سوف يكون من الأفضل في شهر مايو شهر التوعية بالصحة النفسية والتخاطب والسمع أن أنتهز الفرصة لشكر أخصائيين التخاطب الذين علموني كيف اتواصل بشكل أفضل وكيف أتعامل مع الحياة مع وجود اضطرابات التواصل.
قبل عقود من تشخيصي بالتوحد ، كنت مشخص بمشكلة في التخاطب. حينها لاحظ معلمي في الصف الثاني وجود مشكلة التخاطب لدي ، ومن حسن الحظ والديّ استجابا لذلك ومن ثم بدأت علاج التخاطب في المركز الطبي بجامعة Colorado. كان ذلك قبل سنوات قليلة من قرار الدولة وآمرها بوجود أخصائي لغة وتخاطب في كل مدرسة إبتدائية ، وبعد ذلك القرار كان على والديَ أن يقوموا بترتيبات لألتحق بالمدرسة الكاثولكية. وهناك قادنا علاج التخاطب إلى العلاج الطبيعي من أجل المهارات الحركية ، ومن هنا أستطيع قول أن سمات التوحد كانت واضحة جداً في طفولتي.
ساعدتني الدروس التي تعلمتها من أخصائيين التخاطب في حياتي المبكرة على كيفية التعامل مع الحياة ، لم يكتفوا بتعليمي الأصوات فحسب بل أكثر بكثير حيث تعلمت كيفية التعامل مع شعور الإحباط حينما لا أتمكن من التعبير عن ذلك لغوياً ، وكيف يمكنني أن أتواصل بعدة طرق مختلفة. وشرحوا لي أهمية ممارسة مهارة التحدث وكم هو نشاط مهم في حياة الإنسان.
وبعد مرور بعض السنوات أنقذتني أخصائية اللغة والتخاطب ديبرا Debra من الإجهاد بسبب التوحد. كنت أمر بحالة عصيبة من الجهد والإجهاد فأصبحت صامتة تمامًا حيث أن عقلي لا يسمح لي بالتحدث ، وفي ذلك الوقت كنت باحثة أكاديمية ومن حسن الحظ كان يمكنني القيام بعملي عن بعد. كنت أستطيع التحدث في حالات معينة مثل أن اكون مع عائلتي أو مع الغرباء بشرط أن يكون مستوى التوتر في الموقف منخفض ، وفي المواقف الأخرى أصبح الصمت هو القاعدة الأساسية التي اتبعها. حتى أخبرتني ديبرا Debra بلطف أنني قد أجهدت عقلي وأنني بحاجة إلى بعض الراحة.
خلال ذلك الوقت نسيت شيئاً علمني إياه أول أخصائي تخاطب في حياتي حيث قال “خذي وقتك ولا تقلقي بشأن ما يعتقده الآخرين” بدلاً من أن اعمل على هذا الأمر ، كنت اعمل العكس وأخفي مشاكل التخاطب. أعطتني ديبرا Debra الشجاعة حتى أريح عقلي واتقبل صمتي. أتذكر ذلك الوقت كيف كنت هادئة جداً ومحبطة. كان علي أن اتقبل الطريقة التي يريد عقلي التواصل بها ، وأن اتقبل الوقت والجهد الذي يحتاج إليه عقلي لجعل العضلات والحنجرة تخرج الأصوات. كما أن التخاطب أكثر بكثير من مجرد ترديد الكلمات ، وبشكل تدريجي استطعت التحدث. وبعد ذلك بفترة قصيرة تم تشخيصي باضطراب طيف التوحد.
تعلمت من أخصائيين التخاطب قوة الصوت في اللغة وكيف احترم قدرة عقلي على خلق الكلام وقدرة عقلي المعرفية في استخدام اللغة وقدرته ايضاً على إيجاد طرق أخرى للتواصل غير الصوت. ومع النضج تعلمت كيف ارد على الأشخاص الذين يريدونني أن أتواصل معهم بالصوت فقط ولا يمكنهم التكيف مع طرق التواصل الأخرى.
اكرر شكري وامتناني لــ أخصائيين التخاطب الذين جعلوني اتقبل الطريقة التي يتواصل بها عقلي ، شكراً على خبرتكم ومعرفتكم بتعقيدات اللغة والقدرة على تكوين الصوت ، شكراً على صبركم وقت تكرار الأصوات مراراً وتكراراً لتعليم عضلاتي وحنجرتي كيفية خلق الصوت لتكوين الكلمات ، شكراً على دعمكم لجعلي اتقبل طريقة تواصلي حتى وأن كان تواصل غير لفظي شكراً لجعلي اتقبل التوحد.
ترجمة: أ. احلام المسبحي – أخصائية محتوى وترجمة – مركز التميز للتوحد
مراجعة: د. رفيف السدراني – رئيس قسم المحتوى – مركز التميز للتوحد