العودة للمدارس ونصائح للوالدين من ذوي التوحد

الكاتبة آن ناجل – 30 يوليو 2020
The article was originally published on Autism Speaks. https://2u.pw/ACs4t
autism speaks logo

العودة للمدارس ونصائح للوالدين من ذوي التوحد

آن ناجل Anne Nagel  هي مهندسة معرفية متخصصة في العوامل البشرية في Autism Speaks ومدربة تركز على الفتيات والنساء من ذوي التوحد.
لم يسبق أن قرأت كتاب يتحدث عن الأمومة والأبوة والعدد الهائل من العلاقات الاجتماعية التي سنحتاج للتفاعل فيها مع البالغين من أجل أبنائنا. فأنا كأم أتفاعل اجتماعياً مع الأطباء والمعلمين ومع أعضاء إدارة المدرسة والمدربين إضافة إلى آباء و أمهات آخرين وحتى بائع الألعاب الإلكترونية الذي ساعدني في اختيار اللعبة التي يبحث عنها أبنائي. أجد نفسي في بداية كل فصل دراسي مضطرة للتعامل مع فريق تدريس جديد، أتسائل كيف سأطلب من المعلم الحديث معي بطريقة خاصة لتسهيل عملية التواصل، وهي مهمة ليست سهلة بالنسبة لي كأم من ذوي التوحد. 
يؤثر التوحد على طريقة تواصلي مع الآخرين، يحتاج عقلي وقتاً أطول لكي أحلل المعلومات وافهمها. في كل مرة أقابل فيها شخصاً جديداً علي أن أتعلم طريقة تواصله فأنا لا أمتلك المهارات اللازمة لتعميم كيفية التواصل مع الآخرين. كل شخص فريد من نوعه وله اسلوبه في التواصل لذلك أعتمد كثيرًا على السياق عند تواصلي مع الآخرين وهو أمر مرهق. ووجود معلم جديد لإبني يعني تعلم طريقة جديدة للتواصل مع شخص جديد. أضف إلى ذلك أن الأشخاص الآخرين لا يعرفون بالضبط كيف يتواصلون معي بل يفترضون أنني أتواصل مثل أي شخص آخر مما قد يخلق بعض سوء الفهم بيني وبينهم. 
خلال سنوات دراسة أبنائي تعلمت فيها كيف أدافع عن نفسي داخل مجتمع المدرسة. تعلمت كيف أطلب من المعلم استخدام لغة محددة عند التحدث معي. كما أخبرت إدارة المدرسة بأني أفضل التواصل معهم عبر البريد الإلكتروني أو باستخدام الرسائل النصية بدلاً من التواصل اللفظي المباشر. وتعلمت أن استبدل حديثي بتعابير وجهي أو أغير نبرة صوتي عندما أرتبك. 
كثيراً ما أشعر بالإحباط عندما يتحدث الناس عن الدفاع عن النفس وعن الحقوق واتسائل “كيف أنجح؟” عندما أطلب من الآخرين احترام احتياجات الاتصال الخاصة بي، لذا أركز على القضايا الرئيسية التي تؤثر على تواصلي اليومي معهم. وأنا لا أعمم هنا، فهذه الصعوبات التي أواجهها عند التواصل مع الغير، قد تختلف عن ما قد يواجهه الآخرون من صعوبات.
كما إنه اختيارك في ما إذا كنت تريد الكشف عن اضطراب طيف التوحد لديك أو أن تركز على مطالبتك باحتياجاتك الخاصة في التواصل وهذا ما (يسمى الإفصاح الناعم).
أشارككم هنا المثال لرسالة بريد إلكتروني قد كتبتها لمعلم ابني في بداية السنة الدراسية مستخدمة فيها ما يعرف (بالإفصاح الناعم):
ستكون ابنتي روبي إحدى طالباتك في خريف هذه السنة الدراسية. وقبل بداية الدراسة أود أن أخبرك أنني افضل التواصل عبر البريد الإلكتروني والرسائل النصية. فالتواصل الخطي يتيح لي الفرصة في تحليل وفهم أفضل لمعنى الرسالة. كما أني لا أستطيع فهم اللغة  التجريدية ، لذا أرجو الكتابة بلغة محددة وواضحة، وإذا صعب علي فهم نقطة ما سأطلب منك التوضيح. كما أجد صعوبة في فهم تعابير الوجه. ونادراً ما تعكس نبرة صوتي ما أشعر به، فقد أشعر بالسعادة إلا أن نبرة صوتي قد توحي بالحزن أو الغضب. واشكرك على تعاونك معي فيما يتعلق باختلاف طرق التواصل معي وأرجو إعلامي إن كان لديك أي سؤال. 
وكثيراً ما أشبه وضعي كأم مصابة بالتوحد بحالة الطوارئ في الطائرة التي يضطر فيها الآباء ارتداء قناع الأكسجين أولاً قبل أبنائهم، يجب علي أن أساعد نفسي أولاً كي أستطيع مساعدة أبنائي. ولذا من أجل أن أتمكن من الدفاع عن أبنائي، يجب علي قبل ذلك الدفاع عن نفسي أولاً. 

إلى أي مدى كان هذا المصدر مفيد؟

متوسط التقييم 3 / 5. عدد المشاركات: 2

لقد قرأت

شارك هذه المقالة

أحدث المقالات