دراسة حديثة (15 يوليو 2025): التوحد مرتبط بزيادة خطر الإصابة بمرض باركنسون

دراسة حديثة (15 يوليو 2025): التوحد مرتبط بزيادة خطر الإصابة بمرض باركنسون

كشفت دراسة جديدة من السويد، نُشرت في مجلة JAMA Neurology، أن الأشخاص ذوي التوحد أكثر عرضة بأكثر من أربع مرات لتشخيصهم بمرض باركنسون مقارنة بغيرهم. 

تُعد هذه الدراسة الأكبر والأكثر دقة حتى الآن في فحص العلاقة المحتملة بين التوحد ومرض باركنسون. فقد استخدم الباحثون السجلات الصحية الوطنية لتحليل بيانات أكثر من 2.2 مليون شخص وُلدوا بين عامي 1974 و1999، بما في ذلك ما يقرب من 52,000 شخص من ذوي التوحد. 

وأظهرت النتائج ما يلي: 

  • تم تشخيص مرض باركنسون لدى 0.05% من الأشخاص ذوي التوحد، مقارنة بـ 0.02% من غيرهم، أي أن الخطر يزيد بمقدار 4.4 مرات. 
  • ظل الخطر مرتفعًا حتى بعد أخذ عوامل مثل الجنس، والحالة الاجتماعية والاقتصادية، وتاريخ العائلة مع باركنسون أو الأمراض النفسية، وعمر التشخيص بالتوحد في الاعتبار. 
  • جميع حالات باركنسون التي تم التعرف عليها وقعت قبل سن الخمسين، مما يشير إلى احتمال وجود علاقة بين التوحد ومرض باركنسون المبكر. 

ماذا تعني هذه النتائج لمجتمع التوحد؟ 

 
على الرغم من أن عدد حالات باركنسون الكلي كان صغيرًا، إلا أن النتائج تشير إلى زيادة ملحوظة في الخطر بين الأشخاص ذوي التوحد، وتثير تساؤلات مهمة حول المسارات البيولوجية المشتركة بين الحالتين. 

قال الدكتور آندي شيه Dr. Andy Shih، كبير مسؤولي العلوم في منظمة “أوتيزم سبيكس”: 
“تُضيف هذه الدراسة إلى الأدلة المتزايدة التي تؤكد الحاجة إلى فهم أفضل ودعم أكبر للبالغين من ذوي التوحد في مرحلة التقدم في العمر، خصوصًا مع ارتفاع خطر إصابتهم بحالات صحية عصبية وجسدية معقدة.” 

لقد ركزت معظم أبحاث التوحد تاريخيًا على مرحلة الطفولة، مما ترك فجوات كبيرة في فهم كيفية تقدم الأشخاص ذوي التوحد في العمر وما نوع الرعاية والدعم الذي قد يحتاجونه لاحقًا في حياتهم. ومع انتقال ما يُقدّر بـ70,000 مراهق من ذوي التوحد إلى مرحلة البلوغ سنويًا في الولايات المتحدة، فإن معالجة هذه الفجوات أصبحت أكثر إلحاحًا. 

تؤكد هذه الدراسة أهمية بناء أنظمة تدعم الشيخوخة الصحية، وضمان حصول الأشخاص ذوي التوحد على التدخلات المبكرة، بالإضافة إلى الرعاية والموارد والتخطيط اللازم في مرحلة البلوغ. تواصل منظمة “أوتيزم سبيكس” التزامها بدعم هذا العمل المهم بالشراكة مع الباحثين والأسر وصناع السياسات لمساعدة الأشخاص ذوي التوحد على عيش حياة أطول وأكثر صحة. 

يقول الدكتور شيه Dr. Shih: “في منظمة أوتيزم سبيكس، نُعطي الأولوية للاستثمار في الأبحاث التي تركز على الشيخوخة، وذلك لتعزيز قاعدة الأدلة حول الرعاية مدى الحياة، ومساعدة المختصين في التعرف على المخاطر الصحية المرتبطة بالعمر والتعامل معها داخل مجتمع التوحد.” 

تُسلط هذه الدراسة الضوء على أهمية النظر إلى التوحد كحالة تمتد مدى الحياة، تتطلب تخطيطًا صحيًا مبكرًا ودعمًا مستمرًا في مراحل البلوغ والشيخوخة. ومع استمرار الأبحاث، يصبح من الضروري أن تتعاون الجهات الصحية والبحثية لتوفير بيئة آمنة وداعمة للأشخاص ذوي التوحد، تُمكّنهم من التقدم في العمر بصحة وكرامة وجودة حياة أفضل. 

لتسجيل ابنك أو ابنتك في خدمات تحليل السلوك التطبيقي في مركز التميز للتوحد على الرابط التالي (هنا)    

المصدر: 

Autism Speaks. (2025, July 15). Study links autism to increased risk of Parkinson’s. https://www.autismspeaks.org/science-news/study-links-autism-increased-risk-parkinsons 

إعداد: د. رفيف السدراني – رئيس قسم المحتوى والتوعية في مركز التميز للتوحد

إلى أي مدى كان هذا المصدر مفيد؟

متوسط التقييم 0 / 5. عدد المشاركات: 0