دراسة جديدة حول العوامل التي تؤثر على التفاوت في أنواع التوحد وكيفية تأثيرها 

دراسة جديدة حول العوامل التي تؤثر على التفاوت في أنواع التوحد وكيفية تأثيرها 

في حلقة شيقة من بودكاست تقدمه د. أليشا هالاداي (Alycia Halladay) عبر مؤسسة علوم التوحد (Autism Science Foundation)، تم تسليط الضوء على دراسة حديثة قد تعيد صياغة الطريقة التي نفهم بها اضطراب طيف التوحد. أثارت الدراسة، التي نُشرت بتاريخ 30 سبتمبر 2024، والتي أجراها فريق من الباحثين المتميزين، منهم الدكتور مايكل لومباردو (Michael V. Lombardo)، والدكتورة فيرونيكا مانديللي (Veronica Mandelli)، والدكتور إينوس سيفيرينو في معهد التكنولوجيا الإيطالي (Istituto Italiano di Tecnologia)، اهتمامي بسبب الأسئلة التي طرحتها حول العوامل التي تؤثر على التفاوت في أنواع التوحد وكيفية تأثيرها. عنوان الدراسة هو “نهج ثلاثي الأبعاد لفهم التباين في حالات التوحد النمائية مبكرًا”. 

فيما يلي، سأستعرض لكم أبرز النقاط التي تناولتها هذه الدراسة الرائدة. سأتطرق إلى طريقة جمع البيانات والنتائج، وكيف يمكن لهذه المعلومات أن تغير منظورنا الحالي حول اضطراب طيف التوحد. استعدوا لاكتشاف حقائق جديدة ومثيرة للاهتمام ستضيف الكثير لفهمنا لهذا المجال: 

  • تتحدث الورقة العلمية عن فهم التباين أو سبب وجود طيف واسع من التوحد، وكيف يمكننا مساعدة أشخاص محددين في طيف التوحد من خلال التدخلات الصحيحة في الأوقات المناسبة في حياتهم. 
  • أحد الطرق لتحديد المجموعات أو الأنواع الفرعية للتوحد هو استخدام اختصار يُسمى “ليما” (LIMA)، والذي يُعتقد أنه المفتاح للتمييز من خلال فهم كيف تختلف كل حالة عن الأخرى، وتوجيه القرارات بشأن التشخيص والتدخلات المناسبة. يشير اختصار (LIMA) إلى مجموعة من المجالات الأساسية التي يتم تقييمها لفهم القدرات والاحتياجات الفردية للأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد. يتضمن هذا المصطلح عادةً: 
  1. اللغة (Language): القدرات اللغوية والتواصلية، بما في ذلك التعبير والاستقبال. 
  2. الذكاء (Intellectual Ability): القدرات المعرفية والفكرية. 
  3. الحركة (Motor Skills): القدرات الحركية، سواء كانت كبيرة (مثل الجري والقفز) أو دقيقة (مثل الكتابة والرسم). 
  4. التكيف (Adaptive Functioning): مهارات التكيف اليومية التي تساعد الأفراد على العيش بشكل مستقل في المجتمع. 
  • وكذلك كإحدى الطرق الأخرى لتقسيم مجموعات طيف التوحد هو مصطلح يُسمى “التوحد ثلاثي الأبعاد” (Autisms 3D)، وهو نموذج لفهم وتفسير اضطراب طيف التوحد بشكل أكثر شمولية، مما يمكن من تطوير استراتيجيات تدخل أفضل تناسب احتياجات الأفراد المختلفة، من خلال ثلاثة أبعاد رئيسية: 
  1. الاختلافات (Differences): يشير إلى كيفية اختلاف الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد عن غيرهم في مجالات مثل السلوك، والتواصل، والمعالجة الحسية، وغيرها. 
  2. الإعاقة (Disability): يعبر عن التحديات والقيود التي قد يواجهها الأفراد في الحياة اليومية نتيجة للتوحد. هذا البعد يركز على الأثر السلبي للتوحد على القدرة على المشاركة في الأنشطة اليومية. 
  3. التنوع (Diversity): يشير إلى التنوع الواسع بين الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد، حيث تختلف التجارب والخصائص من شخص لآخر بشكل كبير. 
  • خلال هذه الدراسة، تم الحصول على بيانات شاملة من قاعدة بيانات حكومية للدراسات الممولة، والهدف كان الوصول إلى كميات كبيرة جدًا من البيانات عبر جميع الدراسات الممولة من المعهد الوطني للصحة. بعد ذلك، تم استخراج البيانات وتحليلها عن طريق الكمبيوتر لتحديد عدد المجموعات وكيفية تنظيمها. كما تعاون الباحثون مع جامعة كاليفورنيا في سان دييغو للحصول على مجموعة بيانات طولية كبيرة جدًا. 
  • أحد النتائج الرئيسية للبحث هي أن الباحثين تمكنوا من تحديد مجموعتين بدقة عالية. هناك نوع يكتسب المهارات بمعدل سريع جدًا، بينما يكتسب النوع الآخر المهارات، ولكنه بمعدل أبطأ. لذا، فهم يتطورون ببطء أكبر مقارنة بالنوع الآخر. 
  • ما يساعد به هذا البحث هو تعزيز الحوار حول الاختلافات في التوحد والخطوات الأولى في تفكيك هذه الاختلافات. يمكن أن يكون ذلك من خلال الاستمرار في استخدام تشخيص واحد، مع الاستفادة من الأنواع الفرعية في دراسات البحث. كما تبرز أهمية الفهم بأن الاحتياجات عبر الطيف مختلفة، وهي خطوة كبيرة في هذا السياق. 

في النهاية، قال الباحثون: “نحن لا نقول بأي شكل من الأشكال أن هذه التسميات لها أي فائدة أو استخدام في تلك المجالات الآن. نعتقد أن ذلك يعود إلى الأبحاث المستقبلية لاكتشاف ذلك حقًا. ولكننا متحمسون للغاية بشأن الإمكانيات التي تقدمها الأبحاث القابلة للتكرار، وأن تتمكن مجموعات أخرى حول العالم من بناء ما نقوم به. قد يرغبون في استخدام الأداة المتاحة للجمهور مجانًا لإعادة التفكير في تحليلاتهم وإعادة التفكير في كيفية اقترابهم من الاختلافات أو عدم الاختلافات التي وجدوها في الماضي.”

المراجع:   

ASF Weekly Science Podcasts – The latest autism research news stories with ASF Chief Science Officer Alycia Halladay (asfpodcast.org) 

Mandelli, V., Severino, I., Eyler, L., Pierce, K., Courchesne, E., & Lombardo, M. V. (2024). A 3D approach to understanding heterogeneity in early developing autisms. Molecular autism15(1), 41. https://doi.org/10.1186/s13229-024-00613-5 

أعداد: د. رفيف السدراني – رئيس قسم المحتوى والتوعية في مركز التميز للتوحد

[ratemypost]

لقد قرأت

شارك هذه المقالة

أحدث المقالات