كيف نربي أطفالنا على الاندماج الحقيقي

كيف نربي أطفالنا على الاندماج الحقيقي

تم نشر هذا المنشور من قبل الأم ستيفاني هانراهان Stephanie Hanrahan وهي أم لطفلين من ذوي اضطراب طيف التوحد

قبل فترة بسيطة حضرت عائلتي حفلة ميلاد، ولم نكن نعرف العديد من الحضور هناك. حضور مثل هذه المناسبات بصحبة طفلين من ذوي اضطراب طيف التوحد ليس بالأمر السهل خاصةً مع وجود حركة كثيرة في المكان، بالإضافة إلى كميات السكر في الكعك الذي يتناوله الأطفال، وشعور القلق الاجتماعي. وطفلي اللذان يبلغان (5 و 3) سنوات لا يشعرون بالخوف حيث ينطلقان يركضان دون اكتراث. 

 عادةً ما أجد نفسي اتفحص الحفلة وحدود المكان أو أركض دون هدف خلف أبنائي وهو أمر شاق، رغم ذلك متى ما تمت دعوة أبنائي أكون أول الحضور، لأنني أرغب أن يتم ضم أبنائي مع الأطفال الآخرين أكثر من رغبتي بزيارة هادئة ومريحة أقوم بها بمفردي. 

بدأت الحفلة بداية قوية ومحمسة، كانت الحفلة في الحديقة وهنالك عدد من طاولات الرمل والماء التي استمتع بها أطفالي كثيراً، وعند بدء فقرة البنياتا (وهي لعبة مفرغة من الداخل يتم حشوها بالحلويات ومن ثم تعليقها، يقف الأطفال بعد ذلك في صف ويقوم كل طفل بضربها بالعصى إلى أن تسقط الحلويات وتتناثر على الأرض). قام الأطفال بعمل صف طويل، ووقف أطفالي آخر هذا الصف وذلك بسبب صعوبة اندماجهم في زحمة الاطفال. ولكنهم كانوا سعداء أثناء انتظار دورهم. 

حين انتثرت الحلوى على الأرض، هرع الأطفال جميعهم لألتقاطها وجمعها في الأكياس، باستثناء أطفالي الذين انتظروا لحين انتهاء الأطفال من جمع الحلوى، ولم يتبقى لهم شيء. 

هيأت نفسي لبكائهم وانهيارهم، ولكنهم كانوا هادئين وكانت ملامح الحزن واضحة عليهم، ابتعدت ابنتي عن المكان، فيما بدأ ابني يطوف المكان بكيسه الفارغ ويردد “أين الحلوى؟ أين الحلوى؟”

وخلال محاولاتي في تشتيت انتباههم عن الحلوى وصرف تركيزهم إلى اللعب بطاولة الماء والرمل، لاحظت الأطفال الآخرين وأكياسهم الممتلئة بالحلوى وآبائهم الذين عادوا إلى حواراتهم الجانبية مع أصدقائهم. كنت أفكر فيما إذا كان سيتمكن أبنائي يوماً ما من أن يقفوا في الصفوف الأولى، وما إذا كنت أستطيع يوماً ما أن أنشغل بالحديث مع الآخرين دون مراقبة أبنائي. 

ثم انحنيت أقنع أبنائي بالفعاليات الأخرى التي يمكن أن يستمتعوا بها، وهنا تقدم طفل صغير ووضع بعضاً من الحلوى في أكياس أطفالي، على الرغم من أنه لا يملك الكثير منها لنفسه. كانت والدته تقف خلفه تشجعه على القيام بهذه التضحية. أخبرتها أنه لا داعي لذلك، ولكنها أصرت. 

تحول حزني وحزن أطفالي إلى مشاعر إمتنان وتقدير. كان السكر الذي تناوله أطفالي هو وقود هذا الحماس، أما بالنسبة لي فكان الشعور بأن شخصاً ما اعترف بوجودهم هو ما عزز هذه المشاعر لدي. 

نحن نحرص دائماً على تعليم أطفالنا الحروف الأبجدية والأرقام، ولكننا قد نهمل أمراً في غاية الأهمية وهو أن نربيهم على الانتباه لمن حولهم. 

الطفل الذي شارك أبنائي الحلوى يبلغ من العمر خمس سنوات، وقد يكون التصرف الطبيعي للطفل في مثل هذا العمر أن يركز على ما جمعه من حلوى وينشغل بتناوله والإستمتاع به، لولا قيام والدته بتشجيعه على مشاركة الآخرين.

نحن من يعلم أبنائنا فكرة مشاركة الآخرين. نحن من يستطيع توجيههم وتعويدهم على النظر وملاحظة الآخرين من حولنا ممن يفتقرون إلى ما لدينا.  

اعلم إنها ليست مهمة سهلة، ولكننا نحن المربين الذين نفتح أعينهم على الحياة. يجب علينا تعويدهم على الوعي والملاحظة والبحث عن هؤلاء الأطفال الذين يجلسون بمفردهم بأكياسهم الفارغة وقلوبهم الكبيرة، وأن نظهر لهم معنى الاندماج الحقيقي. يمكننا تعليم هؤلاء الصغار معنى الجمع والعطاء بالحلوى واللطف.

إلى أي مدى كان هذا المصدر مفيد؟

متوسط التقييم 3 / 5. عدد المشاركات: 2

لقد قرأت

شارك هذه المقالة

أحدث المقالات


 خصم التميز

خصم 20 % لعملاء بنك الرياض على جميع الخدمات و الدورات

استخدم معرف البطاقة