تُشير النتائج الأخيرة بأن برامج التدخل السلوكي المكثف المبكر (EIBI) يعد حلاً واعدًا لتحسين النتائج اللغوية لدى الأطفال ذوي التوحد.
تستخدم برامج التدخل السلوكي المكثف المبكر مبادئ تحليل السلوك التطبيقي (ABA) لتطوير استراتيجيات التدخل الخاصة لمعالجة التحديات المتنوعة التي يواجهها أفراد اضطراب طيف التوحد.
غالبًا ما يُظهر لدى الأطفال من ذوي التوحد تحديات في الكلام والمهارات الاجتماعية التي من شأنها أن تجعل التعلم والتواصل مع الآخرين أمرًا صعبًا، وقد أظهرت الدراسات السابقة أن الاستخدام قصير المدى لبرامج التدخل السلوكي المكثف المبكر يحسن من الأداء في اختبارات اللغة، ولكن لا توجد دراسة كشفت ما إذا كانت هذه التأثيرات على اللغة مستمرة مع مرور الوقت.
قال توماس فرايزر Thomas W. Frazier (الحاصل على الدكتوراه وكبير مسؤولي العلوم في منظمة التوحد يتحدث Autism Speaks) “كان الهدف من دراستنا معرفة مدى تأثير برامج التدخل السلوكي المكثف المبكر طويل المدى على نتائج اللغة.”، وذكر أيضًا “أن الفهم الأفضل لكيفية تأثير برامج التدخل السلوكي المكثف المبكر على تطور اللغة لدى ذوي التوحد يساعدنا في النهاية بتوفير رعاية أفضل.”
قام فرايزر Frazier وزملاؤه بجمع نتائج الاختبارات اللغوية من 131 طفلاً تم تشخيصهم بالتوحد عندما انضموا إلى برنامج التدخل السلوكي المكثف المبكر طويل المدى وبعد 6 و12 و18 و24 و36 شهرًا إلى وقت انتهائهم من البرنامج.
أظهر الأطفال الذين تلقوا علاج التدخل السلوكي المكثف المبكر تحسن كبير في اللغة مقارنة مع أولئك الذين لم يتلقوا علاج التدخل السلوكي المكثف المبكر، ووجدوا الباحثين أنه كلما كان الطفل أصغر سنًا وقت تلقي علاج التدخل السلوكي المكثف المبكر أصبحت المهارات اللغوية أفضل عندما يكبر، لذا تم ربط التدخل العلاجي مع الأطفال الأصغر سنًا بالنجاح التعليمي الأفضل.
ووجد الباحثين أنه كلما كانت أعراض التوحد لدى الطفل أقل حدة كان تحسن اللغة أفضل خلال فترة العلاج، اقترحت هذه الدراسة أن برامج التدخل السلوكي المكثف المبكر قد تكون أكثر فعالية في بعض مجموعات التوحد الفرعية عن غيرها، مثل أولئك الذين لديهم توحد بسيط وأولئك الذين يتطورون سريعًا في اللغة في وقت مبكر من برنامج التدخل.
قال الدكتور فرايزر Frazier: “إن تحديد مسارات اللغة لمجموعات التوحد الفرعية المتنوعة يمكن أن يساعدنا بضبط التدخلات لتقديم رعاية خاصة أكثر،” وذكر أيضًا “سيكون من المهم دراسة النتائج طويلة المدى لبرامج التدخل السلوكي المكثف المبكر ودراسة التطور في القدرة المعرفية والمهارات الاجتماعية والنجاح في المدرسة.”
وبشكل عام تدعم هذه النتائج استخدام برامج التدخل السلوكي المكثف المبكر كعلاج فعال للنجاح اللغوي على المدى الطويل لدى الأطفال ذوي التوحد.
ترجمة: أ. شوق الزهراني – متدربة في قسم المحتوى – مركز التميز للتوحد
مراجعة: د. رفيف السدراني – رئيس قسم المحتوى و أ. احلام المسبحي – أخصائية محتوى وترجمة – مركز التميز للتوحد
