قد تكون تعابير الوجه غير متطابقة بين ذو التوحد وذوي النمو الطبيعي

الكاتب: جوناثان موينز – 28 أغسطس 2020
The article was originally published on Spectrum, the leading site for autism research news. https://bit.ly/3gtoVKA
spectrum Logo

قد تكون تعابير الوجه غير متطابقة بين ذو التوحد وذوي النمو الطبيعي

تشير دراسة جديدة إلى أن المحادثات بين شخص ذو توحد وشخص ذو نمو طبيعي تتضمن ابتسامة أقل وتعابير وجه غير متطابقة أكثر مقارنة بالتفاعلات بين شخصين ذوي نمو طبيعي.

يميل الأشخاص المنخرطين في المحادثة إلى تقليد سلوك بعضهم البعض دون وعي، مما قد يساعد في تكوين وتعزيز الروابط الاجتماعية. تظهر الأبحاث أن هذا التزامن لا يكون موجود بين الأفراد ذوي التوحد وأقرانهم ذوي النمو الطبيعي. ويمكن أن تؤدي حالات عدم التزامن هذه إلى فرص أقل للتعرف على الأشخاص والحفاظ على العلاقات طوال حياة الشخص ذو التوحد.

نظرت الدراسات السابقة في تعابير وجه ذوي التوحد عندما يتفاعلون  مع صور لمشاهد اجتماعية على شاشة الحاسب. وعلى النقيض من ذلك، تعد الدراسة الجديدة, واحدة من عدد متزايد من التجارب التي تحاول التقاط كيفية ظهور تعبيرات الوجه أثناء المحادثة العادية.

يقول جون هيرينغتون (أستاذ مساعد في الطب النفسي في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا في بنسلفانيا) إن التغيرات في تعابير الوجه يسهل ملاحظتها ولكن من الصعب قياسها. وقد ابتكر هو وزملاؤه طريقة جديدة لقياس هذه التغييرات مع مرور الوقت بطريقة آلية ومحببة باستخدام تقنيات التعلم الآلي.

يقول هيرينغتون، إن تعبيرات الوجه غير النمطية هي جزء من مظاهر صعوبات التنسيق الاجتماعي. لذلك قد يكون تتبع التغييرات في تعبيرات الوجه طريقة مفيدة لمراقبة ما إذا كانت التدخلات التي تستهدف هذه السمات فعالة.كما يقول “هذه أداة مثالية لقياس ما إذا كان هذا [التغيير في سمات التوحد] يحدث”.

التعبيرات غير المتطابقة:

شملت الدراسة الجديدة 20 شخصاً من ذوي التوحد و 16 شخصاً يمثلون المجموعة الضابطة من ذوي النمو الطبيعي، تتراوح أعمارهم بين 9 و16 سنة وقد تم جمعهم تبعاً لنتائجهم في الذكاء والطلاقة اللفظية. وحظى كل مشارك على محادثتين لمدة 10 دقائق, أولاً مع والدتهم ثم مع مساعد الباحث, للتخطيط لرحلة افتراضية لمدة أسبوعين.

لتعزيز التبادل الإيجابي والتعاوني، طلب الباحثون من المشاركين عدم التركيز على المال أو الأمور اللوجستية. وقاموا بتسجيل المحادثات بكاميرتين متزامنتين عاليتي الوضوح، كاميرا واحدة موجهة لكل طرف من المحادثة. وبعدها قاموا بتحليل التسجيلات بإستخدام خوارزمية تعابير الوجه الآلي. تتبعت الخوارزمية الحركات لعضلتين من عضلات الوجه المستخدمة أثناء الابتسام.

ووجد الباحثون أنه في المتوسط ​​، تحدث ابتسامات  أقل أثناء المحادثات التي يشارك فيها شخص ذو التوحد، مقارنة بالمحادثات مع شخص من المجموعة الضابطة.

