فوائد التمارين الجسدية للأفراد من ذوي التوحد

الكاتب: شون هيلي – 5 يوليو 2018
The article was originally published on Autism Speaks. https://bit.ly/2VYwBwY
autism speaks logo

فوائد التمارين الجسدية للأفراد من ذوي التوحد

كتب المقالة هذه شون هيلي وهو الباحث في التحليل الشمولي الجديد عن فائدة التمارين الجسدية للشباب المصابين بالتوحد. الدكتور هيلي (هو مساعد بروفيسور في قسم سلوكيات الصحة والتغذية في جامعة ديلاوير). يجري أبحاث عن التمارين الجسدية التي تلائم الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة.

عبارة “التمرين هو علاج” هي عبارة شائعة بين خبراء اللياقة الجسدية والممارسين الصحيين. أبحاث كثيرة تعطي هذه العبارة مصداقية عالية. الآن، وبفضل العديد من الدراسات المتزايدة مع مرور الوقت والتي تدرس الشباب المصابين بالتوحد، نستطيع أن نقول وبكل ثقة أن التمارين الجسدية تزودهم بالكثير من المنافع.

نَشرتُ قريباً نتائج بحث فريقي في التحليل الشمولي لـ 29 دراسة تبحث في فوائد التمارين الجسدية بين أكثر من ألف شاب مصاب بالتوحد. في البحث التحليل الشمولي، قمنا بدمج نتائج العديد من الدراسات لنحصل على صورة أوضح وأكثر موثوقية للتأثير المحتمل للتدخل. 

عموماً، وجدنا أن برامج التمارين الجسدية للشباب المصابين بالتوحد نتجت عنها فوائد في الكثير من النواحي. تشمل تطوير في المهارات الحركية والمهارات التي تتعلق باللياقة، والوظائف الاجتماعية، والقوة العضلية، والتحمل. سأشرح هذه المناطق بتفصيل أكثر لاحقاً. 

في الجزء الثاني من هذا المقال سأوضح بعض الاستراتيجيات العملية لتشجيع الشباب المصابين بالتوحد للمشاركة في التمارين الجسدية بانتظام.

الجزء الأول: التمارين الجسدية والتوحد: المنافع ذات المدى الواسع

– المهارات الاجتماعية: يوضح التحليل الشمولي أن الشباب المشاركين في برامج التمارين الجسدية المصممة للمصابين بالتوحد يظهرون منافع كبيرة في مهاراتهم التواصلية والاجتماعية. تشمل هذه التمارين ركوب الخيل، ومجموعة مختلفة من الألعاب الجماعية، وبرامج الركض/الهرولة والألعاب الإلكترونية مثل: (نينتندو “Wii” وبعض الألعاب الإلكترونية الأخرى التي تتضمن تمارين جسدية).     

فكر العلماء لماذا تُحسّن التمارين الجسدية من المهارات الاجتماعية. عندما تصمم برامج التمارين الجسدية جيداً تستطيع أن تقدم بيئة مليئة بالمرح والآمان للتفاعل مع الأطفال الآخرين. إذا أردنا أن نصيغ هذا الكلام بلغة مختلفة سنقول إن هذه البرامج توفر فرص ممتازة لممارسة المهارات الاجتماعية. إضافة لذلك، التمارين الجسدية التي تتضمن الحيوانات مثل (ركوب الخيل) تمنح الأطفال طريقة ممتعة للتواصل اللفظي والغير لفظي.

– اللياقة البدنية: إنه من المشجع أن تحليلنا أكّد أن الشباب المصابين بالتوحد تحسنت قوة عضلاتهم وتحملهم من خلال مشاركتهم في برامج كالتمارين المائية وركوب الخيل. وهذا التحسن مهم للغاية بسبب أننا نعرف من بحوث سابقة أن الأفراد المصابين بالتوحد يكون لديهم في الغالب نقص في قوة العضلات والتحمل مقارنة بالأشخاص الطبيعيين في أعمارهم. القوة والتحمل هما شيئين مهمين ليس فقط في الصحة الجسدية، ولكن في استغلال الفرص للتواصل والتفاعل الإجتماعي التي تحدث في الألعاب الترفيهية والألعاب الحرة.

– المهارات المرتبطة باللياقة: تكون المهارات المرتبطة باللياقة  لدى الأفراد المصابين بالتوحد  أضعف من الأشخاص غير المصابين. هذه المهارات تشمل التوازن والتناسق الجسدي والتحكم الحركي البصري والمهارات الحركية الأخرى. اكتشفنا أن العديد من أنواع التمارين الجسدية تحسن المهارات التي تتعلق بلياقة الشباب المصابين بالتوحد. هذه التمارين الجسدية تشمل الألعاب الإلكترونية، و القفز على الترامبولين (بإشراف وحاجز حماية)، تمارين المهارات الحركية (تنس الطاولة)، وركوب الخيل.     

