وجدت الدراسات أدلة ضعيفة على علاجات التوحد المبكرة

الكاتب: بيتر هيس – 15 يناير 2020
The article was originally published on Spectrum, the leading site for autism research news. https://bit.ly/3sMSdbM
spectrum Logo

وجدت الدراسات أدلة ضعيفة على علاجات التوحد المبكرة

تشير  دراسات المراجعات المنهجية بأن عدد قليل فقط من العلاجات والتدخلات الشائعة  المبكرة للتوحد, تكون مدعومة بأدلة علمية قوية. حتى تلك العلاجات والتدخلات ذات الأدلة العلمية القوية نسبيًا لم تستوفي المعايير العالية للمراجعات المنهجية.  

تحليل آخر قام بمراجعة الدراسات  التي تدعم التدريب على الاستجابة المحورية الأساسية (Pivotal Response Treatment)، ووجدت أن الأدلة ليست قوية بما يكفي لاستخلاص استنتاجات مؤكدة حول ما إذا كان التدخل فعال أم لا. 

تتعارض نتائج كلتا الدراستين مع التقارير الغير رسمية للنتائج الفعالة لعلاجات وتدخلات التوحد المبكرة. وتقول ميشيل ساندبانك ( أستاذ مساعد في التربية الخاصة في جامعة تكساس, أوستن) والتي عملت في الدراسة التحليلية الأولى,  بأن هذا لا يعني الاستغناء عن هذه العلاجات والتدخلات.

ولكن بالنظر إلى أن هذه العلاجات والتدخلات ستتطلب من الأسر أن يخصصوا عشرات الساعات أسبوعيًا, وتقول, إن العلماء “لا يمكنهم الاستمرار في الاعتماد فقط على الأبحاث الشبه تجريبية.”  

غالبًا يُدلي مقدمي الرعاية بأن الأطفال الذين يتلقون هذه العلاجات والتدخلات يظهرون تحسنًا ملحوظًا في اللغة، العناية الشخصية، والمهارات الحياتية الأخرى. ولكن نادرًا ما يقوم الباحثون بمراقبة هذه النتائج.  

تقول هيذر فوربس (أخصائية اللغة والتخاطب في جامعة كانساس, لورانس) والتي شاركت في دراسة التدريب على الاستجابة المحورية الأساسية “هذه دراسة مثيرة للاهتمام و تظهر بأن هناك حاجة للمزيد من الأبحاث وبأنه لا يوجد تدخل يتناسب مع جميع الأطفال”. وتقول أيضاً “أن المنهج الفردي الذي يستخدم الأساليب المبنية على الأدلة العلمية هو الأفضل على الأرجح.”  

أدلة مفقودة:  

قام فريق ساندبانك بتحليل الدراسات التي بحثت في أي من الأنواع السبعة للعلاج والتدخل المبكر للتوحد والتي تتضمن العلاج السلوكي والنمائي والمستند إلى التكنولوجيا.

 وقد بحثوا في 15 قسم من النتائج بما في ذلك اللغة والتواصل الاجتماعي، ووجدوا بأن اثنين من أصل سبع علاجات وتدخلات أدت إلى تحسن كبير في قسم واحد على الأقل.  

العلاج والتدخل الأول يسمى (التدخل السلوكي النمائي الطبيعي)

(naturalistic developmental behavioral intervention) 

ويتضمن تعليم الأطفال ذوي التوحد مهارات معينة من خلال التفاعل باللعب في بيئة طبيعية مثل المنزل أو المدرسة. 

العلاج والتدخل الثاني وهو مجموعة سُميت (بالتدخلات النمائية) 

(developmental interventions)

 والتي تركز على تطوير اللغة وتحسين التواصل الاجتماعي بين الوالدين والطفل.

 وصف الباحثون هذين العلاجين بأنهما “واعدين” مع وجود أغلب الأدلة المؤيدة لهم.

 ظهرت الدراسة في عدد يناير في مجلة Psychological Bulletin.

