عكسي على الأطفال الذين يعانون من تلك المشكلة . 

إلى أي مدى كان هذا المصدر مفيد؟

متوسط التقييم 0 / 5. عدد المشاركات: 0

لقد قرأت

شارك هذه المقالة

أحدث المقالات