الدماغ الذكوري المتطرف

الكاتبة: هاناه فرفارو – 1 مايو 2019
The article was originally published on Spectrum, the leading site for autism research news. https://bit.ly/2YoTebp
spectrum Logo

الدماغ الذكوري المتطرف

تفترض نظرية “الدماغ الذكوري المتطرف” أن المصابين بالتوحد يعالجون العالم عن طريق عدسة “الذكر” ويهتمون بالمواضيع النمطية عند الذكور، مثل: كيفية عمل الآلات أو أنماط الطقس. وقد تكون لديهم مشاكل في المهام التي تكون الإناث أفضل فيها، مثل: التلميحات الاجتماعية. 

وعلى مر السنين، حصلت هذه النظرية على دعم وسخرية من الباحثين في مجال بالتوحد. هنا كل ما تحتاج إلى معرفته حول كيفية ظهور نظرية الدماغ الذكوري المتطرف والأدلة التي تدعمها والجدل المحيط بها. 

ما هي نظرية الدماغ الذكوري المتطرف؟  

تستند النظرية إلى فكرة أن الذكور والإناث يختلفون عن بعضهم بطرق أساسية، وأن الاختلافات بينهم تكون مستمرة. فإن المشتركون في النظرية حددوا مصطلح “التعاطف” الذي يرمز إلى نهاية الاستمرارية عند الإناث، وأشاروا إلى مجموعة من المهارات الاجتماعية مثل القدرة على فهم مشاعر الآخرين. 

وفي نهاية الاستمرارية عند الذكور يكون الميل إلى “التنظيم” أو التعرف على الأنماط وفهم الطبيعة و أنظمة التقنية  (مثل: الطقس و الكمبيوتر).

تقترح النظرية بصورة عامة أن الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد، بغض النظر سواءً الذكور أو الإناث، يميلون إلى أن يكونوا في نهاية الاستمرارية. وهذا يعني أن لديهم الدماغ الذكوري المتطرف. 

ما هي أصول هذه النظرية؟ 

في منتصف التسعينيات، قام الباحث البريطاني سيمون بارون كوهين بدمج  اختبارات الذكاء الاجتماعي والتعرف على الأنماط في دراساته عن التوحد. في السكان بشكل عام، تُظهر هذه الاختبارات اختلافات بناءً على الجنس (الذكور، الإناث) حيث تميل الإناث إلى الأداء الجيد في اختبارات الذكاء الاجتماعي، بينما يميل الذكور إلى التفوق في اتباع القواعد والتعرف على الأنماط. و أيضاً وجد بارون كوهين أن الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد بشكل عام  يكون عندهم  مشكلة في أول الاختبارات وبالأخير يكونون جيدين. 

وبناءً على هذه النتائج في عام 2002م اقترح سيمون بارون كوهين نظرية الدماغ الذكوري المتطرف للتوحد. ثم قام هو وزملاؤه بتطوير زوج من الاستبيانات التي تعتمد على التقارير الذاتية (إبلاغ الشخص عن ذاته)  لقياس القدرات المنهجية. 

ما هي الأدلة التي تدعم النظرية؟

في العام الماضي، حلل فريق بارون كوهين ردود الاستبيانات من 600,000 شخص، بما في ذلك 36,874 شخص من ذوي اضطراب طيف التوحد. و تشير النتائج إلى أن الذكور والإناث ذوي التوحد يميلون إلى التنظيم.

أشار عمل آخر لبارون كوهين عن مكان نشأة هذا الاتجاه أو الميل. قال بارون كوهين أن بعض المصابين بالتوحد يكونوا قد تعرضوا لمستويات مرتفعة من هرمونات الستيرويد الجنسية في الرحم، مثل: التستوستيرون. و إن التستوستيرون الزائد قد يغير هيكل الدماغ أثناء نموه بطرق تؤثر على أنماط وأساليب التفكير. 

ولكن هناك دراسات من مختبرات أخرى تشكك في العلاقة بين هرمون التستوستيرون الزائد والتوحد.                                                                                                                                                                                                        

كشفت دراسات تصوير الدماغ عن أنماط تشريحية في أدمغة الذكور والإناث تتفق مع نظرية الدماغ الذكوري المتطرف، ولكن البيانات ليست داعمة بشكل متناسق وموحد. في إحدى الدراسات الصغيرة، اكتشف الباحثون أن أدمغة الذكور والأناث ذوي اضطراب طيف التوحد تشبه بالهيكل أدمغة الذكور والإناث الطبيعيين. كما أظهرت دراسة أخرى دعمًا للنظرية في بعض شبكات الدماغ. ومع ذلك، في مارس عام 2017م تراجع الباحثون عن اكتشافاتهم، حيث عملت دراسة كبيرة، أكدت نظرية الدماغ الذكوري المتطرف وقالت أن هناك خطأ كبير في التحليل.  

ما هي بعض الانتقادات الموجهة للنظرية؟ 

يشكك بعض الخبراء في أساسيات النظرية وأن هناك اختلافات قابلة للقياس بين الذكور والإناث في القدرات مثل التواصل الاجتماعي. يقول ديفيد سكوز (بروفيسور في علوم السلوك والدماغ بجامعة لندن كوليدج) إن وجدت هذه النظرية، فمن المحتمل أن تكون ضعيفة.  

هناك بعض النقد، يقول الخبراء أن الاستبيانات المستخدمة لسنوات لاختبار النظرية، تضمنت الكثير من الأسئلة حول مواضيع تهم وتخص “الذكور”، مثل:  القراءة عن الآلات أو العمل عليها. منذ ذلك الحين تم تعديل الاختبارات، لكن لا تزال أسئلتهم قائمة على القوالب النمطية للذكور أو الإناث، أو مفهوم مبسط عن الاختلافات بين الجنسين. وبعض هذه الاختلافات قد لاتكون ذات صلة بسمات التوحد. 

يقول كاثرين لورد (البروفيسور المتميز المقيم في الطب النفسي والتعليم في جامعة كاليفورنيا – لوس أنجلوس) “حتى الآن تستند التفسيرات إلى تفسيرات خاطئة للبيانات النمائية للأطفال الطبيعيين و بيانات بيولوجية ليست دقيقة”. 

ويقول آخرون، أن الدعم للنظرية أتى من بارون كوهين وطلابه. وعلاوة على ذلك يقول منغ تشوان لاي (أستاذ مساعد في الطب النفسي بجامعة تورنتو في كندا،  والذي أكمل الدكتوراه وما بعد الدكتوراه في مركز أبحاث بارون كوهين) “لا يزال هناك نقص نسبي في التكرار المستقل”. 

ما هي بعض المفاهيم الخاطئة عن النظرية؟

معظم سوء الفهم ينشأ من اسم النظرية. فالنظرية لا تشير إلا أن جميع الإناث ذوي اضطراب طيف التوحد يفكرن مثل الذكور، أو أن التوحد مرتبط بالسمات الأخرى “للذكور “، مثل: عرض قامة الجسم. يقول بارون كوهين إن النظرية تتعلق فقط بفئتين من الإدراك: هما التنظيم المنهجي والقدرة على فهم مشاعر الآخرين.

إلى أي مدى كان هذا المصدر مفيد؟

متوسط التقييم 0 / 5. عدد المشاركات: 0

لقد قرأت

شارك هذه المقالة

أحدث المقالات