الاضطرابات المصاحبة لاضطراب طيف التوحد

الاضطرابات المصاحبة لاضطراب طيف التوحد

تتداخل بعض أعراض التوحد مثل: ضعف المهارات الاجتماعية والمشاكل الحسية، مع أعراض الاضطرابات المصاحبة الأخرى. على سبيل المثال: الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد والأشخاص الذين يعانون من انفصام الشخصية يواجهون صعوبة في التعرف على التلميحات الاجتماعية. فإنه عندما يظهر الشخص واحد من هذه الأعراض المشتركة بين الاضطرابين، فإن الطبيب بكل بساطة يقوم باعتماد التشخيص الأكثر وضوحاً وظهوراً. تقول كارلا مازيفسكي (بروفيسورة مساعدة في الطب النفسي في جامعة بيتسبرغ) “قد يكون من الصعب جدًا معرفة جذور السلوك”. 

عند تشخيص فرط الحركة وتشتت الانتباه ADHD كاضطراب مصاحب لدى الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد، فإنه قد تختفي أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه في التوحد أو قد نخطئ بين أعراض التوحد واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه. 

أكثر من نصف الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد يعانون من أربعة أو أكثر من الاضطرابات المصاحبة للتوحد. تختلف أنواع هذه الاضطرابات المصاحبة وكيفية ظهورها من شخص لآخر. 

يمكن أن تؤدي هذه الاضطرابات المصاحبة إلى تفاقم سمات وأعراض التوحد و يمكن أن تؤثر على وقت تشخيص التوحد. لذلك من المهم فهم كيفية تفاعل هذه الاضطرابات المصاحبة مع التوحد. 

في مايلي ما يعرفه الباحثون عن الاضطرابات المصاحبة لاضطراب طيف التوحد.      

ماهي الاضطرابات الشائعة المصاحبة لاضطراب طيف التوحد؟ 

بشكل عام إن الاضطرابات التي تتداخل مع التوحد تندرج إلى أربعة أقسام: المشاكل الطبية مثل: الصرع، مشاكل الجهاز الهضمي، و اضطرابات النوم. والاضطرابات النمائية مثل: الإعاقة الذهنية، والتأخر في اللغة. أيضاً، الاضطرابات النفسية مثل: اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، اضطراب الوسواس القهري، والاكتئاب. أخيراً، الاضطرابات الوراثية مثل: متلازمة كروموسوم إكس الهش، و التصلب الحدبي المعقد. 

ما مدى شيوع هذه الاضطرابات بين الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد؟ 

يعتمد ذلك على الاضطراب، وتختلف التقديرات اختلافًا كبيرًا. على سبيل المثال: (من 11 إلى 84%) من الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد يعانون  من القلق. أما بالنسبة لمشاكل النوم فإنها تؤثر على (44 إلى 86%) من الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد. إن الإختلافات في معايير التشخيص والمتغيرات الأخرى للدراسة، قد تفسر هذه التقديرات. أيضاً، يمكن أن يؤثر كلاً من العمر والجنس والعرق ومعدل الذكاء على التشخيص ومتى يتم ذلك. على سبيل المثال: الأطفال ذو البشرة السوداء من ذوي اضطراب طيف التوحد هم أكثر عرضة من الأطفال ذو البشرة البيضاء من ذوي اضطراب طيف التوحد للتشخيص بالإعاقة الذهنية. أيضاً، قد يكون من الصعب اكتشاف اضطرابات المزاج إذا كان الطفل لا يتكلم. وفي حالات معينة، مثل القلق، قد يظهر الاضطراب بشكل مختلف بين الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد، مما يضيف تعقيداً أكثر.

علاوة على ذلك، فإن الأدوات المستخدمة لتحديد الاضطرابات المصاحبة قد لا تعمل بشكل جيد لدى جميع الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد. لذلك، يقوم الباحثون بتطوير مقاييس خاصة بالتوحد، مثل استبيان فحص الاكتئاب، للمساعدة في حل الغموض في التشخيص.

ما الذي يمكن أن يجنيه العلماء من دراسة هذه الاضطرابات المصاحبة لاضطراب طيف التوحد ؟ 

يمكن أن يكون لجميع الاضطرابات المصاحبة لاضطراب طيف التوحد آثار خطيرة على الحياة الجيدة لهم. وبعض الحالات لها عواقب أكثر خطورة من التوحد. 

إن الفهم الأفضل لهذه الاضطرابات، يمكن أن يحسن جودة حياة الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد. على سبيل المثال: يمكن أن يؤدي تحديد الجينات المشاركة في الاضطرابات  إلى الكشف المبكر والعلاج لهذه الاضطرابات. 

يقول بول ليبكين (مدير شبكة التوحد التفاعلية في معهد كينيدي كريجر في بالتيمور) “نحتاج إلى فهم جذور اضطرابات المزاج والاكتئاب، بالإضافة إلى الإندفاع” و “عندما  يكون لدينا فهمًا أفضل للجذور العصبية لهذه الاضطرابات، فإنه يمكننا أن نطور علاجات طبية أكثر وأفضل لهذه الاضطرابات”. 

علاج الاضطراب المصاحب للتوحد قد يساعد في تخفيف أعراض التوحد. على سبيل المثال: قد يساعد العلاج المبكر للنوبات إلى تقليل المشاكل الإدراكية والسلوكية لدى الأطفال ذوي  التصلب الحدبي المعقد. 

أيضاً، علاج اضطرابات النوم أو الجهاز الهضمي يكون لها فوائد سلوكية. على سبيل المثال: يمكن أن يؤثر عدد ساعات النوم وجودة النوم على الحالة المزاجية وعلى شدة السلوكيات التكرارية. 

كيف يمكن للاضطرابات المصاحبة أن تصعب تشخيص اضطراب طيف التوحد؟ 

أيضاً، قد يكون تشخيص التوحد صعب بالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية أو التأخر  اللغوي الشديد. 

ما الذي يمكن أن تكشفه دراسات الاضطرابات المصاحبة عن بيولوجيا التوحد؟

قد تشترك بعض هذه الاضطرابات في الآليات البيولوجية مع التوحد. على سبيل المثال: كشفت دراسة نشرت هذا العام، أن أنماط التعبير الجيني في أدمغة الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد تشبه تلك الموجودة عند الأشخاص المصابين بانفصام الشخصية  أو الاضطراب ثنائي القطب، أيضاً قد يشارك الأشخاص الذين يعانون من هذه الاضطرابات، متغيرات وسمات وراثية مثل الصعوبات اللغوية أو السلوكيات العدوانية. 

في حالات أخرى، قد تكون العلاقة بالتوحد متعددة الأوجه. على سبيل المثال: من كل ثلاثة أشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد، شخص منهم يعاني من الصرع. والأشخاص المصابون بالصرع معرضون للإصابة بالتوحد بمقدار ثمانية أضعاف مقارنة بعامة الأشخاص. جزء من الاتصال قد يكون وراثيًا و أيضاً من الممكن أن تؤدي النوبات المبكرة إلى تمهيد الطريق لظهور بعض سمات و أعراض اضطراب طيف التوحد.

[ratemypost]

لقد قرأت

شارك هذه المقالة

أحدث المقالات


 خصم التميز

خصم 20 % لعملاء بنك الرياض على جميع الخدمات و الدورات

استخدم معرف البطاقة