معدل انتشار اضطراب طيف التوحد بين الذكور و الإناث

الكاتبة: نيكوليت زيلادت – 31 يونيو 2018
The article was originally published on Spectrum, the leading site for autism research news. https://bit.ly/3baF4il
spectrum Logo

معدل انتشار اضطراب طيف التوحد بين الذكور و الإناث

في الأربعينيات من القرن الماضي ومع بداية وصف الحالات الأولى من التوحد وجد أن معدل انتشار التوحد عند الذكور أكثر من الإناث. ولكن تبقى الأسباب المسببة لهذا المعدل غير واضحة. يمكن أن يكون السبب في الاختلافات البيولوجية بين الذكور والإناث. أو كما يعتقد بعض الخبراء، قد يكون السبب من طريقة تعريف وتشخيص اضطراب طيف التوحد.

فيما يلي هو توضيح وشرح الباحثين لمعدل انتشار اضطراب طيف التوحد تبعاً للجنس (الذكور، الإناث).

ما هو معدل انتشار اضطراب طيف التوحد بين الذكور والإناث؟ 

لقد وجد الباحثون باستمرار عدداً أكثر من الذكور ذوي باضطراب طيف التوحد عن الإناث ذوي اضطراب طيف التوحد عند تقدير معدل انتشار التوحد. التقدير هذا يعتبر صحيحاً بغض النظر عما إذا كانت البيانات مأخوذة من التشخيصات التي أبلغ عنها الوالدين، أو من مراجعة السجلات الطبية والمدرسية، أو من التقييمات التشخيصية للأطفال. واستند التحليل الشامل لتحديد معدل انتشار اضطراب طيف التوحد بين الذكور والإناث، المنشور في عام 2017 م، إلى بيانات من 54 دراسة عن معدل انتشار التوحد حول العالم. النتيجة من هذا التحليل أن حوالي 4.2 من الذكور ذوي اضطراب طيف التوحد يقابلهم أنثى واحدة مصابة باضطراب طيف التوحد.

ما هي العوامل التي قد تغير هذا المعدل من الانتشار بين الذكور والإناث؟ 

أحد العوامل المحتملة والمهمة هو التحيز التشخيصي: تشير العديد من الدراسات إلى أن الإناث يتم تشخيصهم باضطراب طيف التوحد في وقت متأخر من العمر، مما يشير إلى أن التوحد  يصعب تحديده عند الإناث.

تماشياً مع هذا العامل، كشفت دراسة عام 2017 م أن معدل انتشار اضطراب طيف التوحد تبعاً للجنس، تنخفض إلى معدل 3.25 من الذكور ذوي اضطراب طيف التوحد مقابل أنثى واحدة مصابة باضطراب طيف التوحد. تضمن التحليل 20 دراسة فقط قام فيها الباحثون بتشخيص المشاركين في اضطراب طيف التوحد، بدلاً من الاعتماد على التشخيصات السابقة. يقول كبير الباحثين في الدراسة ويليام ماندي (محاضر في علم النفس الإكلينيكي بجامعة لندن)، إن هذا الانخفاض في المعدل يؤكد على وجود تحيز تشخيصي. “هذا يعني أن هناك مجموعة من الإناث   إذا قمت بتقييمهم، فسوف يفين بالمعايير التشخيصية، ولكن لأي سبب من الأسباب لا يتم تقييمهم “.

لماذا يتم إهمال أو تأخر  تشخيص الإناث من ذوي اضطراب طيف التوحد ؟ 

لأن الأطباء والمعلمين والوالدين  وغيرهم يعتقدون أن التوحد يؤثر على الذكور بشكل أساسي. طبيعة اضطراب طيف التوحد يختلف عند الذكور و الإناث. لأن الإناث لديهن عدد أقل من السلوكيات التكرارية والاهتمامات المحدودة بالمقارنة مع الذكور، ويكون لديهن أنواع من الاهتمامات المقبولة اجتماعياً. أيضاً الإناث أكثر قدرة من الذكور على إخفاء أعراض التوحد وذلك عن طريق تقليدهم لأقرانهم الطبيعيين. نتيجة لذلك، قد يكون اكتشاف اضطراب طيف التوحد أكثر صعوبة عند الإناث حتى عندما يبحث الأطباء عنه. 

هل يتساوى معدل انتشار التوحد بين الذكور والإناث إذا أمكن التغلب على هذه التحيزات التشخيصية؟

في الأغلب لا. لقد وجد الباحثون أن معدل انتشار اضطراب طيف التوحد هو 3 ذكور مقابل أنثى واحدة، بعد أن قللوا احتمالية التحيز في التشخيص وذلك من خلال متابعتهم للأطفال منذ طفولتهم والقيام بفحصهم مراراً وتكراراً بحثاً عن اضطراب طيف التوحد. يقول دانيال ميسينجر (أستاذ علم النفس بجامعة ميامي) إن الأطفال في هذه الدراسة لديهم تاريخ عائلي في اضطراب طيف التوحد، لذا فقد يكونون مختلفين عن الأطفال الآخرين المصابين باضطراب طيف التوحد.

هل تغير معدل الانتشار بين الذكور  والإناث مع مرور الوقت؟ 

نعم. كشفت دراسة دانمركية كبيرة أن معدل الانتشار في عام 1995 م  كان  8 ذكور مقابل أنثى واحدة، ولكن هذا المعدل قد انخفض في عام 2010 م إلى 3 ذكور مقابل أنثى واحدة. يعكس هذا الانخفاض، اكتشاف وتشخيص أفضل للإناث ذوي اضطرابات طيف التوحد، ولكن من المرجح أن يتراجع. يقول منغ تشوان لاي  (أستاذ مساعد في الطب النفسي بجامعة تورنتو) “سأضع أموالي على معدل 3 إلى 1”. 

ما الذي  يفسر أكثر معدل الانتشار بين الذكور والإناث ؟

في علم الأحياء. على سبيل المثال: تُظهر أدمغة الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد أنماطاً جينية تشبه تلك الموجودة عند الذكور الطبيعيين أكثر من الإناث. بعض هذه الجينات خاصة بالخلايا الدبقية الصغيرة، وهي الخلايا المناعية في الدماغ  التي تزيل الحطام وتنحت الروابط العصبية.

من المحتمل أيضاً أن الإناث محميات بطرق أخرى من هذا الاضطراب. مثلًا: تظهر الإناث مع التوحد حدوث طفرات جينية أكثر من الذكور. ويبدو أن الذكور يرثون طفراتهم من أمهاتهم غير المصابات بالتوحد أكثر من آبائهم غير المصابين بالتوحد . تشير هذه النتائج مجتمعة إلى أن الإناث بحاجة إلى إصابة جينية أكبر من الذكور حتى يصابوا بالتوحد.

إلى أي مدى كان هذا المصدر مفيد؟

متوسط التقييم 0 / 5. عدد المشاركات: 0

لقد قرأت

شارك هذه المقالة

أحدث المقالات