نساء ذوي التوحد والتوتر 

نساء ذوي التوحد والتوتر 

يُعاني جميع الأفراد من القلق والتوتر في بعض مراحل الحياة لكن غالباً ما يكون لمدة قصيرة، ويُعتبر القلق بالنسبة للكثير من الأفراد المشخصين باضطراب طيف التوحد طريقة عيش طبيعية في هذه الحياة، كثير من الإناث بعد تشخيصهم باضطراب طيف التوحد يبدون بالتعلم أكثر عن حالتهم، ومن الممكن أن يزداد التوتر والقلق لدى الإناث المشخصات باضطراب طيف التوحد عند إخفائهم سمات التوحد عندما يبدأ الفرد بإخفاء التوحد وإبقاء ما بداخله سرًا عن الآخرين. 

 اكتشف الباحثون في السنوات القليلة الماضية بأن الإناث فقط من كانوا يخفون سمات التوحد، لهذا السبب يتم تشخيص الرجال باضطراب طيف التوحد أربعة أضعاف أكثر من الإناث لأن الإناث يستطعن إخفاء أعراض التوحد جيداً، وهناك أيضًا بعض الذكور الذين يخفون سمات التوحد لكن ليس بعدد الإناث الذين يفعن ذلك. إخفاء سمات التوحد ممكن أن يساعد على تكوين الصداقات وإيجاد الوظيفة والحياة الاجتماعية وكل هذا له تأثير.  

يمكن أن يؤثر التوتر والقلق على الجهاز العصبي المركزي والقلب والأوعية الدموية والجهاز الهضمي وعملية الإخراج والمناعة والجهاز التنفسي والتسبب في الكثير من المشاكل مثل الصُداع المزمن أو اضطرابات النوم أو الشد العضلي. وممكن أن يرفع احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية، أو السكتات الدماغية، أو حرقة المعدة، أو داء السكري، أو ارتفاع ضغط الدم، أو آلام المعدة المزمنة. ومن الممكن أن يتجلى التوتر أيضًا بطرق نفسية، مثل صعوبة التركيز وفقدان الصبر بسهولة والتفكير المستمر بشأن مُشكلة واحدة وتخيل أسوأ النتائج والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD). كما تُلاحظون فأن التوتر والقلق مشكلة صحية خطيرة على الإناث من ذوي التوحد. 

إخفاء أعراض التوحد يتطلب جهدًا مستمرًا ومتقنًا للغاية، يقول كاجسا إغليستروم Kajsa Igelström الأستاذ المساعد في علم الأعصاب في جامعة Linköping في السويد “غالبًا ما يكون إخفاء سمات التوحد مثل المعركة البائسة وأحيانا تكون لا شعورياً من اجل النجاة”، اضاف ايضاً نقطة مهمة “أعتقد بأن إخفاء السمات غالبًا ما يتطور كاستراتيجية تكيف طبيعية للعيش في الواقع” و “مهم جداً للعديد من النساء معرفة أنه لن يتم تشخيصهم بشكل صحيح إلا بعد الاعتراف بسماتهم وتقبلها حتى يتسنى لهم معرفة هويتهم.” 

يسبب إخفاء سمات التوحد إرهاق جسدي وقلق شديد يؤثر سلبًا على صحة الفرد، كما أن التوتر والقلق موجودان دائمًا ونحن بحاجة إلى وسيلة أفضل لتحسين صحتنا النفسية ولأن كل فرد يختلف عن الآخر، ليس هناك حل واحد لتقليل التوتر والقلق، قد يكمن الحل في معرفة ما يثير اهتمامك وما الذي نجح معك في الماضي والتفكير في أشياء جديدة لتجربتها. 

ابدأ في التفكير فيما قد يزيد من مشاعر التوتر والقلق لديك، وقد يفيدك تدوينها في دفتر يوميات عندما تشعر بالتوتر والقلق فأن تدوين تلك المواقف يمكن أن يساعدك على رؤيتها بوضوح أكثر لاحقًا ويمكنك اكتشاف الأشياء التي تجعلك تشعر بالتوتر، كما أن القراءة أكثر عن الوسائل التي استخدمها الإناث من ذوي التوحد للتعامل مع التوتر والقلق يساعد على إيجاد نصائح رائعة معرفة أن هناك من يشعر بنفس ما تشعر به يعزز شعور أنك لست وحدك من يعاني. 

فكر بالقيام فيما يُسعدك ويجعلك تشعر بالراحة مثل هواية أو رياضة أو نشاط معين يسمح لك بالتركيز ويُخلصك من التوتر والقلق، بالنسبة للبعض يعتبر قضاء الوقت مع حيوان أليف يشعرهم بالراحة والأمان، وآخرين يروا أن النشاط البدني مثل المشي يخفف التوتر. 

خصص وقتًا كل يوم للقيام بشيء يشعرك بالراحة والهدوء ثلاثين دقيقة كفيلة من اجل صحتك النفسية والجسدية وذلك بغض النظر عن مدى انشغالك في اليوم أو متطلبات العمل أو وقت العائلة فأنت لا تزال مدين لنفسك بالاهتمام بها وفي المقابل تخصيص وقتًا للانخراط في نشاط لن يفيدك انت فقط، بل سيفيد كل من حولك. 

ترجمة:  أ. شوق الزهراني – متدربة في قسم المحتوى – مركز التميز للتوحد
مراجعة:  د. رفيف السدراني – رئيس قسم المحتوى – مركز التميز للتوحد و أ. احلام المسبحي – أخصائي محتوى وترجمة – مركز التميز للتوحد

إلى أي مدى كان هذا المصدر مفيد؟

متوسط التقييم 3.7 / 5. عدد المشاركات: 3

لقد قرأت

شارك هذه المقالة

أحدث المقالات


 خصم التميز

خصم 20 % لعملاء بنك الرياض على جميع الخدمات و الدورات

استخدم معرف البطاقة