موسم السفر والإجازات وطيف التوحد : خمس نصائح لرحلة ناجحة

The article was originally published on Autism Speaks. https://bit.ly/3SiKCxY
autism speaks logo

موسم السفر والإجازات وطيف التوحد : خمس نصائح لرحلة ناجحة

هل هناك استراتيجيات تساعد على المحافظة على مهارة التدريب على استخدام الحمام أثناء السفر مع ابننا ذو العشر سنوات من ذوي طيف التوحد؟ مع العلم أنه لا يواجه صعوبة في استخدام الحمام في المنزل أو المدرسة .لكننا عند السفر أو التغيير في الروتين المعتاد نضطر لاستخدام الحفاض. 

ملاحظة المحرر: لا يقصد من المعلومات التي سيتم نشرها تشخيص حالة أي شخص من ذوي طيف التوحد أو معالجته. كما لا ينبغي أن تغني عن الاستشارات الفردية المقدمة من قبل الأخصائي المؤهل أو اخصائي السلوك.

تمت الإجابة على فقرة ” لدي أسئلة” بواسطة الطبيب النفسي ومحلل السلوك دانيال و. مروزيك Daniel W. Mruzek,  من المركز الطبي في جامعة روشستر. يعتبر هذا المركز الطبي أحد المواقع الأربعة عشر Autism Speaks Autism Treatment Network.  

هذا السؤال في غاية الأهمية، خاصة ونحن مقبلون على موسم الإجازات والسفر. وهو يركز على مشكلة يواجهها العديد من الأفراد من ذوي اضطراب طيف التوحد عند ممارسة السلوكيات التي اعتادوا عليها داخل إطارات مكانية وزمانية مختلفة. هذا يشمل طبيعة المهارات المكتسبة من ناحية تطبيقها وعدم تطبيقها مرات وحتى لو تبدو المهارات وكأنها راسخة. 

أحد المبادىْ التي يجب أن نتذكرها هو أن معرفة الشيْ ليس مثل عمله. فبإمكاني على سبيل المثال أن اشرح بالتفصيل عن أفضل طريقة لتسديد ضربة ممتازة لكرة الغولف. إلا أنني وفي كثير من الأحيان قد لا أوفق بتسديدها بشكل احترافي، وبالطبع قد أنجح في تسديدها في أوقات أخرى. 

السؤال هنا: ما هو السبب في عدم قدرتي على النجاح دائماً؟ الجواب هو : التقلب، وهو ما أشرت له سابقاً. 

مفهوم ” التقلب” هو أحد الاعتبارات الأساسية في عملية التدريب على استخدام الحمام. فبإمكان الأطفال تعلم المهارات اللازمة: كمعرفة الوقت الذي يجب عليه الذهاب للحمام أو مهارة الجلوس على كرسي الحمام مثلاً وغيرها من المهارات. لكنه قد لا يستطيع وبشكل دائم استخدام هذه المهارات في الوقت المناسب.    

وينطبق هذا التحليل بشكل دقيق على فئتين من الأطفال:

  1. الأطفال الذين تعلموا حديثاً استخدام مهارة الذهاب للحمام، لكنها لم تصبح إلى الآن عادةً لهم.
  2. الأطفال الذين يتبولون على أنفسهم بشكل متكرر ولوقت طويل.

وعلى ما يبدو أن ابنك من الفئة الثانية. حيث “يعرف” الأطفال من هذه الفئة روتين الذهاب للحمام ويستخدمونه, مع عدم وجود أو وجود  قليل من حوادث التبول التي قد تقع مرة واحدة كل عدة أيام أو عدة أسابيع أو في بعض الحالات عدة شهور. ومن ثم يمرون بفترات تكثر فيها الحوادث الخارجة عن السيطرة. وقد يعزى ذلك لعدة أسباب. 

قد تعود هذه الأسباب لوجود مرض معين أو لإحساس الطفل بالقلق الزائد, أو تغيير في الروتين المعتاد. 

خمس استراتيجيات للمساعدة في مهارة استخدام الحمام:  

  • الإكثار من الذهاب للحمامات العامة

مهارة استخدام الحمام من المهارات التي تميل حسب محللون السلوك إلى “الإرتباط التحفيزي” . ويعني ذلك أن نسبة نجاح هذه المهارة يزداد في الظروف و الأماكن المألوفة للشخص. وهو ما يسميه المدربون ” ميزة المنزل”. 

تعتبر الطريقة الأمثل لتوسيع نطاق ” ميزة المنزل” هي أن يتم تدريب الشخص على ممارستها في أماكن مختلفة وجديدة. لذلك عند الرغبة في تهيئة الطفل على إتقان مهارة استخدام الحمام مثلاً استعداداً للسفر في الإجازة, اقترح تشجيع طفلك على استخدام الحمامات العامة في أماكن مختلفة. ويمكن استغلال الأوقات التي يخرج فيها الطفل للمكتبة مثلاً أو السوبر ماركت أو غيرها من الأماكن و تجربة الحمام العام هناك. 

ومن المهم أن تتم تجارب الممارسة على استخدام الحمام بكل سلاسة ومن دون أي ضغط وتوتر. واحرص على تقديم جائزة تحفيزية للطفل مع الإطراء والثناء على انجازه. 

