مشاكل النوم لدى الأفراد ذوي التوحد مرتبطة بمشاكل ضبط السلوكيات

الكاتب: مايكل مارشال – 5 يوليو 2021
The article was originally published on Spectrum, the leading site for autism research news. https://bit.ly/3jtloNS
spectrum Logo

مشاكل النوم لدى الأفراد ذوي التوحد مرتبطة بمشاكل ضبط السلوكيات

أظهرت دراسة طولية جديدة أن مشاكل النوم لدى الأطفال الصغار ذوي التوحد مرتبطة بصعوبات ضبط السلوكيات في مرحلة لاحقة من الطفولة.

تقول الباحثة الرئيسية ميادة الصباغ Mayada Elsabbagh (أستاذة مشارك في علم وجراحة الأعصاب في جامعة ماكجيل في مونتريال، كندا) أن النتائج تشير إلى أهمية مساعدة الأسر  على علاج  مشاكل النوم لدى أطفالهم الصغار من ذوي التوحد.

وتضيف أيضاً، أهمية النوم  الجيد للصحة بشكل عام ، فإن تقديم الدعم والعلاج لتحسين جودة النوم لدى الأطفال ذوي التوحد قد يساعدهم على تطوير ضبط السلوكيات بشكل أفضل مع تقدمهم في العمر. 

تقول أنيت إستس Annette Estes (بروفيسور في علوم اللغة والسمع في جامعة واشنطن في سياتل، والتي لم تشارك في الدراسة): “الشيء المثير في هذه الدراسة … ربما أنها تقترح بعض مجالات التدخل”. اقترح إستس سابقًا أن اضطرابات النوم في مرحلة الطفولة المبكرة يمكن أن تعيق نمو الدماغ بشكل صحي وبالتالي تساهم في التوحد.  

هذه الدراسة هي واحدة من أولى الدراسات التي تبحث مباشرة في الارتباط (المشكوك به منذ فترة طويلة) بين جودة النوم لدى الأطفال ذوي التوحد و الوظائف التنفيذية، وهي مجموعة من المهارات العقلية التي تتضمن القدرة على ضبط سلوك الفرد لتحقيق الأهداف. تقول الصباغ: “هذا يعطينا مزيدًا من التأكيد لفكرة أن هذه الأنظمة العصبية مرتبطة”.

عند الأطفال غير المصابين بالتوحد ، عادة ما يتم حل مشاكل النوم في السنوات القليلة الأولى من حياتهم. وفي هؤلاء الأطفال، يرتبط النوم الغير جيد بضعف الوظائف التنفيذية.

أدى هذا الارتباط والنتائج الأخرى إلى فرضية أنه قد تساهم مشاكل النوم بين الأطفال ذوي  التوحد، والذين من المرجح أن يواجهوا مشاكل مستمرة في النوم، في صعوبات في الوظائف التنفيذية. 

صعوبات النوم:

بالنسبة للدراسة  الجديدة ، قام فريق الصباغ بتحليل بيانات 217 طفلاً من ذوي التوحد مشاركين في دراسة Pathways in ASD، الدراسة الطولية بدأت من عام 2005م. وقاموا بتقييم مشاكل النوم لدى المشاركين باستخدام استبيان عادات نوم الأطفال، وهو استبيان أكمله الوالدين عندما كان أطفالهم في عمر السنتين إلى 4 سنوات، ومرة أخرى بعد ثلاث سنوات تقريبًا. قام الباحثون أيضًا بتقييم الوظائف التنفيذية للأطفال أربع مرات من عمر  7 إلى 12 سنة تقريبًا باستخدام الاستبيانات التي تم ملؤها من قبل الوالدين والمعلمين.

ووجد الفريق أن صعوبات النوم الأكثر حدة في مرحلة الطفولة المبكرة كانت مرتبطة بقلة ضبط السلوكيات. لم يظهر ارتباط بين صعوبات النوم والأنواع الأخرى من الوظائف التنفيذية، مثل قدرة الأطفال على التفكير وإدارة أفكارهم الخاصة.

قد يكون هناك فرق بالنسبة للعمر الذي بدأ يعاني فيها الأطفال من صعوبات في النوم. على سبيل المثال، الأطفال الذين استغرقوا وقتًا طويلاً للنوم في عمر سنتين إلى 4 سنوات لم يظهروا أي صعوبات في ضبط السلوك بعد حوالي أربع سنوات. ومع ذلك، فإن الأطفال الذين استغرقوا وقتًا طويلاً للنوم حول عمر  6 أو 7 سنوات أظهروا صعوبات في ضبط السلوك بعد حوالي سنة. يقول الباحثون إن السبب وراء النتائج المتعلقة بالعمر غير واضح.

وجد الفريق أن الاستيقاظ الليلي المتكرر من عمر سنتين إلى 4 سنوات لم يكن مرتبطًا بمشاكل ضبط السلوكيات اللاحقة، ربما لأن مثل هذه اليقضات شائعة في جميع الاطفال. 

تم نشر العمل في شهر مايو بخصوص النوم.

الأمر غير واضح:

تقول إستس إن الدراسة لا تؤكد وجود علاقة سببية بين النوم وصعوبات ضبط السلوكيات. لكنها تضيف أن مشاكل النوم تسبق ظهور مشاكل ضبط السلوكيات لدى الأطفال.

تقول إستس إن المزيد من القياسات الدقيقة لمشاكل النوم يمكن أن توضح العلاقة مع الضبط السلوكي. قد يعاني بعض الأطفال من أجل الخلود للنوم ، بينما قد يستيقظ آخرون في الليل أو في الصباح الباكر. أيضًا يختلف تكرار  مثل هذه المشاكل. تقول إستس إن التعقيدات الأخرى هي أن الأطفال يختلفون في وقت نومهم المثالي وكمية نومهم.

كما تقول أماندا ريشديل Amanda Richdale (مركز أولغا تينيسون لأبحاث التوحد في جامعة لا تروب في ملبورن، أستراليا، والتي لم تشارك في الدراسة) أن الأطفال الذين ينامون طوال الليل قد يكون لديهم أيضًا أنماط نوم غير عادية لا يمكن اكتشافها إلا من خلال مقاييس موضوعية مثل مراقبة موجات الدماغ. 

تقول الصباغ إن الدراسات المستقبلية يمكن أن تتدخل لمساعدة الأطفال الذين يعانون من مشاكل النوم في وقت مبكر من حياتهم وتتبع ما إذا كان هذا يخفف من العجز في الوظائف التنفيذية. وتضيف أن هناك عوامل متعددة غير  جودة النوم من المحتمل أن تساهم في الوظائف التنفيذية.

إلى أي مدى كان هذا المصدر مفيد؟

متوسط التقييم 0 / 5. عدد المشاركات: 0

لقد قرأت

شارك هذه المقالة

أحدث المقالات