سلسلة التدخلات المثبتة علمياً – Time Delay تأخير الوقت   

سلسلة التدخلات المثبتة علمياً – Time Delay تأخير الوقت   

المتعلمون من ذوي اضطراب التوحد قد يعتمدون كثيرًا على التلقين (التوجيه المستمر) أثناء التعلم. هذا الاعتماد يجعل من الصعب عليهم استخدام المهارات التي تعلموها في مواقف وأماكن و مع أشخاص جدد. يمكن للبالغين وأعضاء الفريق المعالج أن يمنعوا هذا الاعتماد باستخدام طريقة “تأخير الوقت”. تأخير الوقت يعني تقليل التلقين تدريجيًا خلال الأنشطة التعليمية بشكل منظم. هذه الطريقة مهمة وتُستخدم مع ممارسات أخرى مثبتة مثل التلقين والتعزيز. عند استخدام تأخير الوقت، يقدم البالغون تلقينًا مسيطرًا (أي تلقينًا يضمن استخدام المتعلم للمهارة المستهدفة) قبل استجابة المتعلم، مما يقلل الأخطاء ويزيد فرص التعزيز.  

تم إثبات فعالية نوعين من إجراءات تأخير الوقت، هما: تأخير الوقت الثابت وتأخير الوقت التدريجي، مع المتعلمين من ذوي طيف التوحد. يصف الجدول أدناه هذين الإجراءين.  

إجراءات تأخير الوقت: 

الإجراء  الوصف  
تأخير الوقت الثابت   عند بدء تعليم مهارة أو سلوك جديد باستخدام تأخير الوقت الثابت، يتم تقديم المساعدة بعد الإشارة مباشرة بدون أي تأخير (تأخير صفر ثواني). أكثر أنواع المساعدات استخدامًا هنا هي المساعدات النموذجية (التي يُظهر فيها النموذج كيف يتم تنفيذ المهارة). بعد إجراء المحاولة مرتين على الأقل بدون تأخير، يبدأ المعلم في الانتظار لوقت محدد وثابت بين الإشارة والمساعدة (عادة بين 3 إلى 5 ثوانٍ). هذا التأخير يساعد المتعلم على تعلم المهارة الجديدة دون أن يعتمد بشكل كامل على المساعدات. 
تأخير الوقت التدريجي  يبدأ البالغون باستخدام تأخير زمني قدره 0 ثانية عند تعليم مهارة أو سلوك مستهدف لأول مرة (أي دون انتظار بين الإشارة والمساعدة). بعد ذلك، يتم زيادة وقت الانتظار تدريجيًا بدلاً من استخدام فترة زمنية ثابتة. عادةً ما يتم زيادة التأخير حتى 5 ثوانٍ، وقد يصل أحيانًا إلى 10 ثوانٍ. 

الأهداف التي يمكن العمل عليها باستخدام استراتيجية تأخير الوقت تشمل: 

  • تعزيز المهارات الأكاديمية (مثل: الضرب، القراءة، التعرف على الحروف والأرقام). 
  • تعزيز اللغة والتواصل (مثل: طلب الأشياء، استخدام  لغة الإشارة). 
  • زيادة المهارات الاجتماعية (مثل: تحية الكبار أو الأقران، تبادل الأدوات أو المواد). 
  • تنمية المهارات الحركية (مثل: ركوب الدراجة، رمي الكرة). 
  • زيادة مهارات اللعب (مثل: اللعب التخيلي أو التمثيلي). 

كيف يمكن أن يساعد تأخير الوقت المتعلمين؟ 

المتعلمون من ذوي اضطراب طيف التوحد يواجهون صعوبة في تعميم المهارات والسلوكيات المستهدفة إلى مواقف وبيئات جديدة. ويُعد تأخير الوقت طريقة فعّالة لتعليم المتعلمين من ذوي الطيف مهارات وسلوكيات جديدة، تساعدهم على تقليل اعتمادهم على المساعدات. 

تتميّز استراتيجية تأخير الوقت بسهولة تطبيقها وانخفاض تكلفتها، حيث لا تتطلب أي مواد إضافية غير تلك المستخدمة في النشاط التعليمي نفسه. كما أن هذه الطريقة ترتبط بانخفاض معدلات الخطأ أثناء تنفيذ الأنشطة التعليمية، لأن استخدام المساعدات المُتحكّمة يؤدي إلى تعلّم شبه خالٍ من الأخطاء. يمكن استخدام إجراءات تأخير الوقت خلال اليوم الدراسي، سواء في أنشطة فردية أو جماعية صغيرة. 

يمكن استخدام استراتيجية تأخير الوقت من قِبل مجموعة متنوعة من المختصين، بما في ذلك المعلمون، ومعلمو التربية الخاصة، والأخصائيون، والمساعدون، ومقدمو خدمات التدخل المبكر، وذلك في البيئات التعليمية والمجتمعية. كما أن المساعدين في الفصول الدراسية العامة يستخدمون إجراءات تأخير الوقت بدرجة عالية من الدقة أثناء تنفيذ الأنشطة والروتينيات الصفية اليومية. ويمكن للوالدين وأفراد الأسرة أيضًا استخدام هذه الاستراتيجية في المنزل. 

تأخير الوقت هو أسلوب فعال وبسيط يُسهم في تعزيز استقلالية المتعلم وتقليل اعتماده على التلقين. من خلال تطبيق هذه الاستراتيجية، يمكن للمعلمين والأهل مساعدة الأطفال من ذوي التوحد على اكتساب المهارات وتعميمها بثقة في مواقف مختلفة، مما يدعم مشاركتهم الفاعلة في التعلم والحياة اليومية. 

لتسجيل ابنك أو ابنتك في خدمات تحليل السلوك التطبيقي في مركز التميز للتوحد على الرابط التالي (هنا)   

المصدر:   

AFIRM Modules. (n.d.). Time delay. The University of North Carolina at Chapel Hill. Retrieved July 9, 2025, from https://afirm-modules.fpg.unc.edu/Time-Delay/content/#/ 

ترجمة: د. رفيف السدراني – رئيس قسم المحتوى والتوعية في مركز التميز للتوحد 

إلى أي مدى كان هذا المصدر مفيد؟

متوسط التقييم 0 / 5. عدد المشاركات: 0