الجينات تدفع الأشخاص ذوي التوحد للتفاعل مع الإشارات البيئية

الكاتب: جوناثان موينز – 2 أبريل 2021
The article was originally published on Spectrum, the leading site for autism research news. https://bit.ly/3aTeBYY
spectrum Logo

الجينات تدفع الأشخاص ذوي التوحد للتفاعل مع الإشارات البيئية

تشير دراسة جديدة في التوائم أن الجينات تؤثر على تفاعل الأشخاص ذوي التوحد مع المشاهد والأصوات وغيرها من الإشارات الحسية في حين أن العوامل البيئية تشكل ميلهم إلى الانتباه والبحث عن مثل هذه المحفزات. 

المشاكل الحسية مثل فرط الحساسية تجاه الضوضاء أو الرغبة في لمس بعض الأسطح أو المواد، شائعة في التوحد وتكون موجودة بنسبة %69 إلى %95 من ذوي التوحد. ومع ذلك، لا تزال العوامل الكامنة وراء هذه الصفات غير مفهومة بشكل جيد.

وتكشف الدراسة الجديدة عن أنواع محددة من التغيرات الحسية التي تحدث لدى الأشخاص ذوي التوحد وتبدأ في فصل الأدوار التي قد تلعبها الجينات والبيئة في كيفية ظهور هذه الصفات.

تقول قائدة البحث جانينا نيوفيلد Janina Neufeld (الأستاذ المساعد لصحة المرأة والطفل في معهد كارولينسكا في ستوكهولم، السويد): “أنه [يعطينا] فكرة عن مكان للبحث، ويخبرنا أنه ربما من المفيد أن ننظر أكثر في جينات الحساسية الحسية.”

يقول ديفيد سيمونز David Simmons (محاضر في علم النفس في جامعة غلاسكو في اسكتلندا، ولم يشارك في الدراسة): المعالجة الحسية المتغيرة تؤثر على بعض الأشخاص ذوي التوحد بشكل يومي. “يمكن أن تكون إعاقة في بعض الحالات.”

ويقول سيمونز إن العمل الجديد يمهد الطريق لتحديد المحفزات التي قد يكون الأشخاص ذوي التوحد حساسين منها بشكل خاص. كما أنه يساعد الباحثين والأطباء على فهم ما يمكن وما لا يمكن للعلاج تغييره حول كيفية معالجة الأشخاص ذوي التوحد لهذه الإشارات.

العثور على الروابط:

للتحقيق في كيفية تأثير الجينات والبيئة على الصفات الحسية في التوحد، قام الفريق بضم 133 توأما ( 83 توأم متطابق و50 توأم غير متطابق) وثلاثة توائم غير متطابقين من دراسة “جذور التوحد وفرط الحركة وتشتت الإنتباه (ADHD) للتوأم” التي لاتزال قيد العمل الآن في السويد. ومن بين المشاركين الـ 269، هناك 60 شخصا من ذوي التوحد؛ و 84 لديهم حالات نمائية عصبية أخرى مثل اضطراب فرط الحركة وتشتت الإنتباه؛ و125 ليس لديهم أي تشخيص.

ملأ المشاركون استبيانا يسمى الملف الشخصي الحسي للبالغين/المراهقين، والذي يقيس مدى انتباه المشاركين أو بحثهم أو تجنبهم أو تفاعلهم مع إشارات بيئية معينة مثل الضوضاء والأضواء والروائح. قيم الآباء سمات أطفالهم ذوي التوحد باستخدام مقياس الاستجابة الاجتماعية The Social Responsiveness Scale.. وقام الأطباء ذوي الخبرة بتقييم المشاركين أيضا باستخدام أداتي تشخيص مختلفتين.

وجد الباحثون أن التوائم المتطابقة الذين لديهم مستويات عالية من صفات التوحد يميلون لتجنب أو عدم ملاحظة الإشارات البيئية. وتقول نيوفيلد Neufeld بسبب أن التوائم المتماثلة تشترك في جميع موادها الوراثية تقريباً فمن المرجح أن تكون الاختلافات بينهما في ميولهم إلى تجنب أو عدم ملاحظة المعلومات الحسية بسبب العوامل البيئية.

وعلى النقيض من ذلك، ترتبط سمات التوحد بفرط النشاط للإشارات البيئية بين التوائم غير المتطابقة، مما يشير إلى أن هذا السلوك مدفوع بالاختلافات في علم الوراثة.

ووجد الفريق أن المشاكل الحسية شائعة أيضا بين المشاركين غير المصابين بالتوحد ولكنهم يعانون من حالات نمائية عصبية أخرى، ولكن الأشخاص المصابين بالتوحد معرضون بشكل فريد لتجنب الأحاسيس. وقد نشرت الدراسة في شهر مارس في مجلة التوحد.

نظرة عن قرب:

تقول نيوفيلد Neufeld: على الرغم من أن الدراسة تساعد على توضيح كيف يمكن للجينات والبيئة أن تؤثر على الاختلافات الحسية إلا أنها تترك بعض الأسئلة دون إجابة.

يقول سيمونز  Simmons على سبيل المثال: عثرت الدراسة على ارتباط سلبي بين سمات التوحد وسلوكيات البحث عن الإحساس، وهي نتيجة غير متوقعة لأنه ثبت أن العديد من الأشخاص ذوي التوحد ينخرطون في مثل هذه السلوكيات.

وأضاف تشير هذه النتيجة إلى أن الاستبانة الحسية التي استخدمها الفريق، والتي لم تكن مصممة في الأصل لدراسة الاختلافات الحسية في التوحد، لا تلتقط الفروق الدقيقة في السلوكيات المرتبطة بالتوحد.  

يقول سيمونز Simmons “هذا هو حقا ما يجعلك تتساءل عما إذا كانت هذه السلوكيات التي تسعى للإحساس تطرح الأسئلة الصحيحة للأشخاص ذوي التوحد لأن ذلك يبدو مجرد خطأ حدسي”.

وتقول تيريزا تافاسولي Teresa Tavassoli (الأستاذ المشارك في علم النفس في جامعة ريدينغ في المملكة المتحدة، والتي لم تشارك في الدراسة)، إن السؤال الآخر المهم هو ما هي أنواع العوامل الوراثية والبيئية التي تقود هذه النتائج.

تقول نيوفيلد Neufeld إنها وزملاؤها يخططون للتعاون مع علماء الوراثة في محاولة للنظر عن قرب في جينات معينة قد تدفع فرط النشاط في التوحد. كما أنهم يرغبون في معرفة المزيد عن البيئات التي تثير السلوكيات وتجعل من الصعب على الأشخاص ذوي التوحد العمل لا سيما في بيئات مثل بيئة المدارس.

وتقول “يجب أن ننظر في هذا النوع من سلوكيات تجنب الإحساس ومعرفة المزيد. عن ما يتجنبه بالضبط الأشخاص [ذوي بالتوحد] وما يريدون منا القيام به، على سبيل المثال، العمل في البيئات المدرسية لتجنب أن يحصلوا على ردود الفعل هذه”.

إلى أي مدى كان هذا المصدر مفيد؟

متوسط التقييم 0 / 5. عدد المشاركات: 0

لقد قرأت

شارك هذه المقالة

أحدث المقالات