اقترح تشجيع الطفل على أن يشرب الكثير من السوائل أثناء الخروج من المنزل لزيادة احتمالية استخدام الحمامات العامة. 

والهدف من ذلك هو تعميم فكرة استخدام الحمام باختلاف الأماكن. وهو أمر يتطلب الكثير من التدريب والممارسة حتى يصل الطفل لهذه المرحلة من القدرة على التعميم.

  • قدم  المعززات الإيجابية

من المهم إعطاء الطفل المعززات الإيجابية حال نجاحه في استخدام الحمامات العامة خارج بيئة البيت و المدرسة. حيث تعتبر الجوائز والمعززات الإيجابية سواء كانت هدايا أو نشاطات محببة للطفل من أفضل الطرق للتعليم على سلوك جديد. 

ومع اعتياد الطفل على استخدام الحمامات العامة يمكنك تدريجيا التقليل من الهدايا التحفيزية. إلا أنني أقترح الاستمرار على التشجيع اللفظي (الثناء) للحفاظ على مهارة استخدام الحمام. 

كما أقترح أن يقتنص الوالدين الفرص للاحتفاء بالسلوكيات الجيدة التي يقوم بها ابنهم. كالمحافظة على ملابسه جافة أو استخدام الحمام العام أو عند التزامه بجدول الرحلات. وهنا بعض الاستراتيجيات المساعدة: 

  1. استخدام المساعدات البصرية

من المفيد أن تستخدم المساعدات البصرية  في رحلتك القادمة مثل الجدول البصري ” أولاً ومن ثم” ، مثلاً: ” أولاً: استخدام الحمام ومن ثم الذهاب للمطعم”. من الممكن أن تشمل المساعدات البصرية صور أو رموز تحث ابنك على التفكير للذهاب للحمام.  

للاستزادة حول المساعدات البصرية والتحميل Autism Speaks ATN/AIR-P Visual Supports Tool Kit

  1. استخدام طرق لتذكير الطفل الذهاب للحمام دون ازعاجه

اتبع روتين بسيط لتشجيع طفلك على التوقف عن أي نشاط والتأكد إذا ما كان يحتاج الذهاب للحمام أو لا. يمكن بالطبع سؤاله بشكل مباشر (هل تحتاج الذهاب للحمام؟). أو للحفاظ على الخصوصية بإمكانك استخدام إيماءة معينة أو الإشارة إلى رمز معين على لوحة التواصل. 

تجنب ما يقع فيه العديد من الوالدين (وأنا من بينهم) في بعض الأحيان، حين يركزون على الجانب السلبي ويكثرون من التذمر عندما لا تسير الأمور كما يرام. وفيما يخص موضوعنا الآن، في حال تبول الطفل على نفسه حافظ على هدوئك وبدلاً من الانتقاد سارع في إعطاء التوجيهات بكلمات قليلة وواضحة وبكل هدوء. 

  1. حدد أوقات لاستخدام الحمام 

ضع أوقات مخصصة لاستخدام الحمام سواءً عند الإجازة و الرحلات أو عند أي تغيير في الروتين. وأنصح باستخدام إحدى هاتين الطريقتين:

  1. وضع جدول يومي لاستخدام الحمام. مثل كتابة استخدام الحمام بعد الفطور وبعد الغداء وهكذا.
  2. الذهاب للحمام قبل بدء أي نشاطات ممتعة. قبل الذهاب للسباحة مثلاً أو الشاطئ. 

أمور أخرى يجب أخذها بعين الاعتبار عند استخدام الحمامات العامة:

هناك العديد من الأمور التي يجب على الوالدين وضعها في عين الاعتبار عند استخدام الحمامات العامة. ومنها مستوى القلق والضغط الذي قد يشعر به الإبن عند دخوله تلك الأماكن. أول ما يطرأ على ذهني الآن كمثال هو الأصوات العالية التي تصدرها المراحيض الآلية ( السيفون). 

فإذا أحسست بقلق الطفل أو خوفه عند دخوله للمكان، أنصح بوضع سدادات الأذن أو الحديث مع الطفل حول الأصوات  المتوقعة بأسلوب هادئ ومطمئن. 

إضافة إلى أنه بإمكان الطبيب النفسي أو أخصائي العلاج الوظيفي العمل معك ومع ابنك للتعرف على هذه المخاوف وشرحها وكيفية التعامل معها. 

أما إذا تبول ابنك على نفسه ولم يذهب للحمام رغم كل جهودك، فتفاعل مع الموضوع بكل هدوء دون أي توبيخ أو ضجة. بل سارع بتغيير ملابسه بسرعة دون اظهار أي مشاعر ، مع تعزيز فكرة أن الوضع في تحسن.

وأنصح هنا بعدم التركيز على الحادث نفسه، بل تحدث عن التطور الذي وصل إليه وأثنى عليه.

لم أتحدث هنا عن كل جوانب الموضوع، ولذا أدعو الجميع لمشاركة تجاربهم لنستفيد من تجارب بعضنا البعض. وأتمنى لكم رحلات ممتعة.

إلى أي مدى كان هذا المصدر مفيد؟

متوسط التقييم 0 / 5. عدد المشاركات: 0

لقد قرأت

شارك هذه المقالة

أحدث المقالات