أهمية تحليل المهام واستخدام الجداول البصرية مع الأطفال ذوي التوحد

أهمية تحليل المهام واستخدام الجداول البصرية مع الأطفال ذوي التوحد

يواجه ذوي اضطراب طيف التوحد صعوبات شتى في تعلم أية مهارة، خصوصًا تلك التي تتكون من عدة خطوات معقدة. وهذا لأسباب عديدة نختصرها لكم في هذه المقالة، التي سيكون جل اهتمامها منصبًّا على استخدام تقنيات تحليل المهام والتسلسل والتلقين البصري في تعليم ذوي اضطراب طيف التوحد مهارات/مهمات معقدة (مركبة من عدة خطوات). وحتى لا يطول بنا الحديث فيما لا يفيد، سندخل في صلب موضوعنا.

تحليل المهام:

هي عملية تقسيم مهمة مركبة لخطوات، كل خطوة منها تتكون من مؤثر تمييزي واستجابة. وفي الجدول التالي مثال على تحليل لمهمة الأكل، لعله يوضح المقصود.

رقم الخطوةالمؤثر التمييزيالاستجابة
1طبق الطعام و الملعقة على الطاولةالتقاط الملعقة
2الملعقة في اليدوضع الملعقة في طبق الطعام
3الملعقة في الطبقملء الملعقة بالطعام
4الطعام في الملعقةرفع الملعقة المملوءة بالطعام من الطبق
5الملعقة المملوءة بالطعام خارج الطبقوضع الطعام في الفم

كاميرون، ودورسي، وفليمنغ (2004) استخدموا تحليل المهام لتدريب ذكور بالغين من ذوي اضطراب طيف التوحد (أيضًا لديهم إعاقات عقلية) على النظافة الشخصية بعد التغوط. بعد 22-36 جلسة تدريبية كل المشاركين في الدراسة أتقنوا المهمة.

التسلسل:

التسلسل هي طريقة تدريبية تعتمد على التلقين والتلاشي في كل خطوة من خطوات المهمة. وحينما يُقال أنها طريقة تعتمد على التلقين فهذا يعني أن أنواعًا مختلفة من المساعدات قد تستخدم لتدريب المستفيد على كل خطوة. وحينما يُقال أنها طريقة تعتمد على التلاشي فالمقصود أنه بعد إتقان المستفيد لخطوةٍ ما فإن المساعدات تُقلل. و لاستخدام التسلسل لا بد من استخدام تحليل المهام أولا. مثلا في مهمة الأكل، إذا أردنا مساعدة طفلٍ ما في الخطوة 2 (وضع الملعقة في طبق الطعام) فإننا بعد أن تكون الملعقة في يده نقدم له مساعدة لفظية أو حركية ليضع الملعقة في الطبق ثم نعزز هذه الاستجابة بأي نوع من المعززات، ثم ننتقل للخطوة التالية أو السابقة حسب نوع التسلسل المستخدم. للتسلسل عدة أنواع منها: التسلسل من الخلف، والتسلسل إلى الأمام. في التسلسل من الخلف نبدأ من الخطوة الأخيرة وبعد أن يتقنها المستفيد ننتقل للتي قبلها وهكذا حتى الخطوة الأولى. من مميزات هذه الطريقة أننا نستخدم معزز طبيعي بالعادة (مثل الطعام في مثال الأكل). وأيضًا مما يميزها أن هدف المهمة يكون أوضح للمستفيد. أما في التسلسل إلى الأمام فالعكس تماما، أي نبدأ من الخطوة الأولى ثم التي بعدها حتى الأخيرة. جيروم، وفرانتينو، وستورمي (2007) استخدموا التسلسل لتعليم بالغَين اثنين من ذوي اضطراب طيف التوحد مهارات الإنترنت. أحدهما أتقن المهارات في جلسة واحدة، والآخر أتقنها في خمس جلسات.

التلقين البصري

التلقين البصري أو التلقين بالصور هي طريقة تعتمد على ربط كل خطوة من خطوات المهمة بصورة نتيجة الاستجابة فيها. مثلا في مثال الأكل نضع صورة الملعقة في يد (الخطوة الأولى) ثم الملعقة في الصحن (الخطوة الثانية) وهكذا حتى الملعقة في الفم (الخطوة الأخيرة). من المهم في هذه الطريقة ترتيب الصور من الخطوة الأولى حتى الأخيرة. ويمكن تدريب المستفيد إما مع التلاشي (أي بإزالة الصورة بعد إتقان الخطوة) أو بدون تلاشي وذلك حسب شدة الحالة وظروف أخرى مثل هل من الممكن أو من الواقعي أن يعتمد على الصور أم لا؟

ختاماً:

حاولتُ في هذه المقالة القصيرة توضيح مفاهيم: تحليل المهام، والتسلسل، والتلقين البصري (التلقين بالصور). وحاولت تبيين أهميتها في تدخل العلاج الوظيفي مع ذوي اضطراب طيف التوحد عن طريق الأمثلة (الأكل واستخدام دورة المياه). وآمل في الختام أن تكون نافعةً لمن يقرؤها. 

إلى أي مدى كان هذا المصدر مفيد؟

متوسط التقييم 0 / 5. عدد المشاركات: 0

لقد قرأت

شارك هذه المقالة

أحدث المقالات


 خصم التميز

خصم 20 % لعملاء بنك الرياض على جميع الخدمات و الدورات

استخدم معرف البطاقة