ثلاث نصائح ذهبية للتعامل مع التوحد: من الطفولة إلى المراهقة 

ثلاث نصائح ذهبية للتعامل مع التوحد: من الطفولة إلى المراهقة 

في هذه المقالة، تشاركنا الدكتورة ماري باربيرا Dr. Mary Barbera، الحاصلة على دكتوراه في تحليل السلوك التطبيقي ووالدة لطفل من ذوي التوحد، خلاصة تجربتها الممتدة لأكثر من عقدين. وتقدم ثلاث نصائح عملية تعتبرها مفتاحًا أساسيًا لكل من يعمل أو يتعامل مع الأطفال من ذوي التوحد. هذه النصائح، المستمدة من تجارب واقعية، تُبرز أهمية الفهم الشامل، والتفاعل الإيجابي، والعمل بروح الفريق في دعم الطفل وتمكينه.  

تربية طفل من ذوي التوحد  ربما تكون جديدًا في هذه الرحلة مع التوحد، أو ربما، مثلي، قد كنت تربي طفلًا مصابًا بالتوحد لسنوات عديدة. نصائحي الثلاث الأهم حول التوحد ليست موجهة فقط للمختصين، بل لك أيضًا! كأم/أب لطفل مصاب بالتوحد، أعلم مدى أهمية دور الأهل في تطور أطفالهم، وكذلك أهمية الصحة النفسية للأهل خلال دعم أطفالهم. 

تربية طفل مصاب بالتوحد تنطوي على تحديات فريدة، لكن هناك العديد من الاستراتيجيات الفعالة التي تساعد طفلك ونفسك. ركّز على الإيجابيات، وكافئ السلوك الحسن بمديح محدد، واحرص على الثبات في الروتين، لأن الأطفال المصابين بالتوحد يتطورون في بيئة منظمة. اجعل وقت اللعب والتواصل جزءًا من يومهم لتطوير العلاقة بينكم، وعرّض طفلك للأنشطة اليومية لمساعدته على التكيف. الدعم أساسي، فابنِ مجموعة من الأهل والأصدقاء والمختصين الذين يفهمون احتياجات طفلك، وفكر في الاستعانة بأحد يهتم بطفلك لمدة مؤقتة لتأخذ فترات راحة لنفسك. وأخيرًا، اعتنِ بنفسك من خلال إدارة التوتر، والحصول على قسط كافٍ من النوم، وممارسة الرياضة، والحفاظ على التوازن في حياتك لتبقى قويًا وصحيًا. 

والآن لنبدأ بنصائحي الثلاث الأهم في رحلتك كمقدم رعاية أو مختص: 

1. كيف تساعد طفلًا مصابًا بالتوحد ابدأ بالتقييم:  

أول نصيحة لي هي: ابدأ دائمًا بتقييم شامل. هذا ضروري لفهم الصورة الكاملة لنقاط قوة الطفل وتحدياته، وليس فقط التركيز على سلوك معين أو مشكلة واحدة. من خلال النظرة الشاملة، يمكننا تحديد الأولويات ووضع خطة لمساعدة الطفل بفعالية. 

نصائحي للتقييم: 

  • ابدأ بتقييم شامل: يمنحك نظرة شاملة على تطور الطفل. 
  • استخدم أداة BECA: أداة تقييم رقمية مجانية تقيس مجالات مثل اللغة، والرعاية الذاتية، والسلوكيات. تستغرق 10 دقائق فقط! 
  • قيّم الطفل ككل: لا تركز فقط على مشكلة واحدة مثل العدوانية أو التدريب على الحمام، فغالبًا ما تكون هناك مهارات مفقودة. 
  • خطط بناءً على التقييم: لا فائدة من التقييم دون وضع أهداف قابلة للتنفيذ. 
  • تعاون مع المختصين: اطلب مساعدتهم في تفسير النتائج ووضع الخطوات التالية. 

