دور أخصائي العلاج الوظيفي مع ذوي طيف التوحد في التأهيل المهني

دور أخصائي العلاج الوظيفي مع ذوي طيف التوحد في التأهيل المهني

تركز خدمات العلاج الوظيفي على زيادة الاستقلالية لدى المستفيدين في أداء أنشطة الحياة اليومية مثل: الأكل و ارتداء الملابس و أداء الواجبات المدرسية والترفيه وأداء المهام الوظيفية واللعب والمشاركة الاجتماعية. يتم تحديد تدخلات خدمات العلاج الوظيفي وفقاً لاحتياج المستفيد وأولوياته وأهدافه التي  يرغب في تحقيقها. ويعد التأهيل المهني أحد الخدمات التي يقدمها أخصائي العلاج الوظيفي، ويكمن دور أخصائي العلاج الوظيفي في تمكين المستفيد من الاستمرار أو العودة إلى وظيفته بعد الإصابة أو المرض أو بعد ظهور أي اضطراب نفسي.

يعتبر اضطراب طيف التوحد من الحالات المستمرة على مدى حياة الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد ويرتبط بمسار متنوع من الطفولة المبكرة حتى مرحلة البلوغ. كما أن أخصائي العلاج الوظيفي يتمتع بمهارات خاصة في استخدام الاستراتيجيات القائمة على الأدلة لمعالجة التنظيم الذاتي والاحتياجات الحسية ومهارات التكيف والتنمية الحركية والصحة العقلية و والمشاركة الاجتماعية ومهارات الحياة اليومية وذلك بسبب خبرتهم في تحليل المهام وتعديل البيئة.

يعتبر  أخصائي العلاج الوظيفي مؤهل بشكل واضح لدعم المشاركة المثمرة والهادفة في الأنشطة المجتمعية التي تعزز نوعية الحياة للأفراد ذوي اضطراب التوحد وأسرهم. كما يعمل أخصائي العلاج الوظيفي في البيئات المختلفة، مما يساعد الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد في دعم وتعزيز الانخراط في أنشطة الحياة اليومية عن طريق الجلسات التي يقدمها الأخصائي في مراكز الرعاية النهارية أو المدارس أو المنازل أو مواقع العمل وغيرها. يكمن هذا الدور لدى أخصائي العلاج الوظيفي في تقديم الخدمات المباشرة والاستشارية والتعاون مع الآخرين (بما في ذلك أفراد الأسرة أو أرباب العمل أو المعلمين أو أعضاء الفريق الصحي) لإجراء التعديلات اللازمة وتوفير وسائل الراحة التي تدعم دمج الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد في المجتمع.

يقوم أخصائي العلاج الوظيفي بدوره في تقييم المهارات الحسية والحركية والمعرفية والاجتماعية ومهارات التواصل للأطفال والبالغين من ذوي اضطراب طيف التوحد، والتي ترتبط بشكل كبير بمشاركتهم في نشاطات الحياة اليومية. يتم التركيز في التأهيل المهني للبالغين على تقييم الحركة الحسية والتنظيم العاطفي والعلاقات الاجتماعية، والذي يهدف إلى تسهيل الاندماج الكلي داخل المجتمع. بعد ذلك يتم تحديد نقاط القوة والقدرات لذوي اضطراب طيف التوحد، حيث تختلف هذه القدرات من بين هؤلاء الأشخاص على مدى الحياة وتعد أمراً هاماً في عملية التقييم. وتساهم نتائج التقييم التي نفذت من قبل أخصائي العلاج الوظيفي في المساعدة في تطوير خطة التدخل ووضع الأهداف المناسبة بالتعاون مع الأسرة والفرد، مع أهمية التركيز على أهدافهم واهتماماتهم وما يحتاجون إليه ويريدون القيام به. 

من الأمثلة على هذه الأهداف التي يمكن اتباعها من قبل أخصائي العلاج الوظيفي أثناء عملية التدخل مع الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد في التأهيل المهني: التدريب والعمل على تعديل مهام ومهارات العيش بشكل مستقل، و التكامل الحسي، و استراتيجية الصحة النفسية، و النهج السلوكي، وتنمية مهارات الاستعداد للعمل، والانخراط في المجتمع، والتعليم. ويتم التركيز في التأهيل المهني من قبل أخصائي العلاج الوظيفي على انخراط الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد في المجتمع من خلال الحصول على فرصة العمل المناسبة للفرد مما يؤدي إلى الاستقلالية في الحياة اليومية وتمكين الفرد من الحصول على الاستقلالية المادية والمعيشية والذهاب لأخذ الاحتياجات اليومية اللازمة له من ملبس ومأكل وترفيه. 

يلعب الأهل دوراً كبيراً في فهم مستوى تقدم الفرد من خلال رعاية وتطوير المهارات اللازمة، ويكمن دور أخصائي العلاج الوظيفي هنا في التوضيح للأهل عن أسلوب المعيشة الصحيح الذي من المهم اتباعه والاهتمام به. 

يساعد أخصائي العلاج الوظيفي في التأهيل المهني الأشخاص البالغين ذوي اضطراب طيف التوحد على تنمية وتطوير عدة مهارات، منها مهارات التفاعل الاجتماعي مع الآخرين ومهارة حل المشكلات. ويمكن للأفراد البالغين من ذوي اضطراب التوحد أخذ جلسات العلاج الوظيفي للاستفادة والتغلب على الحواجز في مكان العمل. كما يمكن لأخصائي العلاج الوظيفي المساعدة من خلال الجلسات المقدمة للأفراد البالغين ذوي اضطراب طيف التوحد في إكمال تعليمهم الجامعي وتنمية المهارات المطلوبة في التخصص المرغوب به. بحيث يمكن من خلاله الحصول على وظيفة والانخراط في سوق العمل والقدرة على مواجهة أي مصاعب أو متاعب تواجههم.

[ratemypost]

لقد قرأت

شارك هذه المقالة

أحدث المقالات