كما قام الفريق بقياس مدى تزامن كل مشارك لتعابير الوجه مع شريكه في المحادثة. تميل تعابير الوجه للأشخاص ذوي النمو الطبيعي إلى المزامنة وأصبحت تتزامن بشكل متزايد على مدار المحادثة، ولكن هذا لم يكن الحال بالنسبة للأشخاص ذوي التوحد.

كمجموعة, نجد أن الأشخاص ذوي التوحد كانوا أقل تزامنًا في المحادثة من الأشخاص ذوي النمو الطبيعي. ويرتبط التزامن غير الطبيعي بصعوبات في مهارات التواصل الاجتماعي والسلوكيات التكيفية وقدرات التعاطف، كما تم قياسها من خلال القوائم المرجعية المعيارية مقدمة لأمهات المشاركين.

تميل هذه الاختلافات إلى أن تكون أكثر وضوحًا خلال المحادثات مع مساعد الباحث مقارنة مع أمهات المشاركين، مما يشير إلى أن الألفة مع شريك المحادثة تؤثر على أنماط تعابير الوجه. وقد نشرت الدراسة في يوليو في مجلة أبحاث التوحد.

تقول كيسي زامبيلا (عالمة في مركز أبحاث التوحد في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا في بنسلفانيا) وهي التي قادت هذه الدراسة “هذا لا يتعلق فقط بما يفعله الأشخاص ذوي التوحد بتعابير وجوههم أثناء التفاعلات. إن الأمر يتعلق بتأثير ما يفعلوه في التفاعل على شريكهم.”

البشر والخوارزميات:

يقول ماثيو غودوين (الأستاذ المشارك في المعلوماتية في جامعة نورث إيسترن في بوسطن، ماساتشوستس) والذي لم يشارك في الدراسة, تعتمد النتائج على عينة صغيرة من ذوي التوحد الذين لديهم ارتفاع في معدل درجة الذكاء و الطلاقة اللفظية، مما يحد من تعميم النتائج.

تقول روث غروسمان (الأستاذ المشارك في علوم الاتصال في كلية إيمرسون في بوسطن) والتي لم تشارك في الدراسة, أن التحليل الآلي للوجه يفتقر في الواقع إلى القدرة على تحديد ما تعنيه حركات الوجه للبشر، وتقول أيضاً “نهج التعلم الآلي هذا لا يأخذ في الاعتبار جودة التعبيرات؛ إنه يأخذ في الاعتبار فقط وجود حركات معينة “.

تشير الأبحاث السابقة إلى أن الأجزاء العلوية والسفلية من الوجه يمكن أن تنقل إشارات عاطفية متعارضة. لذلك تقول غروسمان: “بمجرد النظر إلى حركات الفم، فإنك تفقد أي معلومات يشير إليها النصف العلوي من الوجه”.

تقول غروسمان إن الدراسات المستقبلية يمكن أن تجمع بين التحليل الآلي للوجه وبيانات من ملاحظة الإنسان وذلك للمساعدة في تفسير تعابير الوجه. ويقول غودوين: قد يكون من المثير للاهتمام أيضًا تضمين القياسات الفسيولوجية، مثل معدل ضربات القلب، واتساع حدقة العين، وإفراز العرق لتحديد مستويات الإثارة لدى المشاركين أثناء المحادثات.

يأمل هيرينغتون وفريقه على حسب ما يقول: في استكشاف أنماط تعبيرات الوجه في سياقات وحالات مختلفة وديناميكيات شخصية.

يقول هيرينغتون أيضاً: “لقد نظرنا إلى مجموعة معينة، في لحظة معينة من الزمن، في سياق وحالة معينة. ولكن ماذا سيحدث عندما يكونون غاضبين؟ ماذا سيحدث عندما يكونون خائفين؟ أو عندما يكونون أمام مجموعة من الناس؟”

كما أنهم يخططون لإجراء دراسات على نطاق واسع باستخدام المهام الأكثر مناسبة للأشخاص ذوي التوحد الذين لديهم معدل ذكاء وطلاقة لفظية أقل.

[ratemypost]

لقد قرأت

شارك هذه المقالة

أحدث المقالات