دور أخصائي العلاج الوظيفي في التشخيص والتقييم وكيفية عمل التقييم

بقلم: أ. شهد باحويرث – أخصائية علاج وظيفي – امتياز مراجعة: أ. شهد الخليفة – رئيس قسم العلاج الوظيفي – مركز التميز للتوحد

دور أخصائي العلاج الوظيفي في التشخيص والتقييم وكيفية عمل التقييم

عملية التقييم قد تكون صعبة نظراً لعدم توفر اختبار طبي واحد يمكن القيام به لمعرفة النتيجة مثل تحليل الدم ولكن يقوم المهني بعدة تقييمات مثل اختبار السمع، الكشف عن مراحل النمو، صعوبات في التواصل الاجتماعي، تواجد حركات نمطية متكررة. اضطراب طيف التوحد لا يمكن أن يقوم به مؤهل مهني واحد ومن الأفضل تقييم الطفل من قبل عدة مؤهلين مهنيين للتأكد وللحصول على تقييم واسع ومن أهم المهنيين: طبيب أطفال، طبيب نفسي، أخصائي تخاطب ونطق، وأخصائي العلاج الوظيفي. 

لكل واحد من هؤلاء المهنيين دور مهم في عملية التقييم والتشخيص. وفي هذا المقال سنتحدث عن دور أخصائي العلاج الوظيفي في تقييم وتشخيص طفل ذوي اضطراب طيف التوحد.

يكمن دور الطبيب النفساني بالتشخيص باستخدام أداة تشخيص دقيقة جدا أسمها DSM-V وهو أحدث دليل تشخيصي وإحصائي للاضطرابات النفسية وهي تستخدم في تشخيص اضطراب طيف التوحد. أما طبيب الأطفال فيطلب اختبار للأذن للتأكد من أن الطفل ليست لديه مشاكل في السمع قد تؤدي إلى عدم التفاعل الجيد مع الآخرين وعدم الرد عند مناداته. وأيضا يقوم باختبارات أخرى للتأكد من عدم وجود أي خلل أو مرض عضوي.

أما أخصائي العلاج الوظيفي يقوم بتقييم الطفل بعدما يتم تشخيص الطفل من قبل الطبيب لتحديد الاضطرابات في المهارات الحركية الدقيقة، المهارات الحركية الكبيرة، المهارات الإدراكية، الإدراك الجسدي، التكامل الحسي، التوازن والحركة، ومهارات اللعب المستقل باستخدام بعض الألعاب والأنشطة.

كذلك يطلب أخصائي العلاج الوظيفي من الوالدين بتعبئة استبيان عن سلوك الطفل في المنزل وفي الأماكن العامة. يتكون هذا الاستبيان من عدة أسئلة لتحديد مستوى شدة الاضطراب في جميع الأجهزة الحسية مثل النظر، السمع، اللمس، التذوق والشم، الإدراك الجسدي، التوازن والحركة، والتخطيط الابتكار، بالإضافة إلى تقييم مستوى الاضطراب في جانب التفاعل الاجتماعي. تنقسم مستويات شدة اضطراب طيف التوحد إلى ثلاث مستويات: طبيعي، بعض الاضطراب، مضطرب. المستوى الأول ويسمى بالطبيعي ويعني هذا أنهم قد يواجه الطفل تحديات وصعوبات في التواصل الاجتماعي والمواقف الاجتماعية، لا يحتاج إلى مساعدة كبيرة في أداء الأنشطة الأساسية اليومية، قد يواجه صعوبة في البدء بالمحادثات الاجتماعية. أما المستوى الثاني وهو أن يكون الطفل لديه بعض الاضطراب فيكون لديه صعوبات أكبر في التواصل الاجتماعي، يحتاجون إلى دعم متوسط في الأنشطة اليومية، يجد صعوبة في التعبير عن مشاعره. أما مستوى الاضطراب يعني أن الطفل يجد صعوبة بالغة في التواصل اللفظي والغير لفظي، يعاني من مستوى عال من التوتر في المواقف الاجتماعية، يحتاج إلى مساعدة كبيرة في تعلم مهارات الاستقلال الذاتي.  

وبعد ذلك يتم مقابلة الأهل أو أحد الوالدين لزيادة جمع المعلومات عن الطفل خصوصا فيما يتعلق بمهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي في البيت وخارجه ومهارات الاستقلال الذاتي الذي يندرج تحته تناول الطعام، الاستحمام، خلع وارتداء الملابس، تمشيط الشعر، تفريش الأسنان، غسل اليدين، بعض المهام والأعمال المنزلية. وفي حالة كان لدى الأهل أي إضافات أو أسئلة أخرى يمكنهم الاستفسار من أخصائي العلاج الوظيفي خلال وقت المقابلة حيث أن الوالدين هم مصدر مهم للمعلومات في مرحلة التقييم. 

وتكمن فائدة تقييم أخصائي العلاج الوظيفي ليس فقط في تحديد شدة اضطراب طيف التوحد إلى أحد الثلاث مستويات بل أيضا في تحديد وبناء الأهداف المناسبة للطفل مع الأخذ بالاعتبار أجوبة الأهل في الاستبيان والمقابلة. هذه الأهداف ستكون مهمة جدا في مرحلة تدخل العلاج الوظيفي مع طفل من ذوي اضطراب طيف التوحد في الجلسات العلاجية.

وأخيرا، أخصائي العلاج الوظيفي له أهمية كبيرة في تقييم الطفل خصوصا فيما يتعلق باضطرابات التكامل الحسي، مهارات الاستقلال، مهارات اللعب، والمهارات التفاعل الاجتماعي. وأيضا للوالدين دور جدا مهم في التقييم من حيث تحديد مستوى شدة اضطراب ومن حيث تحديد مستوى الأهداف المناسبة لطفلهم لوضعها في الخطة العلاجية للعلاج الوظيفي. 

إلى أي مدى كان هذا المصدر مفيد؟

متوسط التقييم 0 / 5. عدد المشاركات: 0

لقد قرأت

شارك هذه المقالة

أحدث المقالات