الصعوبة في التواصل قد تفسر العدوانية لدى بعض الذكور ذوي التوحد

الصعوبة في التواصل قد تفسر العدوانية لدى بعض الذكور ذوي التوحد

تبعاً لدراسة حديثة، تقول أن الصعوبات في التواصل تتنبأ بالسلوكيات العدوانية لدى الذكور ذوي التوحد، ولكن في الإناث ذوات التوحد، الصعوبات في التواصل والسلوكيات العدوانية قد لا يكونان مرتبطين.

تقول أيملي نيوهاوس (باحثة في الدراسة- أستاذ مساعد في الطب النفسي والعلوم السلوكية في جامعة واشنطن في سياتل) إذا ثبتت النتيجة (العلاقة) فهذا قد يساعد الذكور في التعامل مع سلوكياتهم العدوانية والحصول على الدعم الذي يحتاجونه. 

وتضيف نيوهاوس “قد يكون ذلك إشارة لمقدمي الرعاية أو المعلمين أو الوالدين للتفكير بجدية بأسباب ظهور المشاكل السلوكية”

ثلث أو ثلثين الأطفال المصابين بالتوحد في عمر المدرسة يظهرون عدوانية، وقد يتمثل ذلك في سلوكيات لفظية كالشتم والتهديد أو سلوكيات جسدية كالتخريب و محاولة إيذاء الآخرين. ولكن العوامل التي تسبب هذه السلوكيات لدى الأشخاص ذوي التوحد غير مفهومة جيداً. 

وتقول إلسي نوينز (بروفيسورة في التربية والتعليم الخاص في جامعة كاثوليك لوفين في بلجيكا، وهي ليست مشاركة في هذا البحث) “النتائج الجديدة يجب أن تعيد تقييم مصطلح “العدوانية”.

وأضافت “عندما نرى السلوكيات الصعبة و العدوانية لدى الأفراد ذوي التوحد، فإنه لا يجب علينا التركيز فقط عليها، ولكن يجب علينا أن نفكر فيما وراء تلك السلوكيات وما سببها وبالتالي التفكير في طريقة لمساعدة الأفراد في اكتساب المهارات التي تنقصهم”.

تقول نيوهاوس، أن هناك أبحاث سابقة ربطت السلوكيات العدوانية بمشاكل التواصل لدى الأشخاص غير ذوي التوحد. في الغالب يعاني الأطفال ذوي التوحد من صعوبات في التواصل. حيث أن الثلث منهم يكون لديهم لغة لفظية محدودة والآخرين لديهم صعوبات مختلفة. 

لمعرفة أكثر عن العلاقة بين التواصل والسلوكيات العدوانية لدى ذوي التوحد، قام فريق بتحليل بيانات دراسة (GENDAAR) متعددة المواقع والتي درست الاختلافات بين الجنسين  لدى الأشخاص ذوي التوحد. ركز الفريق على 80 ذكر و 65 أنثى جميعهم من ذوي التوحد وتتراوح أعمارهم بين 8 و 17 عام وكانوا يتحدثون بطلاقة.

وأضافت نيوهاوس “بسبب أن هؤلاء الأطفال لديهم مهارات لغوية قوية – كالمصطلحات والقواعد -لذلك قد لا يصنفوا على أن لديهم تأخر في اللغة وبحاجة للتدخلات والدعم”

لكل مشارك، تضمنت مجموعة البيانات ثلاثة معايير للمهارات اللغوية ومعيار واحد للسلوكيات العدوانية. وجد الفريق أن نتائج اختبار (مقياس فاينلاند للسلوك التكيفي) ، الذي يقيم جودة تواصل الفرد مع المواقف الاجتماعية واللغة المكتوبة – قد تتنبأ بالعدوانية. بالإضافة إلى ذلك  هذه الملاحظة  كانت صحيحة عندما كان الفريق ينظر للذكور فقط، فقد اختفت صحتها عندما نظر الفريق للإناث.

دراسات التوحد يكون فيها في الغالب عينات من الذكور أكثر، وذلك بسبب أن تشخيص الذكور بالتوحد يكون أكثر من الإناث. وعندما يكون عدد العينة أكثر يصبح من السهل الحصول نتائج ذات دلالة إحصائية. وتقول نيوهاوس، لكن العينات المستعملة في هذه الدراسة كانت بعيدة عن الطبيعي.

تقول نيوهاوس ” أحد عوامل القوة فيها أنها تعطينا مجموعة من الإناث بأعداد لم نستطع على مدى التاريخ أن ندرسها بدقة”. نتيجة لذلك، الاختلافات بين الجنسين التي لاحظتها هي وفريقها قد تكون أكثر من أدوات إحصائية. 

نشر هذا العمل مسبقاً هذا الشهر في مجلة التوحد والاضطرابات النمائية

التقارير المرتبطة بالموضوع:

كان لدى الذكور والإناث نتائج متقاربة في (قائمة مراجعة سلوكيات الطفل) (CBCL) هذه هي الأداة التي استعملها الفريق لتقييم العدوانية. قالت نيوينز: ولكن هذه النتائج أيضاً شكلت اختلاف. وذلك لأن درجة (CBCL) تظهر مستوى العدوانية  لدى شخص يرتبط بالآخرين من نفس الجنس والعمر. لذا إذا كان هناك أنثى وذكر حصلوا على نفس الدرجة في (CBCL) فإن الأنثى تظهر سلوكيات عدوانية أقل من الذكر.

وتقول نيوينز “لم يجدوا اختلاف بين الذكور والإناث [في نتائج العدوانية]، ولكن ذلك لا يبين مدى تكرار هذه السلوكيات في الحياة اليومية”.

يقول ستيفن كاني (مدير مركز التوحد وتطوير الدماغ في ويل كورنيل للطب في نيويورك الذي شارك في هذه الدراسة)، “لكن حقيقة أن الـ (CBCL) يوضح نتائج عن عمر وجنس الفرد لذلك لا يكون هناك حاجة إلى وجود مجموعة ضابطة وهذه ميزة. والمميز أيضاً في الـ (CBCL) هو أنه مقياس معياري يأخذ في عين الاعتبار نتائج الطفل مقارنةً بالأطفال الآخرين من نفس العمر وفي هذه الحالة من نفس الجنس.”

تقول نيوهاوس: هذه النتائج تشير إلى أن صعوبات التواصل تسبب سلوكيات عدوانية عند الذكور المصابين بالتوحد، ولكن السبب قد يكون بسيط جداً. من جميع المقاييس التي استعملتها هي وفريقها فقط الـ (CBCL) والفينلاند كانا يعتمدان على تقارير الوالدين.

يقول كاني “عندما نجري التحليلات للعوامل الكبيرة، نرى أن جميع المعلومات التي أخذت من الوالدين تميل إلى الارتباط” و إن بعض الوالدين، على سبيل المثال، قد يجيبون على الاستبيان بإجابات أعلى أو أقل.

تقول نيوهاوس أن الأدوات الأخرى كالمقاييس الإكلينيكية أو تقارير المعلمين قد تأكد أن هذه النتائج الجديدة ليست بمحض الصدفة.

إلى أي مدى كان هذا المصدر مفيد؟

متوسط التقييم 0 / 5. عدد المشاركات: 0

لقد قرأت

شارك هذه المقالة

أحدث المقالات


 خصم التميز

خصم 20 % لعملاء بنك الرياض على جميع الخدمات و الدورات

استخدم معرف البطاقة