مقدمة في مهارات التواصل

مقدمة في مهارات التواصل

القدرة على التواصل هي من أهم المهارات التي تؤثر على نمو وتطور الطفل، و لعل أكثر ما يلاحظه الوالدين ويتساءلون عنه أثناء مرحلة التشخيص هو التأخر اللغوي. لذلك كان من المهم معرفة مدى ارتباط اضطرابات اللغة بتشخيص وتقييم التوحد، وما هي الأساليب العلاجية لهذه الأعراض تحديدا.

من المعلوم أن أحد السمات الرئيسية في اضطراب طيف التوحد هو الضعف النوعي والكمي في مهارات التواصل. وعندما نتحدث عن التواصل كمصطلح، فهو مصطلح عام يشمل مهارات اللغة اللفظية والغير لفظية وكذلك النطق (القدرة على إصدار الأصوات الكلامية بشكل صحيح ومفهوم) وسيأتي تفصيل ذلك لاحقا.

مهارات ما قبل التواصل:

قبل الحديث عن التواصل يجدر بنا معرفة المهارات المهمة لتنمية التواصل بمعناه الشامل. هذه المهارات متطلبة و لها تأثير مباشر على التطور اللغوي لدى الطفل، وفيما يلي عرض لأهم هذه المهارات:

  • الاستجابة السمعية: الانتباه و إدراك الأصوات التي تحيط بالطفل.
  • التقليد: القدرة على تقليد الآخرين وبالذات الأقران أثناء اللعب مثلا.
  • الانتباه والتركيز: عادة ما نلاحظ هذه المهارة في قدرة الطفل على إكمال أنشطة معينة متناسبة مع عمره التطوري.
  • مهارات اللعب: هذه المهارة لها دور كبير في نمو اللغة والتواصل لدى الطفل، وهي تنقسم إلى قسمين:
    • لعب تمثيلي (رمزي): أن يلعب الطفل باللعبة بالطريقة الصحيحة. مثل أن يلعب بالسيارة ويمثل أنها تسير على الأرض أو على الكنبة و يصدر الأصوات المشابهة للواقع.
    • لعب تخيلي: هو أن يلعب الطفل باللعبة بطريقة فيها جزء من الخيال و التأليف. مثل أن يلعب بالسيارة وكأنها طائرة أو كأنها هاتف جوال.
  • الانتباه المشترك: هذه المهارة لها مفهوم واسع و يمكننا أن نختصر المعنى بأنها القدرة على مشاركة الآخرين في الاهتمامات والمشاعر. مثال ذلك هو عندما يقوم الطفل بجذب انتباه والديه لشيء أعجبه، قد تكون لعبة أو طائرة في السماء أو قطة في الشارع أو مشهد في التلفاز. هنا شارك الطفل والديه في اهتمامه الخاص وجذب انتباههم باستخدام الاشارة أو الكلام. كذلك من المهم أن يستطيع الطفل أن يستجيب لمبادرة الآخرين للمشاركة معهم في اهتماماتهم و مشاعرهم، وتكون لديه ردة فعل مناسبة لعمره. مثال ذلك هو عطفه على أحد أفراد أسرته أثناء البكاء.

مهارات التواصل:

التواصل بمعناه الشامل يعني القدرة على تبادل رسالة بين شخصين أو أكثر، هذه الرسالة قد تكون طلب أو إعطاء معلومة أو تعليق أو عرض فكرة. توصيل وتبادل هذه الرسائل تتم من خلال استخدام رموز أو وسائل مفهومة لكلا الطرفين (المرسل والمتلقي) مثل الكلام، تعابير الوجه، نبرة الصوت، ولغة الجسد وغيرها. وفيما يلي تفصيل مهارات التواصل:

  • التواصل الغير لفظي:

هو التواصل باستخدام إشارات أو إيماءات جسدية ذات مدلول ومعنى للطرف الأخر. هذا النوع من التواصل يشمل تعابير الوجه، و التواصل البصري، والإشارة، وغيرها من الحركات والإيماءات الجسدية. من المهم معرفة أن التواصل الغير لفظي له تأثير كبير على عملية توصيل وتبادل الرسالة بين الطرفين، حيث أنها في كثير من الأحيان تشكل 75% من اللغة والحوار. لذلك يجب الحرص على ملاحظة أي قصور في مهارات التواصل الغير لفظي و البدء في علاج اضطراباتها.

استخدام الصور أو الأجهزة الذكية والتقنيات عموما للتواصل تندرج أيضا تحت هذا النوع من التواصل.

  • التواصل اللفظي:

هنا يجدر بنا أن نعرف أن التواصل يشمل مهارات اللغة و مهارات النطق وهناك فرق بين المهارتين. اللغة هي عملية معقدة تبدأ في الدماغ ومن خلالها يتم استخدام رموز (كلمات) لتشكيل عبارات وجمل ذات معنى للتواصل. أما النطق فهي القدرة على اخراج الأصوات الكلامية (الحروف) بطريقة صحيحة لإصدار الكلمات، وهي تبدأ من مرحلة إخراج النفس مرورا بالحنجرة ثم التجويف الفمي أو الأنفي.

وفيما يلي توضيح مبسط لمهارات اللغة، ثم مهارات النطق:

  • اللغة:
  • المفردات اللغوية: أسماء، أفعال، صفات وغيرها.
  • الوحدات اللغوية: الضمائر، حروف الجر وغيرها.
  • القواعد اللغوية: تكوين جمل صحيحة لأغراض مختلفة.
  • التوظيف الاجتماعي للغة.
  1.   النطق:
  • مخارج الحروف
  • وضوح الصوت
  • الطلاقة

كل هذه المهارات يجب أن تتطور إدراكا وفهما ثم تعبيرا بحسب عمر الطفل ونموه. وفي حال تأخر تطور أحد هذه المهارات يجب مراجعة أخصائي التخاطب للاستشارة. 

إلى أي مدى كان هذا المصدر مفيد؟

متوسط التقييم 4.3 / 5. عدد المشاركات: 6

لقد قرأت

شارك هذه المقالة

أحدث المقالات


 خصم التميز

خصم 20 % لعملاء بنك الرياض على جميع الخدمات و الدورات

استخدم معرف البطاقة