دراستان جديدتان تؤكدان عدم وجود علاقة بين إبرة الظهر والتوحد

الكاتبة: لورا داتارو 28 – سبتمبر – 2021
The article was originally published on Spectrum, the leading site for autism research news. https://shortest.link/4Xfn
spectrum Logo

دراستان جديدتان تؤكدان عدم وجود علاقة بين إبرة الظهر والتوحد

أكدت دراستان تم نشرهما اليوم في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية the American Medical Association بأنه لا وجود لعلاقة بين إبرة الظهر للتخدير التي تعطى عادة للحوامل أثناء الولادة و التوحد لدى الأطفال.  

تتعارض هذه النتائج مع دراسة أقيمت على النساء في كاليفورنيا ونشرت في أكتوبر الماضي حيث ربطت الدراسة بين إبرة الظهر والارتفاع البسيط في معدل أطفال ذوي التوحد مما أثار انتقادات كثيرة وقلقًا من الباحثين والجمعيات الطبية المهنية لتجاهلها بعض العوامل الأساسية مثل التاريخ العائلي للصحة النفسية، وعلى إثر هذه الدراسة تم عمل دراسة تتبعية في شهر إبريل بمدينة مانيتوبا Manitoba في كندا  والتي تم التحكم فيها ببعض العوامل الإضافية أكدت عدم وجود أي علاقة بين إبرة الظهر واضطراب طيف التوحد. 

قامت سينثيا وونق  Cynthia Wong (بروفيسور  التخدير في جامعة  Iowa وفي مدينة Iowa والتي شاركت في كتابة تعليق على هذه الدراسة الجديدة) ” ليس هناك دليل قاطع على أن تخدير  إبرة الظهر يسبب اضطراب طيف التوحد ولا أرى أي سبب لقلق الوالدين أو الأطباء حيال هذا الموضوع في الوقت الحالي.”

وما تزال الدراستان الجديدتان تبحث أكثر في هذه العلاقة من خلال استخدام مجموعات سكانية متنوعة وطرق إحصائية جديدة، وقد قام الباحثون بدراسة التقارير الصحية لمجموعة من الأطفال بلغ عددهم 388254 ولدوا في كولومبيا البريطانية في كندا عام 2000 وحتى عام 2014. ولأن كولومبيا البريطانية لديها شبكة مركزية لتقييم التوحد فقد خضع غالبية الأطفال في الدراسة لعملية الفحص والتشخيص نفسها وهو الشيء الذي لم يتهيأ للمشاركين في الدراسات السابقة.

وقد تم تشخيص ما يقارب 1.5 % من الأطفال الكنديين باضطراب طيف التوحد ممن تلقوا أمهاتهم إبرة الظهر مقارنة بـ 1.3% من الأطفال الذين لم تتلقى أمهاتهم إبرة الظهر مما أشار إلى وجود ارتباط بسيط، لكن الباحثون قاموا بتحليل هذه البيانات بشكل أكثر دقة أدى لضعف هذه النتيجة. تمت إعادة التحليل للسيطرة على بعض العوامل مثل جينات الأم والحالة الاجتماعية والاقتصادية، ليشمل النساء التي أنجبن عدة مرات، نتج عنها طفل واحد على الأقل من ذوي التوحد و الآخر لا يعاني من التوحد. وقد وجدوا أن النساء اللاتي أنجبن أطفالا من ذوي التوحد لم يأخذن بالضرورة إبرة الظهر مقارنة بالاطفال السليمين.

القيام ببعض التعديلات:

وفي دراسة أخرى قام الباحثون بتحليل معلومات 479178 طفل ولدوا في الدنمارك Denmark من عام 2006 وحتى عام 2013. وعلى عكس الدراسات الثلاث السابقة، تم التحكم في هذا التحليل على التاريخ العائلي لاضطراب طيف التوحد بالإضافة إلى دراسة تاريخ الأم النفسي، وهما عاملان قد يزيدان من احتمالية إصابة الطفل بالتوحد. ولم يجد الباحثون علاقة تذكر بين التوحد وإبرة الظهر. 

تقول آنديرس ميكيلسن Anders Mikkelsen (طبيبة توليد وطالبة دكتوراه في Copenhagen University Hospital في Rigshospitalet in Denmark  وباحث رئيسي في الدراسة الدنماركية) “من المهم دائماً التأكد من الدراسات القائمة على الملاحظة وذلك لاستبعاد أي تشكيك. وأنا شخصياً لا أتردد بنصح الحوامل بأخذ إبرة الظهر عند الولادة لتخفيف آلام الولادة.” 

وفي جميع الدراسات الأربعة تبين وجود اختلافات بين الأمهات الذين أخذن إبرة الظهر والذين لم يأخذنها. مثال على هذه الاختلافات أن الأمهات الذين أخذن إبرة الظهر يميلون إلى أن يكونوا أصغر سنًا وأكثر عرضة لتسمم الحمل مقارنة مع الأمهات الذين لم يأخذن إبرة الظهر وكلا العاملين مرتبطة بالتوحد. كما أن النساء الذين أخذن إبرة الظهر أكثر عرضة للمشاكل النفسية، أو أن يكون أحد الوالدين من ذوي التوحد. علق وونغ Wong تشير هذه الاختلافات إلى أن جميع الدراسات لم تتحقق من العوامل الكاملة لعلاقة التوحد بإبرة الظهر. 

تقول قيليان هانلي Gillian Hanley (أستاذ مساعد في أمراض النساء والتوليد في at the University of British Columbia وكبير الباحثين في الدراسة الكندية الجديدة) “أن هذا البحث القائم على الملاحظة يعتبر معقداً جداً،  فوجود العديد من الأشخاص الذين يقومون بذلك، كما يقومون  تطبيقه بطرق مختلفة قليلاً وعلى شرائح متعددة من المشاركين باستخدام بيانات مختلفة، يعتبر ذو قيمة وسيفيدنا على المدى الطويل للوصول إلى الحقيقة”. 

وتضيف هانلي Hanley أن الدراسات ” تطمئن”على عدم وجود علاقة بين إبرة الظهر واضطراب طيف التوحد لدى الأطفال. إلا أن الباحثين لا يزال عليهم البحث عن العوامل المحيرة التي تؤدي إلى استخدام  إبرة الظهر للتخدير و ارتفاع معدل تشخيص الأطفال بالتوحد. وقالت أيضًا “نحن مدينون للنساء بتوضيح هذه المسألة “.

إلى أي مدى كان هذا المصدر مفيد؟

متوسط التقييم 0 / 5. عدد المشاركات: 0

لقد قرأت

شارك هذه المقالة

أحدث المقالات