كيف لي أن احفز طفلي على إصدار الكلمات بشكل كبير

كتابة: أ.رياض الفريح – أخصائي تحليل سلوك تطبيقي – مركز التميز للتوحد مراجعة: أ. عهود الحقباني – رئيس قسم تحليل السلوك التطبيقي – مركز التميز للتوحد

كيف لي أن احفز طفلي على إصدار الكلمات بشكل كبير

تنتظر الأسرة الكلمة الأولى لطفلهم بفارغ الصبر، تمر الأيام، تليها الأشهر و السنوات، ابني لا يستطيع أن ينطق كلمته الأولى ، ابني أحيانا يبكي لأنه يريد شرب الحليب ، وأحيانا يمسك بيدي ويوجهها إلى علبة الحليب ، أنا أفهمك يا بني ولكن لما لا تستطيع قول كلمة حليب ؟ هل هي صعبة عليك ؟

ذوي اضطراب طيف التوحد من الفئات التي تحتاج إلى بذل جهد أكبر؛ إذ تشير الدراسات إلى أن 40% من ذوي اضطراب طيف التوحد لديهم اضطرابات في النمو، وترى بعض البحوث والدراسات أن ذوي اضطراب طيف التوحد يتصفون بالتأخر في جانب السلوك اللفظي اللغوي (أبو زيد والحميد،2015). وبالاطلاع على الأدبيات والأطر النظرية؛ أوضحت بعض نتائج الدراسات التي أجراها (Chambers, 2003 & Rehfeldt ؛ Curtis ,2012 ؛ meer et al.,2012 ؛Achmadi,2015). أن الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد لديهم اضطرابات في التواصل وهم بحاجة إلى وسائل للتواصل البديل. 

تعد المشكلات اللغوية ومشكلات التواصل اللفظي عند الأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد من المشكلات الأكثر شيوعًا، وتظهر تلك المشكلات في شُح عدد المفردات اللغوية، وضعف في بناء القواعد اللغوية، والتأخر في الكلام، إضافة إلى اضطرابات في اللغة، كما أنهم يواجهون صعوبة في التعبير، وفهم الآخرين (الوابلي،2005؛ النوايسة والقطاونة،2015). عمل عالم السلوك “سكينر” على تصنيف السلوك اللفظي إلى أنواع تتضمن: التسمية، والمصاداة، والطلب، والحوار، والكتابة النصية، والكتابة الإملائية. كقاعدة عامة، ومن أجل تحديد أي نوع من التفاعل اللفظي؛ نحتاج إلى معرفة نوع المتغيرات التي تكون الاستجابة ذا دلالة لها (skinner,1957). فالطلب عامل ناتج عن رغبة محفزة، ويُعزز عند العنصر المحدد، وتعتمد الدافعية على قيمة النتيجة ومدى تأثير ذلك في السلوكيات. إذن يستند الطلب إلى نتائج استخدامه والظروف التحفيزية التي أدت إلى استخدامه (Bondy et al., 2004). ووفقًا لسكينر، تتطور العوائق التي تحيط بالجانب اللغوي إلى أشكال محددة بناءً على الحالات الموجودة في المجتمع اللفظي (skinner,1957). إذن العوائق محددة، ويجب أن تحدث بمساعدة شخص آخر؛ لذا، فإن الطفل عندما يستخدم طلبًا معينًا، فإن الحافز إلى هذا الطلب يكون معززًا لدى الطفل. إذن الطلب أساسيٌ للغاية؛ لأنه اللغة التي يستخدمها المتحدث للحصول على ما يريد، إذ يُعزز استخدام الطلب بشكل كبير عندما يحصل طلب المتحدث على النتائج المرجوة، والتي غالبًا ما تكون معززًا غير مشروط ( 2017  ,Michael Sundberg). يفيد سكينر أن الاستجابة لأوامر الطلب تكون على الأرجح ضعيفة عندما لا تُعزز (skinner,1957 )، لذا، من المهم الاستجابة باستمرار لمحاولات التواصل، خاصة مع الأشخاص ذوي الإعاقات النمائية؛ لأن التواصل يميل إلى التلاشي مع هذه المجموعة عندما تُتجاهل محاولاتهم للتواصل. 

إن الأطفال الذين لديهم اضطرابات في التواصل يستطيعون استخدام أنظمة التواصل البديل والمعزز بشكل أكثر فاعلية. (البحيري إمام،2018)، وقد أكد الباحثون في نتائج دراستهم (Conklin, 2011 & Mayer ؛,2018 Irina&Anita) أن ذوي اضطراب طيف التوحد يمكن أن يُدربوا على أنظمة التواصل البديل المعزز.  

إن أي محاولات تواصل للطفل هي على الأرجح ستكون لطلب معين على سبيل المثال/ ابني يقوم بسحب يدي وتوجيهها إلى شئ يريده لابد من الأم أن تستغل هذا الموقف وتقوم بتحفيز الطفل عن طريق توجيه إلى نظام التواصل البديل الذي يستخدمه غالبا ما يكون على هيئة (صورة) فتذكر له اسم هذا العنصر الذي يريد وتقدمه له على الفور ، مع العديد من المحاولات و الإصرار سوف يربط الطفل اسم هذا العنصر والصورة  في مخيلته وفي هذه العملية يتم تحفيز اللغة المنطوقة لدى الطفل ومن المهم أن نستجيب لأي محاولات للتواصل ولو كانت غير واضحة مثلاً (الحرف الأول من الكلمة) أو إذا كان فيها (حذف) مع ذكر اسم العنصر الصحيح للطفل .

[ratemypost]

لقد قرأت

شارك هذه المقالة

أحدث المقالات