الثقة في تشخيص التوحد  

الثقة في تشخيص التوحد  

غريب جداً أن تعيش فترة طويلة في حياتك دون أن تعرف شيء عن التوحد وفي إحدى الأيام يتم أخبارك بأن لديك اضطراب طيف التوحد، كنت بحاجة إلى أن يذكر لي أحد فكرة التوحد لأبحث عنه واعرف بعض أوجه التشابه وبعدها أحصل على إحالة لإجراء التقييم ومن ثم اكتشفت بأن لدي توحد.  

لم يكن التشخيص فقط غريبًا علي، بل كان يبدو خطأ أيضًا لأنه لا يتطابق مع الصورة النمطية التي رأيتها أثناء نشأتي وهنا كانت المشكلة، فلقد تم تصوير التوحد بطريقة معينة على مر التاريخ وغالبًا مايتم استبعاد الكثير من الأفراد مثل الإناث وتُظهرالبرامج الحوارية التلفزيونية أنهم لن يستطيعوا العمل في المجتمع بسبب أنهم بحاجة إلى المساعدة من قبل الأسرة والمدرسة مما جعل الأمر يبدو مُشكلة بأن تكون من ذوي التوحد ولهذا كان من غير محتمل أن أكون من ذوي التوحد ولهذا السبب لم أكن واثقًا بتشخيصي لفترة لأنني لم أصدق بأن تشخيصي كان دقيقًا، صحيح لم أكن مثل الأطفال الآخرين لكن هذا لا يعني بأن يكون لدي توحد، صحيح؟  

في البداية قادتني قناعتي بأن لا أخبر أحًدا بخصوص تشخيصي لأنني اعتقدت بأن الطبيب سيتصل علي في أي وقت ويخبرني أنه متأسف فقد ارتكبنا خطئًا في تشخيصك ولن يكون هناك أي مشكلة لدي، لم يحدث ذلك وكان علي أن أتقبل هذا الخبر الذي كان مزعج ومفيد في نفس الوقت، هذا الخبر منحني الكثير من الثقة التي احتجتها في تشخيصي لأن بعد أن نظرت في حياتي كنت أفكر كيف لم يكن واضحًا للناس بأن لدي توحد؟ وكيف كان الأدراك متأخر جدًا.  

 إيجاد الثقة في التشخيص ممكن أن يكون صعبًا في البداية، خصوصًا إذا تم تشخيصك متأخراً مثلي.  

أقدم لكم أهم ثلاث نصائح:  

اطرح الأسئلة  

التوحد عبارة عن طيف وقد لا تكون لديك كل سمات التوحد التي تظهرها وسائل الإعلام للأفراد ذوي التوحد. هذا هو الحال خصوصًا للأفراد الذين لم يتم تقديمهم لوسائل التواصل بسبب إخفائهم سمات التوحد أو الخلط بينها وبين شيء آخر. سواء كنت تخضع للتقييم أو التشخيص فلا تتردد بكتابة أسئلتك لطرحها على الطبيب. إن إزالة الغموض عن التوحد سوف يساعدك على اكتساب الثقة لأنك ستتعلم أكثر عن كيفية التعبير عن التوحد.  

تحدث مع أسرتك أو الشخص المناسب من أسرتك 

عندما اكتشفت بأن لدي توحد تحدثت مع أمي عن شعوري حيال هذا الموضوع، اشتمل حديثي على مناقشة مخاوفي تجاه التشخيص والراحة التي شعرت بها، لقد ساعدني التحدث مع أمي لأنها كانت تستمع لي وتؤكد صحة مشاعري وتعمل على إصلاح الأمور معي، كما أنها جعلتني أثق في شعوري بتجربتي الحياتية المرتبطة بسمات التوحد التي أمتلكها. قد لا يصدق أو يعترف بعض الأفراد بإصابتك بالتوحد لكن هذا ليس خطأك أو مسؤوليتك. احرص على الحديث مع الأفراد الذين يصدقونك ويوقفون إلى جانبك حتى تتمكن من اكتساب الثقة.  

تعرف على أفراد آخرين من ذوي التوحد وتعلم منهم 

كل فرد من ذوي التوحد فريد من نوعه، يمكنك أن تتعلم شيء من كل فرد تقابله مما يؤدي إلى توسيع نظرتك للتوحد لأنك ترى كيف يعيش الآخرين مع التوحد وكيف ازدهروا وهم على طبيعتهم. ستتعلم أيضًا الكثير عن نفسك لأنك سوف ترى كيف يعبر الآخرين وهم لديهم مثل سماتك مما يجعلك تفهم سماتك بشكل أفضل، مثلاً مشاهدة مقاطع فيديو لإناث من ذوي التوحد يصفن كيف كانت تجربتهم مع التوحد جعلتني اشعر بوحدة أقل وشعرت بالثقة أيضًا.  

في يناير 2021 لم أكن اتخيل أنني سأكون واثقًا بتشخيصي بالتوحد لم أكن لأصدق ذلك لأنني كنت اشعر بالشك والقلق في ذلك الوقت، على الرغم من ذلك فقد ساعدني استخدام تلك النصائح والتفكير في حياتي كما أنني أدركت أخيرًا بأنه لا يوجد شيء خاطئ بي، وهذا شيء رائع. ومع زيادة الوعي باضطراب طيف التوحد الآن أكثر من قبل، أتمنى أن يصبح الكثير من الأفراد من ذوي التوحد واثقين أكثر من أنفسهم لإنهم رائعين جدًا وينبغي أن يكونوا على طبيعتهم مهما قيل عنكم من قبل الآخرين.  

ترجمة: أ. شوق الزهراني – متدربة في قسم المحتوى – مركز التميز للتوحد
مراجعة: د. رفيف السدراني – رئيس قسم المحتوى و أ. احلام المسبحي – أخصائية محتوى وترجمة – مركز التميز للتوحد

إلى أي مدى كان هذا المصدر مفيد؟

متوسط التقييم 5 / 5. عدد المشاركات: 4

لقد قرأت

شارك هذه المقالة

أحدث المقالات


 خصم التميز

خصم 20 % لعملاء بنك الرياض على جميع الخدمات و الدورات

استخدم معرف البطاقة