دور أخصائي العلاج الوظيفي في التدخل المبكر للأطفال

كتابة: أ. نادر الشهري – أخصائي علاج وظيفي امتياز – قسم العلاج الوظيفي مراجعة: أ. غيداء الشمري – أخصائي مشرف بقسم العلاج الوظيفي

دور أخصائي العلاج الوظيفي في التدخل المبكر للأطفال

التدخل المبكر هو عبارة عن برنامج علاجي يتكون من عدة تخصصات طبية مثل: طب الأطفال، والعلاج الوظيفي، والعلاج الطبيعي، وعلاج النطق واللغة، وعلم النفس، والتربية الخاصة. و يبدأ التدخل المبكر بعد أن يقوم الطبيب بتشخيص الطفل، ويعتبر العمر المثالي للتدخل المبكر ما بين سنتين إلى ثلاث سنوات حيث يكون الطفل في هذه الفترة العمرية في طور اكتساب المهارات و التطور؛ مما يساعد في انجاح الخطة العلاجية. حيث أثبتت الدراسات الحديثة أن التدخل المبكر قد يساهم في تحسين مهارات اطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.

ويعتبر أخصائي العلاج الوظيفي أحد ركائز التدخل المبكر حيث يقوم الأخصائي بعمل تقييم شامل لمهارات الطفل في جميع الجوانب: الجانب الحركي، الجانب الحسي، الجانب الإدراكي، جانب مهارات اللعب، والجانب الاجتماعي، والعناية الذاتية والاستقلالية.    

أولا : الجانب الحركي قسمان: 

القسم الأول الحركة الدقيقة لليدين، ومن الأمثلة على المهارات التي يقوم أخصائي العلاج الوظيفي بالعمل عليها: مسكة القلم الصحيحة، فتح وإقفال العبوات، استعمال المقص، ربط الحذاء، إقفال أزرار الملابس، والأكل.

أما القسم الثاني هو حركة الجسد الكبيرة ويقوم أخصائي العلاج الوظيفي بالعمل على التوازن، والتناسق العضلي، التسلق، الرمي والالتقاط.

ثانيا : الجانب الحسي يقوم أخصائي العلاج الوظيفي باختبار الحواس السبعة وهي: السمع، التذوق، النظر، اللمس، الشم، و أيضا حاسة الإدراك بالمفاصل (استقبال الحس العميق) وحاسة الجهاز الدهليزي (التوازن). وبعد اختبار هذه الحواس يتم تحديد وجود مشاكل حسية تؤثر على السلوكيات والتركيز لدى الطفل أو عدم وجودها. 

ثالثا : الجانب الإدراكي وهذا الجانب ينقسم إلى قسمين: قسم التركيز والانتباه وقسم الذاكرة؛ ويقاس التركيز باستمرار مدة تركيز الطفل ذوي اضطراب طيف التوحد في اللعب أو اتباع الأوامر، أما الذاكرة هناك قصيرة المدى وطويلة المدى. 

رابعا : جانب مهارات اللعب وهنا يتم اختبار قدرات الطفل في كيفية اللعب بالألعاب وظيفيا باستقلالية أو المشاركة باللعب مع أطفال آخرين. 

خامسا : جانب التواصل الاجتماعي والسلوكيات التي قد تظهر مع أقاربه  و عائلته أو الغرباء. 

سادسا : العناية الذاتية والاستقلالية في غسل اليدين، الذهاب إلى المرحاض، اللبس، الأكل، وغيرها.

عند الانتهاء من التقييم في هذه الجوانب يقوم أخصائي العلاج الوظيفي بوضع خطة علاجية تتضمن أهداف وظيفية تم وضعها اعتمادا على مهارات الطفل ذو اضطراب طيف التوحد ورغبة الأهل وأولوية المهارات المراد كسبها؛ ثم يقوم أخصائي العلاج الوظيفي بتعديل الخطة والأهداف  تدريجيا مع اكتساب الطفل للمهارات المراد اكتسابها حتى يصل الطفل إلى مستوى مهارات أقرانه من نفس الفئة العمرية.

ويشارك أخصائي العلاج الوظيفي في الجلسات العلاجية المقدمة من التخصصات الأخرى حيث يساعد في تحسين تركيز الطفل أو منع التشتت أو إعطاء النصائح إلى التخصصات الأخرى في التدخل المبكر لمساعدتهم في الوصول إلى أهدافهم بأفضل طريقة ممكنة .

في النهاية هذا المقال؛ أهمية دور أخصائي العلاج الوظيفي في التدخل المبكر للأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد لا يتوقف على تحقيق الأهداف المراد تحقيقها من العائلة وتعليم المهارات وتحسينها للطفل بل أيضا لمساعدة الأقسام الأخرى في الوصول للأهداف وجعل التدخل المبكر فعال على جميع المستويات للتأكد من تطور الطفل. 

إلى أي مدى كان هذا المصدر مفيد؟

متوسط التقييم 4.3 / 5. عدد المشاركات: 4

لقد قرأت

شارك هذه المقالة

أحدث المقالات