2. حل المشكلات السلوكية: 

السؤال الأكثر شيوعًا الذي أتلقاه هو: “كيف أوقف طفلي عن…” (الضرب، العض، البكاء، الهروب…). نصيحتي الثانية: 

ركز على الوقاية بدلاً من رد الفعل: بدلًا من انتظار حدوث المشكلة والرد عليها، من الأفضل العمل على منع حدوثها. لمنع السلوك، يجب أن نُعلّم الطفل مهارة بديلة يمكنه استخدامها في نفس المواقف التي يلجأ فيها للسلوك السلبي. 

نصائح للحد من السلوكيات السلبية: 

  • استخدم التعزيز الإيجابي: كافئ السلوك الجيد بشكل ثابت. 
  • هيئ البيئة لتجنب المشاكل: لاحظ المثيرات المسببة للسلوك وفكر كيف تدعم الطفل. 
  • ركز على التعليم الإيجابي: خصص 95٪ من وقتك لتعليم المهارات. 
  • 8 إيجابيات مقابل كل سلبية: إن قلت “توقف عن القفز”، قل بعدها 8 عبارات إيجابية! 
  • كن استباقيًا: خطط للمواقف الصعبة مثل مغادرة الحديقة بإحضار ما يُسعد الطفل (وجبة خفيفة، فقاعات، أغنية مفضلة…). 

3. التعاون بين الأهل والمختصين: 

النصيحة الثالثة هي: يجب أن يعمل الأهل والمختصون معًا لتحقيق أهداف الطفل. 

كثيرًا ما أرى مختصين يخططون دون إشراك الأهل، أو أهل يتركون كل شيء للمختصين. الحقيقة: لا يمكن لأحد أن ينجح وحده. العمل الجماعي هو الطريق لتحقيق التقدم. 

نصائح للتعاون: 

  • اشرك الجميع: الزوج/ة، الأقارب، مقدمو الرعاية… اجعلوا الاجتماع الشهري عادة! 
  • تعاون مع المختصين: احرص على توحيد الاستراتيجيات، وقلل من استخدام المصطلحات المعقدة. 
  • تواصل دائم: استخدم البريد الإلكتروني أو الملاحظات أو الاجتماعات الدورية. 
  • قدم التدريب عند الحاجة: ساعد مقدمي الرعاية على فهم ما يحتاجه طفلك في المدرسة أو البيت. 
  • كن مرنًا: كل عضو في الفريق يجب أن يكون مستعدًا لتغيير طريقته حسب تطور احتياجات الطفل. 

إن رحلة تربية طفل من ذوي التوحد قد تكون مليئة بالتحديات، لكنها أيضًا مليئة بالفرص للنمو والتعلّم والتواصل العميق. من خلال هذه المقالة، قدّمت لنا الدكتورة ماري باربيرا خلاصة تجربتها المزدوجة كأم ومختصة، عبر ثلاث ركائز أساسية يمكن أن تُحدث فرقًا حقيقيًا في حياة الأطفال من ذوي التوحد ومحيطهم. التقييم الشامل، والوقاية من السلوكيات السلبية عبر بيئة إيجابية، والتعاون الوثيق بين الأهل والمختصين، ليست مجرد خطوات نظرية، بل أدوات عملية تساعدنا على بناء مسارات دعم فعّالة ومستدامة.تذكّر دائمًا: لست وحدك في هذه الرحلة. ابحث عن الدعم، تواصل مع من يشاركونك التجربة، وكن دائمًا على استعداد للتعلّم والتكيّف من أجل مصلحة طفلك ومن تحب. فبالتفهم والعمل الجماعي، نصنع الفرق. 

لتسجيل ابنك أو ابنتك في خدمات التقييم في مركز التميز للتوحد على الرابط التالي (هنا)   

المصدر 

Barbera, M. (n.d.). Top 3 Pieces of Autism Advice. Mary Barbera. https://marybarbera.com/3-pieces-autism-advice/ 

ترجمة: د. رفيف السدراني – رئيس قسم المحتوى والتوعية في مركز التميز للتوحد 

إلى أي مدى كان هذا المصدر مفيد؟

متوسط التقييم 0 / 5. عدد المشاركات: 0

لقد قرأت

شارك هذه المقالة

أحدث المقالات

خصم التميز

خصم 20 % لعملاء بنك الرياض

 


استخدم كود معرف العميل