العيش في عالم الأفراد ذوي النمو الطبيعي يسبب الإرهاق لذوي التوحد

العيش في عالم الأفراد ذوي النمو الطبيعي يسبب الإرهاق لذوي التوحد

تمت كتابة هذه المقتطفات من تشخيص البالغين من ذوي التوحد Adult Autism Diagnosis Tool Kit بقلم بريجيد جانكوسكي Brigid Rankowski و ليديا وايمين Lydia  Wayman (وهم داعمين للتوحد ومساهمين في منظمة Autism Speaks) 

العيش في عالم مُصمم لعقول الأفراد ذوي النمو الطبيعي يمكن أن يمثل بعض التحديات على من يعمل عقله بشكلٍ فريد ومختلف. ستجد نفسك تُعاني من أشياء سهلة على من حولك. مع مرور الوقت، قد يؤدي هذا إلى ما يشير إليه الكثير من البالغين من ذوي التوحد بــ “إرهاق التوحد” وهي حالة من الإرهاق العقلي الشديد واحيانًا الجسدي وفقدان المهارات اللازمة لإدارة الحياة اليومية.

تقول جيسيكا Jessica البالغة من العمر 25 عامًا التي تعمل في عمل مهني وهي من ذوي التوحد وأم لطفل من ذوي التوحد أيضًا “كنت أخفي سمات التوحد وأقوم بالكثير من أعمال خدمة العملاء. ومن ثم صرخ علي شخص وشعرت بأنني لا أقوى الكلام بعدها (كان هذا الموضوع متكرر لم أفهمه). أصبحت متعبة جدًا من المحاولة حتى أنني تركت وظيفتي وبقيت في غرفتي المظلمة لمدة أسبوع. لم أكن آكل إلا إذا كان الأكل جاهزًا، حتى ولو كنت جائعة”.

على الرغم من أن إرهاق التوحد ليس مصطلحا طبيًا أو تشخيصًا رسميًا،  إلا أنه تجربة شائعة وتمت مناقشتها بشكل واسع. خصوصًا لدى أولئك الذين تعلموا كيف يخفون سمات التوحد إلى حد أن احتياجاتهم للدعم لم يعد معترف بها.

يمكن أن يُعاني الأفراد ذوي النمو الطبيعي من الإحتراق الوظيفي أيضًا، وعادة تكون بسبب ضغوطات العمل الشديدة أو تقديم الرعاية لفترات طويلة. إرهاق التوحد مشابه له، لكن أسبابه وآثاره قد تبدو مختلفة.

في مرحلة معينة من الحياة قد يعاني أفراد ذوي التوحد من الإرهاق الوظيفي عندما يرتفع سقف التوقعات ويتطلب منهم مهارات جديدة وأكثر تعقيدًا لمواكبة الحياة. خصوصاً في الفترات الإنتقالية، مثل الحصول على وظيفة جديدة أو الانتقال من مرحلة الطفولة إلى مرحلة البلوغ المبكر.

قد يأتي الإرهاق الوظيفي بشكل تدريجي وبطيء مثل أن تشعر بالإرهاق  مع عدم وجود القدرة لإستعادة طاقتك الكاملة من جديد. حتى يمكن أن تؤثر هذه المشاعر تدريجيًا على حياتك داخل المنزل وفي العمل وحياتك الاجتماعية بطريقة لا تدرك ذلك لأنك غير قادر على رؤية الصورة الواضحة.

من المهم أن تُدرك بأن الإرهاق الوظيفي ليس فشلاً شخصيًا  لكنه نتيجة لمحاولتك في مواكبة المطالب التي تتطلب الكثير من الطاقة والتي لا يمكن تحملها لفترات طويلة من الزمن.

قد يبدو إرهاق التوحد كتالي:
  • صعوبة في مهارات التحدث و اللغة والمهام الوظيفية التنفيذية والتنظيم الذاتي.
  • زيادة المشاكل الحسية أو الحاجة لمزيد من المدخلات الحسية.
  • زيادة مشاكل الصحة النفسية مثل القلق والاكتئاب.
  • الانسحاب من الأنشطة أو العلاقات الإجتماعية.
  • صعوبة في أداء المهام التنفيذية، مثل إكمال المهام أو اتخاذ القرارات والزيادة في السلوكيات المتكررة مثل سلوك التحفيز الذاتي.
  • صعوبة في القيام بأنشطة الحياة اليومية، مثل الطبخ أو التنظيف أو النظافة الشخصية.
  • زيادة في الانهيارات المتكررة
  • زيادة في النوم أو صعوبات في النوم
  • قضاء وقت بمفردك أكثر من المعتاد
لمنع إرهاق التوحد أو التعافي منه يجب الحد من المتطلبات وزيادة الدعم. وقد يستغرق الأمر وقتاً من التجربة والخطأ للعثور على إستراتيجية مناسبة لك. 
فيما يلي بعض الاستراتيجيات:
  • إذا كنت تشعر بالإرهاق من التفاعل الإجتماعي في العمل، فـ يمكنك أن تقضي استراحة الغداء بمفردك بدلًا من الاختلاط بالآخرين.
  • إذا كنت تعاني من مشكلة حسية في الأماكن المزدحمة المغلقة، قم بمهامك خارج عملك خلال ساعات الراحة أو البس سدادات الأذن.
  • إذا كنت تعاني من متطلبات المهام الوظيفية مثل الالتزام بالمواعيد أو إدارة الشؤون المالية، فيمكنك استخدام مخطط مرئي أو قائمة لمساعدتك على التتبع.
  • إذا كنت تعاني من أعراض الاكتئاب أو القلق، ففكر في زيارة طبيب الصحة النفسية. ابحث عن معالج على دراية بالتوحد لدى البالغين.
  • إذا كنت شخصًا غالبًا ما يخفي سمات التوحد، ففكر في مع من أو أين تكون مرتاحًا بما يكفي لتكون على طبيعتك. كما أن عدم اجبار نفسك على التواصل البصري أو عدم فعل حركات التهدئة الذاتية التكرارية التي تقلل من الإرهاق.

ترجمة:  أ. شوق الزهراني – متدربة في قسم المحتوى – مركز التميز للتوحد
مراجعة:  د. رفيف السدراني – رئيس قسم المحتوى – مركز التميز للتوحد و أ. احلام المسبحي – أخصائي محتوى وترجمة – مركز التميز للتوحد

إلى أي مدى كان هذا المصدر مفيد؟

متوسط التقييم 5 / 5. عدد المشاركات: 3

لقد قرأت

شارك هذه المقالة

أحدث المقالات


 خصم التميز

خصم 20 % لعملاء بنك الرياض على جميع الخدمات و الدورات

استخدم معرف البطاقة