– المهارات الحركية: تتطلب العديد من التمارين الجسدية والفرص الاجتماعية التي تأتي معها ما نسميه بـ “المهارات الحركية الأساسية”. هذه المهارات الأساسية تتضمن الركض، والرمي، والإمساك وغير ذلك. مرة أخرى, أوضح تحليلنا أن برامج التمارين تحسن هذه المهارات بشكل كبير لدى الشباب المصابين بالتوحد.

– النظر للمستقبل:   

نرغب أن نرى عدد أبحاث أكثر عن فوائد التمارين الجسدية للأفراد المصابين بالتوحد وأيضاً على نوع ووقت هذه التمارين الجسدية التي تقدم فوائد عظيمة. نرغب أيضاً في تحسين كيفية تخصيص التمارين الجسدية لكل مشارك تبعاً لأهدافه واحتياجاته.

من المهم أيضاً أن نفهم كيف يمكننا أن نشجع الأشخاص المصابين بالتوحد على الاستمرار في التمارين الجسدية مدى الحياة.

حالياً، نأمل أن تكون نتائجنا المشجعة ملهمة للمدربين الرياضيين ومعلمي التربية البدنية  والوالدين لإشراك الأطفال والمراهقين والشباب المصابين بالتوحد في مختلف التمارين الجسدية. لأن الفوائد عظيمة للغاية.

الجزء الثاني: الاستراتيجيات المناسبة لتشجيع المصابين بالتوحد على التمارين الجسدية:

ساعدتنا الأبحاث وخبرتنا الإكلينيكية  للتعرف وتحديد العديد من الحواجز المتعلقة بالتوحد التي تعيق من الاستمتاع في المشاركة في التمارين الجسدية.  

– التعرف على المعوقات. منذ وقت قريب قمت بتشجيع طفلاً مصاباً بالتوحد على اللعب مع زملائه خلال وقت الفسحة. أجاب بـ “هذا المكان سيئ لأكون فيه” فهمت على الحال. كنت اطلب منه أن يدخل بيئة اجتماعية عالية الصوت وغير متوقعة و كلها صفات يكرهها.      

هناك بعض المعوقات التي تجعل التمارين الجسدية غير محببة لكثير من الأفراد المصابين بالتوحد. تشمل هذه المشاكل الضعف في المهارات الاجتماعية والحركية. وتفضيل الأنشطة والألعاب التي تعتمد على الشاشات الإلكترونية، وافتقار وجود الزميل في التمارين وافتقار أيضاً الفرص المناسبة للأفراد المصابين بالتوحد  لممارسة التمارين الجسدية في مجتمعنا.

الأخبار الجيدة هي: أن لدينا استراتيجيات للمساعدة. سنذكر هنا نصائح عملية للتشجيع على ممارسة  التمارين الجسدية بانتظام.     

1-ابدأ ببساطة:

ينصح مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) أن يحظى الأطفال على الأقل على ساعة من التمارين الجسدية يومياً. هذا جيد، ولكن أقترح أنا أن تبدأ بهدف أسهل من هذا ثم تبني عليه. 

وجدنا أن توزيع التمارين الجسدية على فترات قصيرة خلال اليوم طريقة تسهل الالتزام بأدائها. تذكر، الهدف هو جعل التمارين الجسدية جزء ممتع وطبيعي من الحياة اليومية. لذلك، كن صبوراً وفكر في المدى البعيد.

هنا بعض الطرق لجعل التمارين الجسدية جزء من الروتين اليومي:

– المشي إلى المدرسة (أو العمل) – أو على الأقل نصف المسافة.

– تمشية الكلب (إذا كان لديك واحد)

– استغل وقت الإعلانات التلفزيونية لعمل تمارين جسدية. أنصح بدقائق قليلة من التمارين الشديدة كالقفز مع فتح القدمين. شارك طفلك في هذه المتعة.

– اجعل الذهاب مع عائلتك إلى الحديقة أمراً يومياً بعد وجبة العشاء. إذا استطعت المشي إلى هناك، فهذا أفضل.

أنصح بزيادة الوقت الذي تقضيه مع طفلك في هذه التمارين الجسدية بهدف الوصول إلى الساعة اليومية التي ينصح بها.

