تدخل الزخم السلوكي (BMI)
هو أسلوب يُستخدم لدعم اكتساب المهارات وزيادة الاستجابة للتعليمات، من خلال تقديم سلسلة من الطلبات التعليمية السهلة والمألوفة للطفل، قبل تقديم مهمة جديدة أو أكثر صعوبة.
عندما تُقدَّم التعليمات بهذا الترتيب (من الأسهل إلى الأصعب) وبشكل سريع، فإن احتمال استجابة الطفل للتعليمات الصعبة يزيد.
الطفل يمر بتجربة إيجابية من خلال تنفيذ عدة مهارات بسيطة بشكل صحيح ويحصل على تعزيز، مما يُنشئ نوعًا من “الزخم” في الاستجابة والتعاون، ينتقل معه إلى المهارة الجديدة أو الأكثر تحديًا.
يُعتبر تدخل الزخم السلوكي تدخلًا قبليًا (Antecedent Intervention) لأنه يُغيّر السياق الذي تُعلَّم فيه المهارة. ولهذا، فقد يكون هذا الأسلوب مناسبًا في الحالات التي لم تنجح فيها استراتيجيات أخرى، أو عندما تكون استجابة الطفل لبعض المهارات المستهدفة ضعيفة.
دائمًا ما يُستخدم هذا التدخل مع التعزيز الإيجابي، كما يمكن دمجه مع ممارسات أخرى قائمة على الأدلة، مثل: تأخير الوقت (Time Delay)، أو التعليم بالمحاولة المنفصلة (Discrete Trial Training)، أو التلقين (Prompting).
يتكوّن تدخل الزخم السلوكي من ثلاث خطوات رئيسية:
- تقديم مجموعة من التعليمات الخاصة بمهارات قد أتقنها الطفل سابقًا (مثل: مهارات بسيطة أو مألوفة).
- يليها مباشرة تقديم التعليمات الخاصة بالمهارة الجديدة أو الصعبة.
- تعزيز الطفل بعد كل استجابة صحيحة.
أمثلة:
- المهارات المُتقنة:تسمية بطاقات الصور التي تحتوي على حيوانات – المهارة المستهدفة: تسمية بطاقة صورة لعنصر من أدوات المنزل
- المهارات المُتقنة: تناول الأطعمة المفضلة (مثل: بسكويت، جبنة، زبادي، خبز)- المهارة المستهدفة: تناول البيض المسلوق وتناول القرنبيط
الأهداف التعليمية أو المجالات التي يمكن العمل عليها باستخدام تدخل الزخم السلوكي:
- تقليل السلوكيات التي تعيق التعلم أو التفاعل.
- تعزيز المهارات الأكاديمية ومهارات الاستعداد المدرسي (مثل: مهارات الانتقال بين الأنشطة، اتباع التعليمات، إتمام المهام).
- زيادة المهارات التكيفية ومهارات العناية الذاتية (مثل: تناول الطعام، ارتداء الملابس، التعاون أثناء فحص الأسنان أو الفحوصات الطبية).
- زيادة مهارات التواصل (مثل: تسمية الأشياء، استخدام حروف الجر، استخدام صيغة الملكية).
- تطوير مهارات اللعب (مثل: اللعب التخيلي، تنويع استخدام الألعاب).
- تعزيز المهارات الاجتماعية (مثل: بدء محادثة أو اللعب مع أحد الأقران).
- زيادة القدرة على تعميم المهارات في مواقف مختلفة.
- زيادة فرص نجاح المتعلم لأقصى حد ممكن.
كيف يمكن لتدخل الزخم السلوكي أن يساعد المتعلمين من ذوي اضطراب طيف التوحد؟
المتعلمون من ذوي اضطراب طيف التوحد قد يواجهون صعوبة في الانتقال بين الأنشطة، وقد يُظهرون رفضًا أو مقاومة عند تقديم مهام تعليمية غير مفضلة أو جديدة لهم. وقد أظهرت الدراسات أن التعزيز الإيجابي يساعد في اكتساب المهارات الجديدة، وأن تدخلات ما قبل الحدث (السوابق) تساهم في تقليل السلوكيات الرافضة والتحديات السلوكية.
تدخل الزخم السلوكي يجمع بين التعزيز الإيجابي وتدخلات ما قبل الحدث. فعند إعطاء الطفل فرصًا متعددة للاستجابة الصحيحة مع الحصول على تعزيز مباشر، يتكوَّن لديه “زخم” من التعاون والاستجابة، ينتقل لاحقًا إلى المهارات أو المهام الأصعب.هذا الأسلوب يمكن أن يساعد الطفل على اكتساب مهارات جديدة، وتقليل السلوكيات المعيقة للتعلُّم.
يمكن استخدام هذا الأسلوب من قِبل مجموعة متنوعة من المختصين، مثل المعلمين، ومعلمي التربية الخاصة، والأخصائيين، والمساعدين، ومقدمي خدمات التدخل المبكر، وذلك في البيئات التعليمية والمجتمعية. كما يمكن للوالدين وأفراد الأسرة استخدام هذا الأسلوب في المنزل أيضًا.
في الختام، يعد تدخل الزخم السلوكي (BMI) أسلوبًا فعالًا يساعد الأطفال من ذوي التوحد على تعلم مهارات جديدة وزيادة تعاونهم من خلال تقديم مهام سهلة أولًا ثم الأصعب مع تعزيز إيجابي. يمكن استخدامه بسهولة من قبل المختصين والأهل في البيئات التعليمية والمنزلية لدعم نجاح المتعلم وتنمية استقلاليته.
لتسجيل ابنك أو ابنتك في خدمات تحليل السلوك التطبيقي في مركز التميز للتوحد على الرابط التالي (هنا)
المصدر:
AFIRM Modules. (n.d.). Behavioral Momentum Intervention (BMI). The University of North Carolina at Chapel Hill. Retrieved July 9, 2025, from https://afirm-modules.fpg.unc.edu/Behavioral-Momentum-Intervention/content/#/
ترجمة: د. رفيف السدراني – رئيس قسم المحتوى والتوعية في مركز التميز للتوحد