مشاكل النوم و اضطراب طيف التوحد

الكاتبة: هاناه فرفارو – 6 فبراير 2020
The article was originally published on Spectrum, the leading site for autism research news. https://bit.ly/2AqCGaO
spectrum Logo

مشاكل النوم و اضطراب طيف التوحد

العديد من الأشخاص يتمتعون بنوم جيد، ولكن قد يكون هذا صعباً بالنسبة للعديد من الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد. لأنهم بالغالب يكون لديهم صعوبة في الدخول في النوم و أيضاً صعوبة في النوم المستمر لفترة طويلة بدون الاستيقاظ المتكرر. 

وهذا قد يؤدي إلى تفاقم بعض أعراض اضطراب طيف التوحد، مثل: السلوكيات التكرارية والتي أيضاً بدورها  يمكن أن تجعل النوم أكثر صعوبة. 

 تعد مشكلات النوم من بين أكثر المشاكل التي تسبب قلقاً لأسر الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد. وحتى الآن تظل مشكلات النوم من ضمن الجوانب الأقل دراسة في اضطراب طيف التوحد. 

فيما يلي ما يعرفه الباحثون حول أسباب مشاكل النوم وعواقبها وكيفية علاجها لدى الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد.

ماهي نسبة شيوع مشاكل النوم عند الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد؟

في عام 2019 م أجريت دراسة تقيس معدل انتشار مشاكل النوم في اضطراب طيف التوحد، وهذه الدراسة هي واحدة من أكبر الدراسات في هذا المجال، أشارت الدراسة إلى أن ما يقارب 80% من الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد في مرحلة ما قبل المدرسة يكون لديهم نوم مقطع. وأن معدل انتشار مشاكل النوم لدى الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد هي ضعفين مقارنة بالأفراد الطبيعيين.

ما هي أنواع مشاكل النوم الشائعة عند الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد؟ 

يحدث الأرق عند الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد، لذلك يستغرقون الدخول في النوم في المتوسط 11 دقيقة أكثر من الأفراد الطبيعيين، ويستيقظون كثيرًا أثناء الليل.

كما يعاني البعض منهم من توقف في التنفس أثناء النوم، وهي حالة تجعل التنفس يتوقف عدة مرات أثناء الليل.

وقد يكون النوم لديهم أقل فائدة و جودة (بحيث أنه لا يمنح الفرد قوة ولا راحة) عن عامة الأفراد. حيث أن الأفراد ذوي التوحد يقضون حوالي 15% من وقت نومهم في مرحلة حركة العين السريعة (REM)، وهو أمر مهم للتعلم و الاحتفاظ بالذكريات. بالمقابل، يقضي معظم الأفراد الطبيعيين حوالي 23% من نومهم في مرحلة (REM). 

هل هناك عواقب لقلة النوم لدى الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد؟ 

هناك أدلة متزايدة على أن قلة النوم يمكن أن تؤثر سلبياً على أعراض اضطراب طيف التوحد، مثل: ضعف المهارات الاجتماعية. الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم، غالباً يكون لديهم سلوكيات متكررة أشد ويواجهون صعوبة أكثر في تكوين الصداقات مقارنة بالأطفال الآخرين ذوي اضطراب طيف التوحد. 

كما أنهم يميلون إلى الحصول على معدل أقل في اختبارات الذكاء. ومع ذلك، فإنه من غير الواضح إذا كانت هذه المشاكل ناتجة عن قلة النوم، أو أن قلة النوم مساهمة في حدوثها أو كليهما. 

وجدت دراسة أجريت في عام 2009 م أن الأطفال ذوي اضطراب التوحد الذين يعانون من صعوبات في النوم يكون لديهم نشاط زائد و سهولة في تشتت الانتباه، أكثر من الأطفال من ذوي اضطراب التوحد الذين ينامون جيدًا.  

لماذا يعاني الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد من صعوبة في النوم؟ 

يعاني العديد من الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد من مشاكل أخرى مثل: مشاكل الجهاز الهضمي، أو اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، أو القلق، وكل من هذه الحالات تؤثر سلبياً على النوم الجيد. مثلاً: التشنجات من الإمساك، قد تبقي الفرد ذوي التوحد بدون نوم طوال الليل. 

قد تساهم الحساسية الشديدة للضوء، الصوت أو اللمس في صعوبة النوم عند الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد. أيضاً قد تكون مشاكل النوم مؤشرًا لوجود اضطراب الاكتئاب لدى الأفراد ذوي اضطراب التوحد، على الرغم من عدم وضوح ما إذا كان الاكتئاب سببًا أو نتيجة لمشاكل النوم.

الأفراد الذين يعانون من هذه المشاكل قد يتناولون أدوية تؤثر على النوم. على سبيل المثال: يأخذ العديد من الأفراد المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه منبهات معروف بأنها تسبب الأرق. 