 2-بناء وتطوير المهارات الحركية: 

لا تنسى أن طفلك سيحتاج لبناء وتطوير  المهارات الحركية الأساسية ليشارك في التمارين الجسدية والرياضات. تستطيع أن تجعل بناء المهارات ممتعاً من خلال تحويلها إلى ألعاب لتشجيع طفلك, مثل: 

– التحرك بطرق مختلفة مثل (الجري، القفز)

– اللعب بأدوات مختلفة: كالكور، والعصيان، والمضارب (مثل الرمي، الإمساك، الركل، الضرب) 

التدرب على هذه المهارات في المنزل يمكن أن يعزز نجاح طفلك في فصول التمارين الجسدية، ويزيد أيضاً فرصه في الاستمتاع عندما يشارك في التمارين الجسدية كاللعب في الحديقة والرياضات الترفيهية.

 3-نوع بين التمارين الجسدية المختلفة:

حددت تحاليلنا التي عملناها مجموعة كبيرة من التمارين ذات الفوائد. وتتراوح بين تنس الطاولة إلى السباحة وبين ركوب الدراجة إلى ركوب الخيل، هناك الكثير من التمارين الجسدية التي يمكنك أنت وطفلك تجربتها. أقترح أخذ أفكار من القائمة.

من الأفضل، ضُم نشاط أو أكثر من التمارين الجسدية التي تشجع على:

– اللياقة: تمرين يتضمن نشاط متوسط إلى شديد -تجعل الشخص يتنفس بسرعة.

– التفاعل الاجتماعي: نشاط يتضمن شخص أو أكثر، كتنس الطاولة أو الإمساك بالكرة.

– الاستقلالية: نشاط يمكن القيام فيه وحيداً، كتمارين اللياقة المنزلية أو اليوغا -بمساعدة الفيديو. 

 4-كن قدوة وأشرك عائلتك وأصدقائك في ذلك:

كأب أو أم أنت أهم قدوة لطفلك. أنا أشجعك لتصميم حياة يومية يملؤها النشاط لطفلك. أرهم المتعة والمنفعة التي تجنيها من حياة يومية مليئة بالنشاط.

ثم فكر بالأشخاص الذين يتواصلون مع طفلك بشكل يومي أو اسبوعي و فكر كيف يمكنك أن تشملهم لتشجيع طفلك على النشاطات الجسدية.

يمكن للمعلمين، وخاصة معلمي الرياضة أو التربية البدنية أن يكونوا ذو تأثير كبير. شاركهم طموحاتك واستراتيجياتك مع طفلك. إذا كان طفلك لديه خطة تربوية فردية فأحرص على طرح أهدافك للتمارين الجسدية خلال المناقشات. إذا سمح الأمر قم بإشراك معلم الرياضة في اجتماعات الخطة التربوية الفردية لطفلك.

خذ في عين الاعتبار أيضاً التحدث مع الأشخاص الذين يديرون برامج الرياضات الترفيهية في مجتمعك. البعض منهم سيقلق بسبب قلة المهارة في شمل شخص مصاب بالتوحد في برنامجه. 

قد تستطيع أن تمنح هؤلاء الأشخاص الثقة التي يحتاجونها من خلال مشاركتهم استراتيجياتك في التواصل والتشجيع وإرشاد طفلك.

 5-نصائح لجعل التمارين الجسدية مناسبة للشباب من ذوي التوحد:

هنا سأعرض 3 استراتيجيات عملية تستعمل بكثرة في البرامج المصممة للشباب ذوي التوحد.

– شخص يستطيع فهمهم: من الناحية المثالية، نرغب في أن يكون الشباب المصابين بالتوحد -خاصة الأطفال و المراهقين- يستطيعون الوصول لبرامج التمارين الجسدية التي يديرها مختصون وعلى معرفة بكيفية التواصل وأيضاً تشجيع المشاركين بطرق مناسبة لهم. ليس من الضروري أن يكون هذا الشخص مختص في مجال التوحد. يمكن أن يكون “التعليم بواسطة الأقران” – وهو طفل آخر يكون على معرفة بطريقة التواصل مع طفلك ويمكن له تقديم المساعدة الفردية له.

– الوسائل البصرية: العديد من الأشخاص المصابين بالتوحد يتعلمون من خلال الوسائل البصرية. المساعدات البصرية مثل: بطاقات عن المهام والشرح الجسدي والشرح بالفيديو غالباً يكون مساعد بشكل كبير.

– الروتين: العديد منا يحتاج إلى الروتين، ويكون هذا واضح بشكل أكبر عند الأشخاص المصابين بالتوحد. أنصح بتصميم روتين واضح يمكن توقعه داخل برنامج التمارين الجسدية. أنشئ جدول بصري للمساعدة على تعزيز الروتين. 

أتمنى أن تكون هذه الأفكار والاستراتيجيات مفيدة وأتمنى أيضاً أن تشاركها مع الغير.

إلى أي مدى كان هذا المصدر مفيد؟

متوسط التقييم 0 / 5. عدد المشاركات: 0

لقد قرأت

شارك هذه المقالة

أحدث المقالات