تدخلات أخصائي العلاج الوظيفي في تنمية المهارات الإدراكية

كتابة: أ. نادر الشهري – أخصائي علاج وظيفي امتياز – قسم العلاج الوظيفي مراجعة: أ. غيداء الشمري – أخصائي مشرف بقسم العلاج الوظيفي

تدخلات أخصائي العلاج الوظيفي في تنمية المهارات الإدراكية

أخصائي العلاج الوظيفي يعمل مع أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد لمحاولة حل أو تقليل  الصعوبات التي قد تواجههم، وأحد الصعوبات التي يجب على أخصائي العلاج الوظيفي العمل عليها هي تنمية المهارات الإدراكية، وتكتمل المهارات الإدراكية عندما يصل الطفل إلى عمر 12 سنة ولكن قد يواجه أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد تأخر في تنمية هذه المهارات أو انعدام وجودها وتعتمد المهارات الإدراكية على الاشتراك في الأحداث البيئية المحيطة بهم ويبدأ تطورها على أربع مراحل.

المرحلة الأولى: المرحلة الحسية الحركية وتبدأ من الولادة حتى سنتين وتعتبر هذه مرحلة النمو المستمر الإدراكي، خلال هذه الفترة يتعلم الطفل عن العالم عن طريق الأحاسيس السمعية والنظرية مع حركة الجسد مثل مد اليدين للوصول لشيء ولمسه.

المرحلة الثانية: المرحلة قبل العملية الذهنية و تبدأ من عمر سنتين حتى سبع سنوات حيث يقوم الطفل في هذا العمر بالتفكير على مستوى رمزي للشيء ولا يستخدمون العمليات الذهنية كالمنطق أو دمج فكرتين معًا. 

المرحلة الثالثة: العملية الخرسانية  وتبدأ من عمر سبع سنوات إلى 11 سنة وتعتبر مرحلة فارقة حيث أن في هذه المرحلة يبدأ باستعمال المنطق والعمليات الذهنية ولكن يقوم بها للأشياء الفيزيائية فقط و لا يستطيعون التفكير افتراضيا.

المرحلة الرابعة : العملية التشغيلية تبدأ من عمر 12 و هي عملية مستمرة و هنا تبدأ مهارة التفكير الافتراضي والتلاعب الفكري للأفكار في عقولهم و تبدأ القدرات مثل العمليات الحسابية حيث يتم تخيلها في ذهنهم.

أخصائي العلاج الوظيفي يبدأ تدخله مع الأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد بالقيام بتقييم مستوى المهارات الإدراكية لديهم عن طريق عمل اختبار بمعايير عالمية وهذه الاختبارات تحدد المهارات الإدراكية للطفل وفي أي مرحلة وصل إليها أو لم يطورها؛ مما يسهل على أخصائي العلاج الوظيفي كيفية اختيار التدخل المناسب للطفل لتطوير وتنمية المهارات الادراكية، و يكون أغلب هذه التدخلات عن طريق دمج التدخل أثناء اللعب مع طفل ذوي اضطراب طيف التوحد من أجل الحصول على انتباه و تركيز الطفل بشكل عالي.

إذا أظهرت نتيجة التقييم ان مهارات الطفل الإدراكية في المرحلة الأولى يقوم أخصائي العلاج الوظيفي بتدخلات عن طريق الألعاب التي تتضمن الحركة الجسدية والمدخلات الحسية لتنمية المهارات الإدراكية لديه حيث يبدأ الطفل بمحاولة الاكتشاف والتحقق من الألعاب ثم يتدرج مع الأخصائي إلى الحركات  الوظيفية ذات إصرار مسبق بالامتداد أو ثني الذراعين لمحاولة مسك اللعبة واللعب بها مثل: التقاط الكرة ورميها، تركيب الحلقات، تصنيف الأشكال، لعب الدمى. 

إذا كانت مهارات الطفل الإدراكية في المرحلة الثانية تكون خطة أخصائي العلاج الوظيفي في التدخل هي اللعب التخيلي حيث يعد من أهم مراحل تنمية المهارات الإدراكية وهو مساعدة طفل ذوي اضطراب طيف التوحد باللعب عن طريق تخيل الأشياء الرمزية مثل أن طفل يتخيل أنه شخصية معينة و يستطيع القيام بالمهارات المحددة؛ أو ترتيب الأثاث بشكل معين و يتم تخيل على أنه قلعة أو مكان مميز للطفل وهنا يبدأ تطور المهارات الذهنية بشكل أوسع في فهم الأشياء الرمزية.

أما إذا كانت مهارات الطفل الإدراكية في مستوى المرحلة الثالثة يبدأ أخصائي العلاج الوظيفي بالقيام باللعب مع الطفل الألعاب التي تتضمن قوانين محددة حيث تساعد القوانين على تنمية المهارات السببية أو المنطق و قد تكون هذه الألعاب قوانينها تسلسلية مثل الترتيب اعتمادا على الحجم أو اتباع أسلوب معين مثل المتاهة الورقية.

في حال اتضح أن مهارات الطفل في المرحلة الرابعة يستعمل الأخصائي مع عائلته أو زملائه للربط في تخيلات والألعاب و أيضا يتم تركيز على جانب إيجاد الحلول للمسائل وتفكير أكثر في هذه المرحلة من المهارات الإدراكية. 

إلى أي مدى كان هذا المصدر مفيد؟

متوسط التقييم 0 / 5. عدد المشاركات: 0

لقد قرأت

شارك هذه المقالة

أحدث المقالات