يُعدّ تحليل السلوك التطبيقي (Applied Behavior Analysis – ABA) أحد أهم الأساليب العلمية المستخدمة في تعليم الأطفال من ذوي التوحد وتنمية مهاراتهم. يركّز هذا النهج على فهم كيفية تأثير البيئة على السلوك، وكيف يمكن تعديلها لخلق فرص تعلم وتطوير فعّالة. من خلال تطبيق مبادئ تحليل السلوك التطبيقي، يتمكن الأخصائيون والأهالي من مساعدة الطفل على اكتساب مهارات جديدة، والحد من السلوكيات غير المرغوبة، وبناء حياة أكثر استقلالية وثقة.
أهداف برنامج تحليل السلوك التطبيقي
يهدف البرنامج إلى تحقيق مجموعة من النتائج التي تسهم في تحسين نوعية حياة الطفل، ومن أبرزها:
- خفض المشكلات السلوكية عبر برامج مخصصة لضبط السلوكيات وتنظيمها.
 
- زيادة السلوكيات المرغوبة وتشجيع الطفل على تكرارها بطرق إيجابية.
 
- المحافظة على السلوكيات المكتسبة لضمان استمراريتها في مختلف المواقف.
 
مهارات تدريب الوالدين في تحليل السلوك التطبيقي
يُعتبر دور الوالدين محوريًا في نجاح البرنامج، إذ يسهم تطبيق المبادئ داخل المنزل في تعميم المهارات وترسيخها. ومن أبرز مهارات تدريب الوالدين ما يلي:
1. فهم أسباب السلوك
يبدأ التغيير بفهم الأحداث التي تسبق السلوك لتحديد سببه ووظيفته. فمثلًا، إذا كان الطفل يبكي للحصول على الجوال، فالمطلوب ليس منع البكاء فقط، بل تعليمه مهارة الطلب بطريقة مناسبة.
2. استخدام التعزيز الإيجابي
يُعد التعزيز الإيجابي من أنجح الاستراتيجيات في تعديل السلوك، ويعني مكافأة الطفل على السلوك الجيد، مما يشجعه على تكراره. قد يكون التعزيز كلمة مدح، أو لعبة مفضلة، أو وقتًا إضافيًا للعب المهم أن يشعر الطفل بالنجاح والتقدير.
3. تدريب الطفل على مهارات الحياة اليومية
تساعد هذه المهارات على تعزيز الاستقلالية، مثل تناول الطعام، اللبس، أو العناية الذاتية. مهما كان مستوى نمو الطفل، فإن المهارات الحياتية أساسية في بناء الثقة بالنفس وتحسين جودة الحياة.
4. تعميم المهارات
يمكن للوالدين ضمان استمرار تقدم الطفل من خلال تدريبه على نفس المهارات في مواقف مختلفة ومع أشخاص مختلفين، باستخدام معززات مختلفة لضمان تعميم التعلم وعدم اقتصاره على جلسات التدريب.
5. تطوير العلاقة مع الطفل
من المهم أن يقضي الوالدان وقتًا جيداً مع الطفل، يشاركانه أنشطته المفضلة، ويبدآن الحوار معه بلغة بسيطة وواضحة مثل: “هذا ممتع” أو “نحن نلعب بالمكعبات”. هذا التواصل يعزز العلاقة العاطفية ويزيد من تفاعل الطفل وتقبله للتوجيه.
6. كسر الروتين وتنويع الأنشطة
يُنصح الوالدان بتغيير الروتين اليومي للطفل وتقديم خيارات متنوعة من الملابس، الأطعمة، وأنشطة اللعب. يساعد هذا التنويع الطفل على التكيّف مع التغيّرات ويقلل من التعلق الزائد بالروتين الثابت.
7. التدرّج في تقديم المساعدة
عند تعليم مهارة جديدة، يبدأ التدريب باستخدام مساعدة جسدية كلية ثم تُقلّل تدريجيًا حتى يصل الطفل إلى الاستقلالية. حتى الإشارات البسيطة مثل نظرات العين أو الإشارة بالإصبع تُعد من أنواع المساعدة التي يجب تقليلها تدريجيًا.
إن تحليل السلوك التطبيقي ليس مجرد برنامج علاجي، بل هو رحلة تعليم وتغيير مستمرة، تجمع بين الأخصائي، والوالدين، والطفل في بيئة داعمة ومحفزة للنمو. ومن خلال الفهم، والتعزيز الإيجابي، والتدريب المتواصل، يمكن مساعدة الطفل على تجاوز العقبات وبناء مهارات تعينه على عيش حياة مليئة بالاستقلالية والنجاح.
لتسجيل ابنك أو ابنتك في خدمات تحليل السلوك التطبيقي في مركز التميز للتوحد على الرابط التالي (هنا)
إعداد: د. رفيف السدراني – رئيس قسم المحتوى والتوعية في مركز التميز للتوحد
			
			
								
															