في بعض الحالات، يحمل الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد طفرات تجعلهم عرضة لمشاكل النوم. تشير الدراسات، أنهم يكونون أكثر عرضة لحدوث الطفرات في الجينات التي تتحكم في دورة النوم أو التي ترتبط بالأرق مقارنة بالأفراد الطبيعيين. وبعض الدراسات تشير إلى أنهم يحملون طفرات تؤثر على مستويات الميلاتونين، وهو الهرمون الطبيعي الذي يتحكم في النوم.

كيف يمكن للباحثين تقييم مشاكل النوم لدى الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد؟  

تخطيط النوم (Polysomnography) هو أكثر أنواع اختبارات النوم شيوعاً وشمولية. فهو يتتبع موجات الدماغ وحركة العين والأطراف وأنماط التنفس أثناء النوم. ويتم ذلك عادة في المختبر، لأنه يتطلب العديد من أجهزة الاستقبال والأسلاك وأجهزة الكمبيوتر. 

ولكن هذه الطريقة الذهبية للقياس ليست دائمًا عملية للأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد، لأن كثير منهم يحتاجون إلى روتين محدد عند النوم. قام مجموعة من الباحثين بإحضار معدات قياس تخطيط النوم إلى منازل الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد لمحاولة التغلب على هذه المشكلة. 

وهناك اختبار أقل تعقيدًا وهو مستشعر قياس الأداء (Actigraphy)، وهو جهاز يشبه ساعة اليد ويسجل حركات الشخص طوال الليل. بحيث يمكن الأفراد من استخدام الجهاز في المنزل لتسجيل مدة الوقت الذي ينام فيه الفرد في كل ليلة. 

أيضًا يمكن للباحثين التعرف على أنماط النوم لدى الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد عن طريق إجراء المقابلات مع أسرهم أو مطالبة الأسر بتسجيل معلومات عن نومهم. ولكن هذه الطرق عرضة للخطأ لأنها تعتمد على ذاكرة الأفراد. 

هل هناك علاجات لمساعدة الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد على النوم بشكل أفضل؟

نعم، في بعض الأحيان. يمكن أن يكون التدخل سهلاً، كإنشاء روتين أثناء النوم مثلاً: تغيير درجة الحرارة أو الإضاءة في غرفة النوم. كذلك قد يساعد النوم في نفس السرير كل يوم و أوقات الإستيقاظ المنتظمة إلى وضع الدماغ والجسم على جدول زمني يجعل النوم أكثر جودة.

وافقت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية على أدوية لعلاج الأرق، مثل عقار أمبين (Ambien) للبالغين من ذوي اضطراب طيف التوحد ولكن ليس للأطفال. أما بالنسبة للمشاكل الأكثر خطورة مثل: توقف التنفس أثناء النوم، في بعض الأحيان يوصي الأطباء بجهاز التنفس الليلي مثل جهاز الضغط الهوائي الإيجابي المستمر (CPA) أو في حالات نادرة إلى الجراحة. 

ولكن بالنسبة للعديد من مشكلات النوم، قد تكون مكملات الميلاتونين خيارًا جيدًا. تشير بعض الأبحاث إلى أن المكملات الغذائية تساعدهم على النوم بشكل أسرع والحصول على نوم أفضل. 

هل النوم الجيد يمكن أن يحسن من جودة حياة الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد؟  

من الممكن أن النوم الجيد يحسن من جودة حياة الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد. ولكن لا توجد دراسة كبيرة وواضحة حول هذا الموضوع. لكن الأبحاث أظهرت أن الأطفال الطبيعيين والأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد الذين خضعوا  لعملية جراحية للتخفيف من مشاكل  التنفس أثناء النوم يظهرون تواصلًا اجتماعيًا أفضل وانتباه أفضل بالإضافة إلى نسبة أقل في السلوكيات التكرارية. أيضاً في دراسة صغيرة للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد الذين تناولوا مكملات الميلاتونين، أفاد الوالدين بتحسينات مماثلة. تقول أنجيلا ماكسويل هورن (أستاذة مساعدة في طب الأطفال بجامعة فاندربيلت في ناشفيل، تينيسي) النوم الأفضل” لن يعالج التوحد “. أيضا تقول، يبدو أن الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد الذين يعتادون على جدول نوم منتظم، سوف يتعلمون بشكل أفضل ويكونون أقل تهيجاً وانفعالاً ويكون لديهم مشاكل سلوكية أقل.

إلى أي مدى كان هذا المصدر مفيد؟

متوسط التقييم 3.2 / 5. عدد المشاركات: 5

لقد قرأت

شارك هذه المقالة

أحدث المقالات