وإطلاق كلمة “واعدين” على هذين العلاجين والتدخلين هي محاولة لطلب أدلة أفضل لهما, و في الوقت نفسه استمرارية تمكين الأطفال من الوصول إليهما، وتقول ساندبانك “نريد أن نسير على هذا الخط الذي لا يزود شركات التأمين بالوقود الذي يحفزهم على عدم تغطية الدعم والخدمات.”  

وجد الباحثون أدلة قليلة تدعم العلاجات والتدخلات الحسية، وهو صف يتضمن تعريض الأطفال إلى مثيرات حسية بطرق منظمة وهذا العلاج شائع بين أخصًائي العلاج الوظيفي.  

وتقول روزان شاف (بروفيسورة في العلاج الوظيفي وعلم الأعصاب في جامعة توماس جيفرسون في فيلادلفيا، بنسلفانيا) والتي كان بحثها متضمنًا في التحليل, بأن التحليل ربما أخفق في التقاط فوائد العلاج الحسي لأنه ركز على اللغة بدلًا من العناية الشخصية أو المهارات الاستقلالية.  

ولاحظت شاف بأن الباحثون نظروا فقط إلى النتائج التي تتبعها غالبية الدراسات مما أدى إلى إهمال بعض النتائج ذات التأثير القوي والتي لم تتبعها سوى دراسات قليلة. 

ولكن ساندبانك متمسكة بإستنتاجها وتقول: “يمكنني بالتأكيد رؤية باحثين يدرسون هذه التدخلات قائلين بأنه لا يوجد سبب يدعو إلى تجميع أدلتنا معًا. سأقول بأني قرأت كل دراسة من هذه الدراسات، وحتى لو لم نقم بجمعها معًا، لم أرى أدلة مقنعة لأي من هذه التدخلات.”  

معطيات غير متسقة:   

ركزت الورقة البحثية الثانية عن التدريب على الاستجابة المحورية الأساسية  PRT، وهو تدخل يركز على مهارات التواصل. وجد الباحثون بأن الأبحاث عن التدريب على الاستجابة المحورية الأساسية  لا تعتمد على نتائج محددة/معروفة جيدًا، مما يجعل من الصعب تقييم ما إذا كان العلاج أو التدخل فعالًا أم لا. 

وكتبت فوربس في رسالة بريد إلكتروني تقول فيها: “تفاصيل أكثر عن ما هي مهارات اللغة والتواصل التي تتحسن (والتي لا تتحسن) ستساعدنا في فهم من الذي استجاب بشكل جيد للتدخل، وأيضًا من الذي قد يحتاج المزيد من التدخل أو تدخلات مختلفة.”  

وتقول تيفاني وويناروسكي (أستاذ مساعد في علوم السمع واللغة في جامعة فاندربيلت في ناشفيل، تينيسي) والتي شاركت فقط في دراسة تحليل الميتا (meta-analysis) للتدخلات المبكرة ولم تشارك في دراسة المراجعة المنهجية عن  التدريب على الاستجابة المحورية الأساسية: الدراسة أيضًا أكدت الحاجة إلى نتائج متسقة حتى يتمكن الباحثين من مقارنتهم عبر الدراسات. 

وأضافت: “تسلط [النتائج] الضوء على عدد من المشاكل في القياس والتي لها أهمية عميقة ليس فقط للبحوث التي تركز على التدريب على الاستجابة المحورية الأساسيةولكن أيضًا لدراسة المراجعات الأدبية الكبيرة التي تقيٍّم فعالية العلاجات.” 

وتقول فوربس: بأن التجارب السريرية العشوائية الكبيرة لا تخبرنا شيئًا عن متى، أين ولمن تعمل هذه التدخلات. “قد يعتقد الأشخاص بالخطأ, بأن دراستنا تعني أن الأخصائيين يجب أن لا يستخدموا التدريب على الاستجابة المحورية الأساسية . من المهم أن يصف الباحثون تأثيرات محددة لأشخاص محددين.” 

إلى أي مدى كان هذا المصدر مفيد؟

متوسط التقييم 0 / 5. عدد المشاركات: 0

لقد قرأت

شارك هذه المقالة

أحدث المقالات