تهيئة طفلك للانتقال الناجح للمدرسة

تهيئة طفلك للانتقال الناجح للمدرسة

الانتقال هو فترة التحول من وضع إلى آخر، وهو جزء من الحياة في المنزل والمدرسة والمجتمع. كما يتضمن الانتقال توقف نشاط لبدء نشاط آخر أو الانتقال من مكان إلى مكان آخر. وتتعدد أشكال الانتقالات مثل الانتقال من ممارسة الرياضة إلى الاستحمام أو الانتقال من مقاعد الدراسة إلى ميدان العمل.

والجدير بالذكر مواجهة الأفراد من ذوي اضطراب طيف التوحد صعوبة في الانتقالات بأشكالها سواء كانت روتينية مثل الانتقال من اللعب في الملعب إلى الرجوع للفصل الدراسي أو مصيرية مثل الانتقال للعيش في مدينة أخرى. وذلك لعدم قدرتهم على التنبؤ بالتغييرات المصحوبة.

كما يشكل الانتقال إلى المدرسة تحديات بالنسبة لبعض الأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد، لأنه يتضمن تغيير للبيئة وتغيير للأشخاص المألوفين وزيادة في المتطلبات المختلفة.  فقد يكون اليوم الأول للطفل في المدرسة من أجمل وأروع الأيام ليس فقط للطفل بل لوالديه أيضا، وقد يكون على النقيض من ذلك تماما، حيث تبدأ معركة يومية من البكاء والهروب.

وهناك العديد من الخطوات التي تهيئ الأفراد من ذوي اضطراب طيف التوحد على الانتقال بشكل أكثر سهولة ووضوح. حيث تنقسم هذه الخطوات إلى خطوات ما قبل انتقال الطفل إلى المدرسة، وخطوات أثناء وبعد الانتقال إلى المدرسة.

نصائح لتهيئة الطفل قبل الإنتقال إلى المدرسة:

1.التحدث مع الطفل حول ما يمكن أن يحدث:

يمكنك التحدث مع طفلك حول ما يمكن توقع حدوثه قبل دخول المدرسة وأثناء دخول المدرسة وعند دخول المدرسة مثل: من الذي سوف يقابلهم. يساعد على تقليل مستوى القلق لدى الطفل.

2.عرض التقويم الدراسي للطفل: 

يشعر بعض الأطفال بالقلق حول موعد البدء، من الممكن شطب الأيام المتبقية للبدء من التقويم ليساعد الطفل على فهم الوقت المتبقي للبدء بالعام الدراسي.

 3. وضع روتين صباحي وممارسته قبل البدء بالعام الدراسي:  

البدء في إيقاظ الطفل مبكرا حتى يتأقلم مع وقت الاستيقاظ عند بدء العام الدراسي، . قم ببعض الأنشطة التي من الممكن ممارستها قبل المغادرة إلى المدرسة ليتأقلم على تأديتها قبل بدء العام الدراسي. إذا كان الطفل يستجيب بشكل جيد للجداول الزمنية المرئية، فمن الممكن وضع جدول يوضح روتين الطفل اليومي من الاستيقاظ حتى ارتداء الملابس وحتى ركوب الحافلة.

 4. القيام بجولة في المدرسة:  

من الممكن الاتفاق مع الشخص المسؤول عن الحالة في المدرسة، وترتيب موعد لقدوم الطفل لرؤية المباني والأماكن التي من المتوقع أن الطفل سوف يستخدمها مستقبلا، مثل: الفصل، الكافتيريا، صالة الرياضة، الملعب، وأي غرفة قد يقضي فيها الطفل وقتا عند بدء العام الدراسي. من الممكن التقاط صور للمكان ودمجها في قصة اجتماعية للطفل ومراجعتها مع الطفل قبل البدء بالعام الدراسي. القصة الاجتماعية هي كتاب يقوم أحد الوالدين أو القائم بالرعاية بإنشائه ليشرح بالتفصيل المكتوب أو المصور ما الذي قد يفعله الطفل أو ينبغي أن نتوقع حدوثه مستقبلا.

