أشارت دراسة نشرت في شهر نوفمبر إلى أهمية تدريب الوالدين ليكونوا جزء من عملية التدخل وذلك لدعم تطور نمو الطفل. بناءً على مستويات معدل الضغط النفسي الأعلى التي أبلغ عنها الوالدين لطفل من ذوي التوحد مقارنة بوالدين الأطفال الذين يعانون من تأخر في اللغة.
ويقول الدكتور توماس و. فرايزر Thomas W. Frazier (رئيس مكتب العلوم في Autism Speaks) ” أن هذه الدراسة تؤكد على أهمية مشاركة الوالدين في جميع مراحل العلاج التي يتلقاها أبنائهم من ذوي التوحد. حيث أن الوالدين بحاجة إلى أن يطوروا من أنفسهم ليتمكنوا من الاستجابة والتفاعل مع المشاكل السلوكية التي يواجهونها مع ابنائهم وذلك عن طريق تدريبهم على مهارات التحكم بالمشاعر للحفاظ على صحة أبنائهم وعائلاتهم.”
في هذه الدراسة التي نشرت في مجلة Autism and Developmental Language Impairments شارك الوالدين لأطفال تتراوح أعمارهم بين 2-6 سنوات بالإجابة على إستبيان حول مستوى الضغط النفسي الذي يواجهونه. وقد تضمن الاستبيان التحدث عن حالة الطفل بالتفصيل مع ذكر احتياجات الطفل السلوكية والحسية.
وقد قسم الباحثون الردود على الاستبيان إلى مجموعتين. تضم المجموعة الأولى إجابات الوالدين الذين تم تشخيص أبنائهم بالتوحد أو أنهم معرضين بشكل كبير إلى الإصابة به، أما المجموعة الثانية فتضم والدين الأطفال الذين يعانون من تأخر لغوي معين. وعند مقارنة الأطفال الذين يعانون من اضطرابات لغوية، ركز الباحثون على الاختلافات في مستوى الضغط النفسي الذي قد يكون له علاقة بالتوحد، والذي بدوره تسبب في وجود صعوبات في التواصل والسلوك.
أظهرت النتائج أن الوالدين لأطفال من ذوي التوحد يعانون من مستويات عالية من الضغط النفسي بسبب الصعوبات التي يواجهها أبنائهم في مجموعة من الوظائف التنفيذية، والتي تشمل الاندفاعية والتركيز والاستجابات للمدخلات الحسية والتحكم بالمشاعر.
تم ربط الضغوطات النفسية التي يشعر بها الوالدين بقدرتهم على الاستجابة للسلوكيات الصعبة مثل العدوانية التي قد يقوم بها ابنهم وعدم قدرته على التحكم بمشاعره بشكل جيد. وقد أظهر الإستطلاع إلى جانب ذلك أن الوالدين كثيراً ما يشعرون بعدم قدرتهم على السيطرة.
و بالاستناد على أبحاث سابقة أكدت أن تدريب الوالدين على كيفية التعامل مع أبنائهم أثناء جلسات العلاج المعتمدة على اللعب ساهم في تطوير مستوى التعلم لدى أبنائهم. وقد توصل الباحثون إلى خلاصة أن مشاركة الوالدين في خطة العلاج لأطفالهم له فوائد إضافية.
ويؤكد الدكتور فريزر Dr. Frazier “على أهمية الدور الذي يلعبه الوالدين ومقدمي الرعاية في عملية تعليم أطفالهم من ذوي التوحد حيث أنهم أعضاء أساسيون في العلاج. ويرى أهمية تركيز الدراسات المستقبلية على البحث في طرق علاجية جديدة تستدعي ضم الوالدين أو مقدمي الرعاية في عملية التعليم وذلك ليضمنوا حصول أبنائهم من ذوي التوحد على أكبر قدر من الدعم والتشجيع مما سينعكس إيجاباً على الطفل وعلى الأسرة بأكملها.”
