يتلقى ذوي التوحد في سن ما قبل المدرسة ساعات قليلة من التدخل

الكاتب: لورين شنكمان – 14 مايو 2020
The article was originally published on Spectrum, the leading site for autism research news. https://bit.ly/3xTQq5H
spectrum Logo

يتلقى ذوي التوحد في سن ما قبل المدرسة ساعات قليلة من التدخل

أظهرت دراسة أجريت على أكثر من 800 طفل من ذوي التوحد بعمر ما قبل المدرسة في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا, أنه بعد ستة أشهر من التشخيص يحصل هؤلاء الأطفال تقريباً على أقل من ربع ساعات التدخل الموصى بها.  بدأ ثلث هؤلاء الأطفال بالعلاج السلوكي وهو النوع الذي توجد له أدلة كثيرة على فعاليته.

ووجدت الدراسة أيضًا أن 16.3 % من الأطفال يتناولون علاجاً واحدًا على الأقل من المهدئات النفسية، ومعظمها غير معتمد لهذه الفئة العمرية أو للأطفال ذوي التوحد.

ووصف الباحثون النتائج بأنها “مثيرة للقلق.”

تقول دانييلا زيسكيند (طبيبة مقيمة في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا, بنسلفانيا) والتي قادت العمل: “يشير هذا إلى الحاجة إلى تحسين وتسهيل وصول الرعاية لجميع الأطفال ذوي التوحد وتقليل بعض العوائق الحالية التي تواجه العديد من الأسر.”

توصي الجمعية الأمريكية للطب النفسي للأطفال والمراهقين بأن يتلقى الأطفال الصغار ذوي  التوحد تدخلات تعليمية وسلوكية مثبتة علمياً. وتوصي لجنة خبراء شكلتها منظمة أبحاث تدخلات التوحد بشأن الصحة السلوكية بأن يحصل الأطفال على ما لا يقل عن 25 ساعة في الأسبوع من هذه التدخلات.

لكن الأطفال في الدراسة الجديدة تلقوا تقريباً 5 ساعات ونصف من التدخل أسبوعيًا.

تقول هيلين تاغر-فلوسبرغ (مديرة مركز التميز لأبحاث التوحد بجامعة بوسطن) والتي لم تشارك في الدراسة : “هذة نتيجة مفاجئة ، وهو أمر مهم جداً وموثق بشكل جيد هنا. هناك أطفال وعائلات يمكنهم الاستفادة من الدعم والعلاج بشكل أكثر مما يحصلون عليه الآن”.

التدخلات غير الكافية:

قامت زيسكيند وزملاؤها بتحليل بيانات 805 طفل تتراوح أعمارهم بين 3 و 6 سنوات، والذين التحقوا بمنظمة علاج التوحد  وهي مجموعة من 17 مركزًا طبيًا في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا من ديسمبر 2007 إلى ديسمبر 2013. استخدم الأطباء جدول الملاحظة التشخيصية للتوحد وهي الأداة القياسية الذهبية, لتشخيص أو تأكيد التشخيص السابق للتوحد لجميع الأطفال.

ووجد الباحثون أنه بعد ستة أشهر من الالتحاق؛ كان حوالي 14 % فقط من الأطفال يحصلون على الحد الأدنى الأسبوعي الموصى به وهو 25 ساعة من التدخل، وحوالي 47 % يحصلون على أقل من 5 ساعات في الأسبوع.

أما بالنسبة لنوع التدخل، فقد أخذ 77 % من الأطفال علاج اللغة و التخاطب، و67 % كانوا يأخذون العلاج الوظيفي، و33 % فقط اتبعوا العلاج السلوكي وهذا مثير للجدل حيث أن العلاج السلوكي لديه أفضل الأدلة التي تدعم فعاليته. 

ونُشرت الدراسة في 1 أبريل في مجلة طب الأطفال.

قال الباحثون إن الأطفال الذين تم تشخيص إصابتهم بالتوحد قبل التحاقهم بالجمعية يميلون إلى الحصول على المزيد من ساعات التدخل، مما يشير إلى أن الأمر قد يستغرق من الأسر أكثر من ستة أشهر للوصول إلى الخدمات.

تقول زيسكيند أن العوائق التي تحول دون تلقي التدخلات يمكن أن تشمل نقص التغطية في التأمين الصحي, وارتفاع التكلفة، وطول أوقات الانتظار، ومشاكل في الأنظمة الصحية في مناطق معينة. لم يجمع الباحثون بيانات حول أي تدخل قد يتلقاه الأطفال في المدرسة.

تقول زيسكيند: “نحن قلقون من أن الأطفال الذين لا يتلقون تدخلاً مبكرًا وكافيًا من التدخلات قد ينتهي بهم الأمر إلى المزيد من الصعوبات المستمرة لاحقًا”.

الأدوية غير المعتمدة:

ووجدت الدراسة أنه بغض النظر عن مقدار التدخلات الذي يتلقاها الأطفال، فإن 16 % منهم تناولوا أدوية نفسية. الأنواع الأكثر شيوعًا كانت alpha agonists وهي تستخدم لعلاج فرط الحركة ولكن لم يتم اعتمادها بعد للأطفال في هذه الفئة العمرية أو للأطفال ذوي التوحد.

وحوالي 25 طفلا (4%)، يتناولون أدوية مضادة للذهان، مثل ريسبيريدون risperidone أو أريبيبرازول aripiprazole.

وتقول زيسكيند يمكن أن يستفيد الأطفال الصغار من الأدوية لعلاج سمات معينة، ولكن “كأطباء أطفال، لا نريد أبدًا أن يبدأ الأطفال الصغار بتناول الدواء إلا إذا كانوا يحتاجون إليه حقًا”.

تقول تاغر فلوسبرغ إن النتائج المتعلقة بتناول الدواء “مقلقة”، وتلاحظ أن هذه الأدوية لم تتم دراستها جيداً لاستخدامها مع الأطفال في هذا العمر.

تقول كارول فايتسمان (مديرة مركز كونيتيكت لطب الأطفال النمائي في ويستبورت) والتي لم تشارك في الدراسة: “يجب أن نتوقف عن إعطاء الأطفال الصغار للغاية بعض الأدوية القوية جدًا.” 

تقول زيسكيند أن في بعض المناطق يكون مستوى استخدام الأدوية يعتمد على السياسات الصحية المحلية أو مدى توفر العلاجات غير الدوائية. ووجدت هي وزملاؤها أن الأطفال في الولايات المتحدة الأمريكية أكثر عرضة لتناول الأدوية من أولئك الموجودين في كندا. وفي داخل الولايات المتحدة الأمريكية من المرجح أن يتناول الأطفال في الغرب الأوسط والجنوب الأدوية أكثر من الذين في الشمال الشرقي والغرب.

لاحظت كل من تاغر فلوسبرغ و فايتسمان أن انخفاض ساعات تلقي التدخلات والاعتماد على الدواء أمران متلازمان.

تقول فايتسمان: “عندما قرأت هذا البحث كنت أفكر في نفسي, أنه إذا لم يحصل الأطفال على الخدمات فماذا سيحدث في تصوركم؟ “سوف نقوم بكتابة الوصفات الطبية الدوائية”.

إلى أي مدى كان هذا المصدر مفيد؟

متوسط التقييم 0 / 5. عدد المشاركات: 0

لقد قرأت

شارك هذه المقالة

أحدث المقالات