5. إجراءات الطوارئ:

يعاني بعض الأطفال من صعوبة في سماع الأصوات العالية وكسر الروتين، أشرح للمسؤول عن الحالة ما الذي ممكن أن يفعله الطفل عند تعرضه لتغيير في الروتين أو سماع أصوات عالية وما الذي يجب فعله عند حدوث أي أمر طارئ.   

6. مقابلة المعلم قبل بدء المدرسة:

إن كان مُمكنًا أن يتم مُقابلة مُعلم طفلك واصطحاب طفلك لمُقابلته أو التقاط صورة للمُعلم إن كان مسموحًا بذلك وعليك إضافتها إلى قصتك الاجتماعية.

7. كاتبة تقرير عن طفلك:

من المُهم كتابة تقرير من صفحة إلى صفحتين عن طفلك ومشاركة هذا الخطاب مع جميع العاملين مع طفلك ويشمل على كلًا من نقاط القوة والاحتياج، المشاكل الحسية، الحمية الغذائية والمعززات.

نصائح لتهيئة الطفل أثناء وبعد الإنتقال:

  لمساعدة الطفل أثناء مرحلة الانتقال يتطلب تعاون أولياء الأمور مع مقدمي الرعاية في المدرسة وحضور اجتماعات لمتابعة حالة الطفل أثناء هذه المرحلة.

ولخلق بيئة داعمة ونظام تعليمي موحد للطفل يتم عمل ولي الأمر مع المعلم الخاص بالطفل والحرص على طلب حضور الجلسات التعليمية على مدار فترات مختلفة واتباع طريقة التعليم المماثلة في المنزل واتباع العادات والسلوكيات الروتينية المتوقعة في بيئة المدرسة مثل الاستماع بانتباه والانتظار.

كذلك تعتبر القصص الاجتماعية مهمة بالنسبة للطفل من ذوي اضطراب طيف التوحد حيث أنها تساعده على تقليل التوتر عند دخوله إلى مدرسة جديدة , و يمكن من خلالها إنشاء جدول يومي لتهيئة الطفل أثناء ذهابه إلى المدرسة و يتضمن الجدول كيف سيذهب و يعود إلى المنزل و من سيصحبه بشكل يومي و عدد ساعات العمل و وقت الوجبة و يفضل أن يتكون الجدول من صور تتضمن الأنشطة المدرسية على مدار اليوم , يتم الحرص على تشجيع الطفل للبدء بالمحادثات من خلال التعريف بنفسه و التفاعل مع مبادرات الآخرين حيث يخلق ذلك بيئة دافئة و مرحبة بالنسبة للطفل.

التغيير ليس سهلاً أبدًا خاصة بالنسبة للأفراد من ذوي اضطراب طيف التوحد. ومع ذلك، مع الصبر والخطوات التدريجية المنهجية في الاتجاه الصحيح، يمكن أن يصبح التغيير في البيئة أو الروتين أقل صعوبة وإرهاقًا لطفلك المصاب باضطراب طيف التوحد.

المراجع

https://www.autismspeaks.org/blog/back-school-17-tips-help-autistic-kids

https://www.healisautism.com/post/prepare-child-autism-mainstream-school

كتابة: : أ. دلال الدوسري، أ.العنود العبد الواحد، أ.أريج الهذلان، أ.نوف الشبنات، أ. مها الثنيان، أ.هيا المضحي، أ.شوق القحطاني، أ.أروى السنيفي – أخصائيين تحليل سلوك تطبيقي – مركز التميز للتوحد 
مراجعة: أ.ملاك العنزي – مشرف في قسم تحليل السلوك التطبيقي – مركز التميز للتوحد  

إلى أي مدى كان هذا المصدر مفيد؟

متوسط التقييم 5 / 5. عدد المشاركات: 3

لقد قرأت

شارك هذه المقالة

أحدث المقالات