يعد التوحد من الاضطرابات النمائية التي تؤثر على سلوك الطفل وتواصه وتفاعلاته الاجتماعية، ومن المعروف أن هناك عوامل عدة تساهم في زيادة احتمالية إصابة الأطفال بهذا الاضطراب. واحدة من هذه العوامل هي الولادة المبكرة. ففي دراسة أجرتها الدكتورة جيسيكا برادشو Dr. Jessica Bradshaw ، (أستاذ مشارك في جامعة ساوث كارولينا)، تم تسليط الضوء على العلاقة بين تنظيم الجهاز العصبي اللاإرادي لحديثي الولادة كمؤشر لأعراض التوحد في الأطفال الخدج. هذه الدراسة تفتح آفاقًا جديدة لفهم كيفية اكتشاف التوحد في وقت مبكر، خاصة لدى الأطفال الذين يولدون في فترات الحمل المبكرة.
نستعرضفيهذهالمقالةالنقاطالرئيسيةلهذهالدراسة:
- انتشارالتوحدفيمجموعةالأطفالالخدج أعلى من مجموعة الأطفال المولودين في الموعد الطبيعي. حوالي 7% من الأطفال الخدج يتم تشخيصهم بالتوحد، مقارنة بحوالي 1-2% من الأطفال المولودين في الموعد الطبيعي.
- احتماليةأكبرلتطويرالتوحدلدىالأطفالالخدج: الأطفال الذين يولدون قبل 28 أسبوعًا يُعتبرون “خدجًا جدًا”، في حين أن الأطفال الذين يولدون بين 28 إلى 32 أسبوعًا يُعتبرون “خدجًا”.
- استخداممقياسالسولكالعصبيلحديثيالولادة للكشف عن خطر إصابة الأطفال الخدج والخدج جدًا بالتوحد. القياسات والمؤشرات هي كالتالي:
- قياسردودالفعلالعصبيةالمبكرة: تساعد هذه القياسات في تحديد سلامة النظام العصبي.
- قياسنظامالجهازالحركي: مثل ما إذا كان الطفل يعاني من تصلب أو رخاوة العضلات أو ما إذا كانت هناك حركات مفاجئة متكررة وغيرها.
- القياساتالبيولوجيةالأخرى: مثل قياس معدل ضربات القلب ودرجة الحرارة لفهم كيفية استجابة الجسم للبيئة المحيطة.
كذلكمدةالحملووزنالولادة: ترتبط هذه العوامل أيضًا بخطر الإصابة بالتوحد. فالأطفال الذين لديهم مدة حمل أقل ووزن ولادة أقل يظهرون عادةً مزيدًا من الخصائص المرتبطة بالتوحد.هذهالقياساتالبيولوجية تُعد موضوعية أكثر من بعض التقييمات السلوكية والعصبية، لكنها تُكملها وتساعد في فهم العلاقة بين السلوك والبيولوجيا.
- مصطلح “العمرالمصحح“ يعني ببساطة عمر الطفل بناءً على تاريخ الولادة المتوقع بدلاً من تاريخ الولادة الفعلي. الأطفال الخُدج يولدون قبل الموعد المحدد للولادة، أي قبل 37 أسبوعًا. وعندما يحدث ذلك، فإن أنظمتهم البيولوجية والعصبية لم تكن جاهزة بعد لهذه البيئة القاسية خارج الرحم. قد لا تكون تطورات أدمغتهم جاهزة بعد، ولكن بالطبع، تطوير الدماغ هو عملية طبيعية ومكتسبة. على سبيل المثال، لديك طفلان بعمر ستة أشهر، أحدهما وُلِد في الأسبوع 32 والآخر وُلِد في الأسبوع 40. فبينما يملك كلا الطفلين ستة أشهر من الخبرة في العالم، فإن الطفل الذي وُلِد مبكرًا عاش شهرين من تلك الأشهر الستة في وقت كان دماغه ونظامه العصبي غير ناضجين بما فيه الكفاية للتعامل مع العالم. لذا فإن هذا الطفل على الأرجح كان في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة حيث تم تنظيم درجة حرارته وتنفسه، وهو ما يجعل أول شهرين من الحياة يبدوان مختلفين تمامًا مقارنةً بالطفل الذي وُلِد في الموعد المحدد.
- نصائحللوالدينعندإنجابطفلخديج:
- إبلاغ طبيب الأطفال بأن الطفل مولود قبل الموعد المحدد للولادة.
- الاطلاع على مصادر حول مراحل التطور الطبيعي للأطفال، بحيث يمكنهم بدء التدخلات المبكرة في أقرب وقت إذا كان هناك تأخر في قدرات ومهارات الطفل، حتى وإن كان طفيفًا.
- الاهتمام بالصحة النفسية وطلب الدعم عند الحاجة.
تشيرنتائجالدراسة إلى أن الكشف المبكر عن التوحد في الأطفال الخدج قد يكون ممكنًا باستخدام مؤشرات بيولوجية دقيقة، مثل قياسات ردود الفعل العصبية ونظام الحرارة في الجسم ومعدل ضربات القلب. من خلال هذه الأدوات، يمكن تحديد الأطفال المعرضين لخطر الإصابة بالتوحد في مرحلة مبكرة، مما يتيح الفرصة لتقديم التدخلات المناسبة في وقت مناسب. تبرز هذه الأبحاث أهمية توفير الدعم اللازم للأطفال الخدج وأسرهم، وتؤكد ضرورة الاهتمام بالصحة النفسية للأمهات والآباء وتوفير الموارد اللازمة لهم لمواجهة التحديات التي قد يواجهونها. مع التقدم في البحث العلمي، من المرجح أن تتاح تقنيات أكثر دقة لتشخيص التوحد ومساعدة الأطفال الخدج في الحصول على الدعم اللازم في مرحلة مبكرة من حياتهم.
للتسجيلفيخدمةالاستشاراتالنفسية (استشرنا) فيمركزالتميزللتوحدعلىالرابطالتالي (هنا)
المصادر:
Bradshaw, J., O’Reilly, C., Everhart, K.C. et al. Neonatal autonomic regulation as a predictor of autism symptoms in very preterm infants. J Perinatol (2024). https://doi.org/10.1038/s41372-024-01942-2
Alycia Halladay. (2024, May 6). What Happens to Premature Infants as they Get Older.What happens to premature infants as they get older? – ASF Weekly Science Podcasts
إعداد: د. رفيف السدراني – رئيس قسم المحتوى والتوعية في مركز التميز للتوحد
