تدخلات أخصائي العلاج الوظيفي في مهارات ما قبل المدرسة

بقلم: أ. شهد باحويرث أخصائية علاج وظيفي/ امتياز مراجعة: أ. محمد الشهري أخصائي أول علاج وظيفي مشرف اكلينيكي بقسم العلاج الوظيفي – مركز التميز للتوحد

تدخلات أخصائي العلاج الوظيفي في مهارات ما قبل المدرسة

غالباً ما يتم تشخيص أطفال طيف التوحد بعد سن الثانية، وتعرف هذه الفترة بفترة ما قبل دخول المدرسة. في هذه الفترة يبدأ أهالي أطفال ذوي التوحد بالتساؤل ويكونون في حيرة من أمرهم بعد ما يتم تشخيص طفلهم باضطراب طيف التوحد وما إذا كان بالإمكان عمل شيء لتحسين مهارات طفلهم وطريقة التعامل مع سمات التوحد وخصوصاً أن طفل التوحد تنقصه مهارات التواصل والتفاعل مع الآخرين فيؤثر ذلك على مهارات اللعب والاندماج مع أقرانهم. كما قد يكون الطفل متأخر في بعض المهارات الحركية كالإمساك بالأشياء والجري والقفز وغيرها.

في البرامج والمراكز المتخصصة للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، يعمل فريق مكون من عدة تخصصات ومهنيين لتنمية المهارات اللازمة للطفل وإرشاد أهالي الأطفال للطرق الصحيحة للتعامل مع سمات التوحد، وأحد هذه التخصصات هو تخصص العلاج الوظيفي. يكمن دور أخصائي العلاج الوظيفي في تنمية مهارات الاستقلال في نشاطات الحياة اليومية والمهارات الحركية الدقيقة والمهارات الحركية الكبيرة والمهارات الإدراكية والمعالجة الحسية. حيث يبدأ الأخصائي بتقييم حالة الطفل والمهارات التي يمكنه إتقانها والمهارات التي تحتاج إلى التدريب والتحسين ومن ثم وضع الأهداف والخطط التدخلية للعمل عليها في الجلسات العلاجية. تتراوح مدة الجلسة مع أخصائي العلاج الوظيفي من نصف ساعة إلى ساعة في اليوم ويعمل فيها على الأهداف بطريقة مكثفة ولكن مناسبة لعمر الطفل. أما عدد الجلسات في الأسبوع فتعتمد على حاجة الطفل واختيار الوالدين للأهداف وما تحدده برامج أو مراكز اضطراب طيف التوحد. 

لوضع الخطة التدخلية يقوم أخصائي العلاج الوظيفي باستخدام عدة تقييمات معتمدة ومنها تقييم اللعب وتقييم المهارات الحركية الكبيرة وتقييم المهارات الحركية الدقيقة وتقييم المعالجة الحسية  وتقييم المهارات الإدراكية. حيث يقيّم أخصائي العلاج الوظيفي مهارات اللعب عن طريق ملاحظة استخدام الطفل للألعاب المختلفة وما إذا كان يستخدمها استخدام وظيفي. كما يقيّم أخصائي العلاج الوظيفي المهارات الحركية الدقيقة التي تتمثل في استخدام اليدين بتناسق مثل الإمساك الصحيح للقلم والمقص والأشياء الصغيرة. وكذلك يقوم أخصائي العلاج الوظيفي بتقييم المهارات الحركية الكبيرة التي تتمثل في التناسق الحركي الكلي للجسم أثناء أداء النشاطات الحركية مثل رمي الكرة أو دحرجتها والقفز بشكل صحيح. ومن المهارات التي يقيّمها العلاج الوظيفي المعالجة الحسية لدى الطفل سواءً الرغبة أو الابتعاد عن ملامس ومحفزات محددة. وبعد ذلك يتم مقابلة الوالدين أو أحدهم للسؤال عن مدى استقلالية الطفل واعتماده على نفسه أو اعتماده على شخص آخر في استخدام دورة المياه وغسل اليدين والوجه والاستحمام وتفريش الأسنان وارتداء الملابس ونزعها وتناول الطعام والاستعداد للنوم وطبيعة النوم. وأيضاً كيفية التواصل مع الطفل وما إذا كان لديه بعض المصطلحات البسيطة للتعبير عن الرغبات أم بسلوكيات معينة مثل البكاء أو العض أو التصفيق. لذلك يعد ما يقوله الوالدان وما يريدانه من جلسات العلاج الوظيفي خلال جلسة التقييم مهم لوضع الأهداف المستقبلية للطفل.

في المرحلة التالية وهي الجلسات العلاجية لما قبل المدرسة، يهتم أخصائي العلاج الوظيفي في تحسين الاستقلالية الذاتية في الأنشطة اليومية الأساسية. وتطوير مهارات اليد الدقيقة التي تتمثل بعضها في استعمال القلم بالمسكة الصحيحة ورسم الأشكال الأساسية والتلوين داخل إطار الرسمة والإمساك بالخرز ونظمه وتطوير المهارات الحركية الكبيرة مثل دحرجة الكرة ورميها والتقاطها وركلها وكذلك القفز والجري والتسلق، وأيضاً التركيز على زيادة التوازن والتناسق الحركي سواءً في الجلوس أو المشي والجري. ويهتم أخصائي العلاج الوظيفي بتنمية المهارات العقلية الإدراكية التي تتمثل في التعرف على الأشكال والألوان الأساسية ومعرفة الأنماط وحلها. وكذلك من أحد أهم الأهداف التركيز على تقليل حساسية الملامس المختلفة سواءً للأشياء أو للأطعمة. وفي كل مرة يقوم الطفل بإحراز أهداف الجلسة بشكل متتالي وبشكل مستقل وكامل يقوم أخصائي العلاج الوظيفي بوضع أهداف أعلى تتناسب مع مرحلة الطفل الجديدة. 

أخيراً، يجب أن يعرف أهالي أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد مدى أهمية العلاج الوظيفي في تقدم الطفل في مهارات ما قبل المدرسة وخصوصاً في مهارات الاستقلال الذاتي وفي إدارة سمات التوحد وإرشاد الأهل لتعامل أفضل وسلس أكثر لمواجهة أي مشكلات مع طفلهم. وأيضاً أن للأهل دور فعال في زيادة تقدم الطفل في الأهداف وذلك من خلال الاشتراك في وضع الخطة ومتابعة التقدم عند الطفل في المنزل والالتزام بالبرنامج المنزلي قدر الإمكان.

إلى أي مدى كان هذا المصدر مفيد؟

متوسط التقييم 0 / 5. عدد المشاركات: 0

لقد قرأت

شارك هذه المقالة

أحدث المقالات