عندما يتلقى الأهل خبر تشخيص طفلهم بالتوحد، تكون تلك اللحظة من أصعب المواقف في حياتهم. فهي لا تحمل مجرد معلومة طبية، بل تغيّر مسار حياة الأسرة بأكملها. من الطبيعي أن يعيش الوالدان خليطًا من المشاعر القوية: صدمة، إنكار، حزن، قلق، وربما شعور بالذنب. لكن المهم هو كيف يمكن التعامل مع هذه المشاعر وتجاوزها بطريقة صحية تساعد الأهل والطفل على المضي قدمًا.
1. الاعتراف بالمشاعر
- من الطبيعي أن يشعر الأهل بالارتباك أو الحزن أو حتى الغضب.
- الاعتراف بهذه المشاعر خطوة أساسية لتجاوزها، بدلًا من كبتها.
- تذكير النفس أن هذه المشاعر ليست دليل ضعف، بل استجابة إنسانية طبيعية.
2. البحث عن المعرفة الموثوقة
- الاطلاع على معلومات صحيحة وموثوقة عن التوحد يساعد على تقليل القلق.
- تجنّب الانجراف وراء المعلومات غير الدقيقة أو “العلاجات المضللة”.
- فهم التوحد بشكل علمي يمكّن الأهل من رؤية الصورة بواقعية.
3. الدعم الأسري والمجتمعي
- مشاركة المشاعر مع شريك الحياة، الأهل، أو الأصدقاء المقرّبين.
- الانضمام إلى مجموعات دعم للأهالي يخفف من الشعور بالعزلة.
- التعرف على أسر أخرى تمر بالتجربة نفسها يمنح شعورًا بالطمأنينة.
4. الاهتمام بالنفس
- الاهتمام بالصحة النفسية والجسدية للأهل أمر ضروري ليتمكنوا من دعم طفلهم.
- تخصيص وقت للراحة أو ممارسة نشاط مفضل يعيد التوازن العاطفي.
- طلب استشارة نفسية عند الحاجة، أمر صحي وطبيعي.
5. تحويل الصدمة إلى قوة
- مع مرور الوقت، يبدأ الأهل بإدراك أن التشخيص ليس نهاية الطريق، بل بداية رحلة جديدة.
- يمكن أن يكون التشخيص فرصة للتقرب من الطفل، وفهمه بشكل أعمق، ورؤية نقاط قوته.
- التدرّج من الحزن إلى الأمل يساعد على بناء مسار إيجابي للأسرة كلها.
التشخيص بالتوحد قد يبدو في البداية صدمة للأسرة، لكنه مع الدعم والمعرفة والوقت يتحول إلى دافع للتعلّم والتكيف. الأهل الذين يمنحون أنفسهم الفرصة لتجاوز مشاعرهم بصبر ووعي، يصبحون أكثر قدرة على مساندة طفلهم، وفتح الطريق أمامه ليعيش حياة غنية بالحب والفرص والنجاح.
لتسجيل ابنك أو ابنتك في خدمات تحليل السلوك التطبيقي في مركز التميز للتوحد على الرابط التالي (هنا)
إعداد: د. رفيف السدراني – رئيس قسم المحتوى والتوعية في مركز التميز للتوحد