في ظل التطورات الطبية الحديثة، تظهر أجهزة مثل التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (TMS) والتحفيز بالتيار المباشر عبر الجمجمة (DCS) كخيارات لعلاج اضطرابات مثل التوحد. ومع ذلك، تثير هذه الأجهزة العديد من الأسئلة حول فعاليتها وسلامتها. وفي هذا المقال، سنستعرض أهم الجوانب المتعلقة بهذه الأجهزة، بدءًا من طريقة عملها إلى التحديات التي تواجهها في الدراسات الحالية.
جهاز التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (TMS) يستخدم الطاقة المغناطيسية لتغيير نشاط الدماغ، بينما جهاز التحفيز بالتيار المباشر عبر الجمجمة (DCS) يستخدم شحنة كهربائية صغيرة لتحفيز الدماغ بشكل دقيق. ورغم أنهما ليسا جراحيين، إلا أن هناك العديد من الأسئلة حول فعاليتهما في علاج التوحد. ورغم دعم TMS لعلاج الاكتئاب والوسواس القهري من قبل إدارة الغذاء والدواء (FDA)، إلا أن فعاليته في التوحد لم تُثبت بشكل قاطع.
التحديات في الدراسات:
العديد من الدراسات حول هذه الأجهزة تتفاوت في الجودة والمصداقية. في بعض الأحيان، تكون الدراسات “مفتوحة” بدون مجموعة تحكم، مما يصعب تحديد ما إذا كان العلاج هو السبب في التحسينات الطفيفة. بالإضافة إلى ذلك، التباين في نتائج الدراسات يرجع إلى عدة عوامل مثل منهجية البحث، شدة التحفيز، والفئة المستهدفة.
النتائج المتفاوتة:
العديد من الدراسات أظهرت نتائج متباينة حول فعالية هذه الأجهزة. بينما أظهرت بعض الدراسات تغييرات في أنماط النشاط الدماغي (EEG)، إلا أنه ليس من الواضح ما إذا كانت هذه التغييرات تتماشى مع تحسينات سلوكية حقيقية. كما أن الدراسات التي تم إجراؤها على الأطفال أظهرت استجابة مختلفة عن البالغين، مما يعكس حاجة ملحة لدراسات أكثر دقة.
الآثار الجانبية والتحديات العملية:
على الرغم من أن DCS وTMS يبدوان آمنين بشكل عام مع آثار جانبية بسيطة مثل الصداع، إلا أن عدم توفر الأدلة الكافية حول فعاليتهما يعقد الأمر. بالإضافة إلى تكاليف العلاج المرتفعة وغياب التغطية التأمينية، ما يجعل الوصول إلى هذه العلاجات محدودًا.
في نهاية المطاف، رغم الوعود التي تقدمها أجهزة التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (TMS) والتحفيز بالتيار المباشر عبر الجمجمة (DCS) لعلاج التوحد، إلا أن الطريق أمام إثبات فعاليتها ما يزال طويلاً. الأبحاث لا تزال في مراحلها الأولى، ونتائج الدراسات تتراوح بين التفاؤل والحذر. وبينما قد تبدو هذه الأجهزة بمثابة أمل جديد للكثير من العائلات، إلا أن الواقع يفرض علينا الانتظار لمزيد من الدراسات الدقيقة التي قد تغير طريقة تفكيرنا في علاج التوحد. في الوقت الحالي، يجب أن نكون واقعيين ونعتمد على العلاجات المدروسة جيدًا، مع استمرار الأمل في أن تفتح الأبحاث المستقبلية أبوابًا جديدة لعلاجات مبتكرة.
لتسجيل ابنك أو ابنتك في خدمة التشخيص في مركز التميز للتوحد على الرابط التالي (هنا)
المصدر:
Halladay, A. (2025, January 13). Transcranial magnetic stimulation (TMS) and direct current stimulation (DCS) for autism: Effectiveness and challenges. ASF Weekly Science Podcasts. https://asfpodcast.org/archives/1826
إعداد: د. رفيف السدراني – رئيس قسم المحتوى والتوعية في مركز التميز للتوحد