دراسة جديدة تسلط الضوء على تأثير تراجع اللغة على مهارات التواصل في المستقبل

دراسة جديدة تسلط الضوء على تأثير تراجع اللغة على مهارات التواصل في المستقبل

وجدت دراسة جديدة نشرت في مجلة علم نفس الطفل والطب النفسي أن التراجع اللغوي في سن الطفولة المبكرة لا يعني بالضرورة عدم قدرة الفرد على التواصل بشكل جيد في وقت لاحق بالحياة. 

تختلف المهارات اللغوية بشكل كبير لدى الأطفال من ذوي التوحد، هناك الكثير من أطفال ذوي التوحد الذين يتطورون ويتحدثون بطلاقة، بينما يوجد آخرين يعانون من تأخر لغوي، وآخرين ايضاً لم يكتسبوا اللغة إطلاقاً.  

حلل الباحثون بيانات 421 طفل من ذوي التوحد في كندا ممن شاركت أسرهم في دراسة  “Pathways in ASD” بدعم جزئي من منظمة Autism Speaks. قدم الوالدين ملاحاظاتهم حول تطور الطفل التي تشمل الجوانب المعرفية والاجتماعية والعاطفية في مراحل حياة الطفل من سن التشخيص (2-5) إلى سن (10 – 11) .

ومن بين 408 طفل من الذين تم تحليل بياناتهم، تم الإبلاغ عن 22% بأن لديهم تراجع لغوي، كما أنه بمتوسط عمر 18 شهر يتم فقدان اللغة. وبشكل عام الأطفال الصغار الذين يعانون من تراجع لغوي لديهم مهارات تواصل تعبيري أقل، كما أن القدرة على استخدام اللغة اصعب، ويعانون من انخفاض في مهارات التواصل الاستقبالية، وقدرة أقل في فهم اللغة، وتقل المهارات الحركية الدقيقة والأداء المعرفي. 

وعلى الرغم من ذلك  فإن الأطفال الذين لديهم تراجع لغوي يتعلمون المشي قبل شهر من أولئك الذين ليس لديهم تراجع لغوي، كما ينطقون أول كلمة لهم بشكل مبكر مقارنة مع الذين ليس لديهم تراجع لغوي، أي يسبقونهم بسنة. إلا أن كلتا المجموعتين حققت مهارة التحدث في نفس المدة، لكن مجموعة التأخر  اللغوي لديهم تأخر في كل من مهارات التواصل التعبيرية والاستقبالية لمدة ثلاثة أشهر . 

يؤثر التأخر اللغوي على القدرات اللغوية في مرحلة المراهقة لكنه تأثير ضئيل جداً. وبحلول سن 11 سنة ما يقارب 6% من الأطفال ممن يعانون من تأخر لغوي وممن لا يعانون من ذلك طوروا مهارات التواصل التعبيري أعلى من المتوسط. وبالمثل 19% من الذين يعانون من تأخر لغوي و 13% ممن لا يعانون من ذلك لم يطوروا من مهارات التواصل الاستقبالية.

ومن أجل فهم العوامل التي تؤثر على التأخر اللغوي ومخرجات التواصل قام الباحثون بفحص العلاقة ما بينهم من الجانب الاجتماعي والديموغرافي الذي يشمل (الجنس البيولوجي،  تعليم الأم، ودخل الأسرة) ومن جانب تطور النمو الذي يشمل (المهارات الحركية والمهارات المعرفية) وقد أظهرت النتائج أن العوامل الاجتماعية الديموغرافية لم يكن لها  تأثير قوي على تراجع اللغة أو تطورها. 

إلا أن هناك ارتباط وثيق ما بين المهارات المعرفية والحركية في مرحلة الطفولة المبكرة ومستويات التواصل لدى جميع الأطفال المشاركين في الدراسة حيث أظهر تحليل البيانات أنه كل ما ازدادت المهارات الحركية المبكرة قل العجز اللغوي المرتبط بتراجع اللغة في المستقبل.

ومن المحتمل أن يكون السبب خلف هذه النتيجة خطأ في القياس. وأن المهارات الحركية التي ذكرها الوالدين تعكس القدرة اللغوية الكاملة فــ مثلاً قد يذكر الوالدين ضعف المهارات الحركية لدى أطفالهم بسبب عدم قدرتهم على اتباع الإرشادات أو استخدام الإيماءات للتواصل وتتأثر جميعها بمهارات اللغة الاستقبالية.

وعلى كل حال ، فإن العلاقة بين التراجع اللغوي والمهارات الحركية والمعرفية يمكن أن تشير ايضا إلى أن التراجع اللغوي ليس خاص فقط بـ مخرجات اللغة ولكنة أحد أعراض التغيرات البيولوجية الواضح التي تؤثر على نمو الدماغ للرضع من ذوي التوحد.

ترجمة: أ. احلام المسبحي – أخصائية محتوى وترجمة – مركز التميز للتوحد
مراجعة:  د. رفيف السدراني – رئيس قسم المحتوى – مركز التميز للتوحد

[ratemypost]

لقد قرأت

شارك هذه المقالة

أحدث المقالات


 خصم التميز

خصم 20 % لعملاء بنك الرياض على جميع الخدمات و الدورات

استخدم معرف البطاقة