دور أخصائي العلاج الوظيفي في تنمية المهارات الاستقلالية

دور أخصائي العلاج الوظيفي في تنمية المهارات الاستقلالية

يُقال أن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة، وهنا نقول أن رحلة بناء المجتمع المُدرك تبدأ بالاهتمام بالتربية السليمة لمرحلة الطفولة لإنشاء جيل واعٍٍ، ومن هُنا نجد أن المجتمع يواجه منذ عدة سنين ظاهرة الزيادة في أعداد أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، و يتطلب هذا بذل الجهد لتوعية كافة المجتمع التعامل معهم بشكل خاص والعمل على الإرشاد الكافي لأولياء الأمور و من هنا يأتي دور أخصائي العلاج الوظيفي في تنمية المهارات الاستقلالية لدى أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد ..لذا سنتحدث في أسطر قليلة عن هذا الموضوع فتابع معنا. دور أخصائي العلاج الوظيفي في تنمية المهارات الاستقلالية لدى أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد:-
أخصائي العلاج الوظيفي  يهتم بفئة بعينها من أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ويهدف إلى دمج الأطفال بالمجتمع، وتأهيل قدراتهم، و لا شك أن هذا له تأثيره الإيجابي على الاستقلالية لدى الطفل.
يبدأ دور المتخصص مع الطفل بالأنشطة التي تُعزز لديه الاستقلالية  بنسبة تُمكنه من التعايش والتأقلم وأداء وظائفه اليومية المتكررة، بالإضافة إلى التأثير الجسماني كتقوية عضلات يده ليستطيع أن يعتني بنفسه عناية كاملة.

  • من النقاط التي يقيّمها الأخصائي هي مستوى الاستقلالية للطفل في اعتماده على نفسه، ومدى اهتمام الطفل بنفسه مثل الأكل واللبس وغيره من الأساسيات في العناية الشخصية.
  • من المهم قبل البدء بالخطة العلاجية، دراسة نمو الطفل من حيث الحركات الدقيقة والنمو الإدراكي للطفل و مدى استجابته مع البيئه المحيطة.
  • يقيّم الأخصائي عدة عوامل مثل: قدرة طفل ذو اضطراب طيف التوحد على التركيز والانتباه، ردود أفعاله تجاه المحفزات الحسية وغيرها، كما إنه يلاحظ مهارات الشخص الحركية وكذلك مهارات اللعب.
  • بعد تقييم المتخصص للحالة، يبدأ معه رحلة العلاج الوظيفي، فأولًا يقوم باستغلال حب الطفل للعب مثلًا ويبدأ من خلالها أنشطة ترفيهية وربطها بتقييم مدى الاستقلالية للطفل في المهارات الاستقلالية، مثل لعبة المكعبات ترتيبها وتكوينها وفكها توضح للمختص المهارات الحركية الدقيقة لليدين، اللعب بالرمل مثل: استخدام الملعقة لنقل الرمل من وعاء إلى وعاء آخر توضح للمختص مهارات الطفل في استخدام الملعقة.
  • ثم يُدربه على تحريك الأشياء داخل اليد ويبدأ حينها بنقل شيء ملموس باستخدام يده من باطنها إلي أصابعه و العكس، كل هذه الأنشطة البسيطة يستخدم فيها الطفل يد واحدة، ينتقل معه المتخصص مرحلة أخرى متقدمة وهي أنشطة تساعده على استخدام كلتا اليدين بمفرده مثل استخدام الفرشاة والمعجون، استخدام أدوات الطعام(ملعقة، سكين،شوكة)، أدوات الكتابة (قلم ومبراة)، و الأكل ولبس الملابس وخلعها. 
  • يساعد الأخصائي الطفل على استجابة حواسه للأوامر المختلفة.
  • ثم يأتي في النهاية بأنشطة معينة لجعل الطفل يبدأ تدريجيًا في الكتابة، ففي البداية يجعله المتخصص يبدأ بالتلوين في مساحة بارزة بالقلم، ليسهل عليه التلوين إلي أن يصل به إلى مسك القلم بطريقة أقرب الى الصحيحة وتقديم المساعدة للطفل ومن ثم ينتقل إلى مسك القلم و البداية في الكتابة.
  • وبهذا يصل الطفل إلى درجة استقلالية تجعله يعتمد على نفسه في الأساسيات والمهارات الحياتية.
  • يصل الأخصائي بالطفل إلى حالة من الطمأنينة و تخفيف من حدة القلق لديه، و الحد من سلوكه النمطي وتشتته المستمر، و يصل بالطفل إلى مستوى عالٍ من الاعتماد على النفس وتنمية مهاراته.

الخاتمة
اضطراب طيف التوحد هو حالة نفسية وعصبية تصيب الأطفال وتختلف حدتها من طفل لآخر، ولا يخفى علينا أهمية دور العلاج الوظيفي لمساعدة الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب في تنمية المهارات الاستقلالية في الأنشطة اليومية، و أن التطور العلمي الدائم أظهر دور أخصائي العلاج الوظيفي من خلال مجموعة من المهارات التدريجية البسيطة في علاج ومساعدة أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد في التغلب على المشاكل والتعامل بشكل طبيعي.

[ratemypost]

لقد قرأت

شارك هذه المقالة

أحدث المقالات