النمذجة (Modeling) – سلسلة التدخلات المثبتة علمياً

النمذجة (Modeling) – سلسلة التدخلات المثبتة علمياً

في مجال تحليل السلوك التطبيقي (ABA)، يعتمد الأخصائيون على مجموعة متنوعة من الأساليب التعليمية لمساعدة الأفراد من ذوي اضطراب طيف التوحد على اكتساب المهارات الجديدة، ومن أبرز هذه الأساليب “النمذجة”. تُعد النمذجة أداة فعّالة لتعليم السلوكيات الإيجابية من خلال الملاحظة والتقليد، وهي مبنية على أسس علمية راسخة في علم النفس.

ما هو أسلوب النمذجة؟

يقوم الأخصائي بعرض مثال بصري أو لفظي لسلوك مرغوب فيه، ليتمكن الطفل من ملاحظته وتقليده. وتمنح هذه الطريقة الطفل نموذجًا واضحًا ومحددًا ليكرره.

تعتمد النمذجة على نظرية التعلم الاجتماعي للعالم النفسي ألبرت باندورا (Albert Bandura)، والتي تفترض أن التعلم يحدث من خلال الملاحظة والتقليد. وتشير النظرية إلى أن عوامل مثل الدافع، والمواقف، والمشاعر، والانتباه تلعب دورًا كبيرًا في فعالية هذه العملية التعليمية.

كيف يتم تطبيق أسلوب النمذجة؟

أولًا، يتم إجراء تقييم شامل للطفل، يشمل نقاط القوة والأهداف والتحديات، ثم تبدأ خطة العلاج.
على سبيل المثال، إذا أراد الأخصائي تعليم طفل من ذوي التوحد كيفية مصافحة الآخرين، ستكون “المهارة المستهدفة” هي مصافحة اليد.

خطوات التخطيط للنمذجة:

  • تقييم مدى جاهزية الطفل (بدنيًا، لغويًا، معرفيًا) لتقليد السلوك.
  • اختيار نموذج مناسب (طفل آخر، أو فيديو تعليمي).
  • التدريب على المهارة المستهدفة.
  • تحديد إذا ما كانت هناك حاجة لاستخدام محفزات أو إشارات أثناء الجلسة.

تطبيق النمذجة:

  • كمحفز: يُشجّع الطفل على مشاهدة النموذج يؤدي المهارة.
  • كمُوجّه: يُطلب من الطفل تقليد السلوك مباشرة.
  • بعد التنفيذ، يُقدَّم التعزيز الإيجابي أو السلبي حسب مدى نجاح التقليد.

تقييم فعالية النمذجة:

يتم جمع البيانات لتقييم مدى تطور الطفل في المهارة المستهدفة. وإذا لم يحدث تقدم، يُعاد النظر في:

  • مدى وضوح المهارة المستهدفة وقابليتها للقياس.
  • امتلاك الطفل للمهارات الأساسية.
  • الوقت المخصص والاتساق في التطبيق.
  • مدى فعالية التعزيز والتحفيز المستخدم.

أنواع النمذجة:

1. النمذجة البصرية

تُظهر المهارة المستهدفة بشكل حيّ أو من خلال الفيديو أو الصور، ما يسهل فهمها وتنفيذها.

2. نمذجة الفيديو

تُستخدم مقاطع فيديو تعليمية لعرض السلوكيات، وهي فعالة في تعليم المهارات الاجتماعية والوظيفية.

3. الصور والرسوم البيانية

مثل “لوحات المهام” التي تُستخدم لتوضيح خطوات أداء مهمة (مثل استخدام المرحاض أو غسل اليدين).

4. الوسائل البصرية والإشارات اللفظية

يمكن دمج التعليمات اللفظية مع الرسوم التوضيحية لتعزيز التعلم، خاصة في مهارات الحياة اليومية.

فوائد أسلوب النمذجة:

  • تحسين الفهم: تُظهر السلوك المطلوب بشكل عملي، ما يساعد الطفل على معرفة ما هو متوقّع.
  • زيادة الانتباه: الوسائط البصرية تجذب انتباه الأطفال أكثر من التوجيهات الكلامية.
  • تبسيط السلوكيات المعقدة: تُستخدم النمذجة ضمن تحليل المهام لتقسيم الأنشطة لخطوات بسيطة.
  • دعم الأطفال ذوي التأخر اللغوي: تُسهم في التعليم دون الاعتماد على الفهم اللغوي الكامل.
  • تعزيز التقليد والمهارات الاجتماعية: تُساعد في تعليم مهارات مثل التحية والتواصل البصري.
  • مرونة التطبيق: يمكن استخدامها في البيئات الطبيعية أو الصفوف الدراسية أو الأماكن العامة.

يُعتبر أسلوب النمذجة من الأساليب التعليمية الجوهرية في تحليل السلوك التطبيقي، حيث يُمكّن الأطفال من ذوي التوحد من تعلّم مهارات جديدة بطريقة عملية وتفاعلية. من خلال الملاحظة والتكرار، يُمكن تعزيز الفهم، وتطوير المهارات الاجتماعية، وتمكين الطفل من أداء سلوكياته اليومية بثقة واستقلالية أكبر.

لتسجيل ابنك أو ابنتك في خدمات تحليل السلوك التطبيقي في مركز التميز للتوحد على الرابط التالي (هنا)   

المصدر:   

Heartlinks. (n.d.). Modeling in ABA therapy. https://heartlinksaba.com/modeling-in-aba-therapy/#one 

ترجمة: د. رفيف السدراني – رئيس قسم المحتوى والتوعية في مركز التميز للتوحد 

إلى أي مدى كان هذا المصدر مفيد؟

متوسط التقييم 0 / 5. عدد المشاركات: 0

لقد قرأت

شارك هذه المقالة

أحدث المقالات

خصم التميز

خصم 20 % لعملاء بنك الرياض

 


استخدم كود معرف العميل