في ظل التطور في مجال الابتكار والذكاء الاصطناعي الذي أصبح واقعاً في جميع المجالات وبالعالم ككل، أقيم مؤتمر بعنوان “تطوير خدمات التوحد عبر الابتكار والتكامل” تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان ال سعود، بالتعاون بين جمعية أسر التوحد ومركز الأمير محمد بن سلمان للتوحد واضطرابات النمو بمدينة الأمير سلطان الطبية العسكرية، في تاريخ 4 و 5 أكتوبر من عام 2023.
كان هناك مجموعة من المتحدثين المحليين والعالمين في المجال وقد كانت لغة المؤتمر الرسمية اللغة الإنجليزية، وسأسرد لكم المعلومات الرئيسية التي تم التطرق لها في هذا المؤتمر الرائع والملهم باللغة العربية
أبرز ما تم مناقشته:
- تحدثت د. سوزان جوه Dr. Suzanne Goh عن نموذج العناية في كورتيكا حيث أوضحت أهمية الخدمات المتكاملة الطبية والسلوكية وغيرها، وكذلك عن أهمية أن يكون هناك فريق متعدد التخصصات، حيث أن خريطة طريق الزيارة الطبية لنموذج كورتيكا تبدأ بزيارة ترحيبية وتنتهي بإصدار بطاقة لكل طفل تحتوي على نتائج فريق متعدد التخصصات والخطة العلاجية.
- تطرقت د.هديل الخميس Dr. Hadeel Alkhamees إلى أن هناك تطور في ادوات الفحص والتشخيص لاضطراب طيف التوحد في المملكة العربية السعودية في مركز الأمير محمد بن سلمان من خلال تصميم منصة الكترونية تدعى نودا NODA للتشخيص الأولى لاضطراب طيف التوحد للأطفال حيث يقوم الوالدين بتصوير الطفل في المنزل باستخدام الهاتف الذكي ومن ثم رفع الفيديو ليقوم الاخصائيين بمشاهدته ومن ثم تقييم الطفل، وذكرت أيضا د. هديل أن هذا النظام لا يهدف إلى استبدال التشخيص الإكلينيكي المباشر، ولكنه يساعد على توجيه الأهالي والأطباء في عملية التشخيص والعلاج، كما اثبتت الدراسة أن 95% من الأهالي يعتبرون منصة نودا سهلة كما إنها قللت من مدة الانتظار لمواعيد التشخيص بنسبة 50% وارتفعت نسبة الخصوصية.
- تحدثت د. دورين جرانبيشه Dr. Doreen Granpeesheh عن دور التدخلات العلاجية الطبية في خفض العديد من المشاكل السلوكية وتطرقت ايضاً إلى ذكر عدد من الحالات التي أظهرت تحسن في السلوكيات الغير مرغوبة وتقدم في المهارات بشكل عام بعد تطبيق تدخل علاجي متكامل يتضمن الجانب الطبي والسلوكي وغيره من المجالات.
- تحدث د. فهد الحسين Dr. Fahad Alhussain عن الحلول المبتكرة في مجال اضطراب طيف التوحد في المملكة العربية السعودية وأثر استخدام التكنولوجيا في تطوير المهارات المختلفة وقد استشهد واستلهم فكرة مشروع The Ability Project من خبرته كأب لطفل من ذوي اضطراب طيف التوحد حيث إنه يرغب بتطوير طريقة تساعد الأهالي إلى الوصول للأخصائيين المؤهلين ومقدمي الرعاية بسهولة ويسروفي ظل دور الواقع الافتراضي وتأثيره الفعال على اكتساب وتعلم المهارات ابتكر التقني فيجي برنامج “فلوريو” حيث تم من خلاله توظيف أكثر من 200 سيناريو بهدف تطوير مهارات التواصل اللغوي والتفاعل الاجتماعي وكذلك تحسين السلوكيات لدى المشخصين باضطراب طيف التوحد، وقد استلهم ذلك من خلال تجربته الشخصية وملاحظة تطور طفله المصاب باضطراب طيف التوحد بعد استخدام الواقع الافتراضي.
- قدم د. محمد الدوسري Dr. Mohammed Aldossari دراسة علمية تتحدث عن تشخيص اضطراب طيف التوحد عن طريق الذكاء الاصطناعي تحديداً تتبع النظر، سؤال الدراسة يتمحور حول هل يمكن للأطفال ان يجلسوا ويشاهدوا مقطع فيديو كامل؟ قام بإجراء الدراسة على 219 طفل وكانت النتيجة أن 92% أكملوا المشاهدة ودقة التشخيص كانت عالية جداً في المنطقة الممتازة بالنسبه لأي أداة تشخيص وذكر أنه سوف يتم إعادة تطبيق الدراسة في دول مختلفة.
- تطرق د. فواز العنزي Dr. Fawaz Alenazi للحديث عن اضطرابات التواصل وذكر منها الطلاقة في الكلام والتواصل الاجتماعي وانه يجب التمييز بين اضطراب التواصل والتواصل الاجتماعي ومن المهم فحص السمع للطفل للتأكد من سلامته.
- قدم د. احسان Dr. Ehsan Hoque محاضرة بدأها بقصته الشخصية مع أخيه من ذوي الاضطراب وكيف كانت حياة أخيه دافعاً لدكتور احسان في أن يبحث عن حلول فيما يخص التفاعل الاجتماعي ويوظف تخصصه الدراسي في هذا الجانب، حيث انه فعّل استخدام الذكاء الاصطناعي للتدريب على مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي، وركزت الاداة على محاكاة الواقع عن طريق التفاعل مع فيديوهات لتطوير وتقييم المهارات الاجتماعية لدى ذوي الاضطراب.
- تحدث د. عبدالعزيز الغامدي Dr. Abdulaziz Alghamdi عن الامراض العصبية المصاحبة للتوحد ونوه على أن بعض حركات اليد كالرفرفة تعتبر ضعف في القدرات العقلية للطفل.
- تحدث د. منصور الحارثي Dr. Mansour Alharthi عن أن معظم الاشخاص من ذوي اضطراب طيف التوحد قد يعانون أمراض نفسية كالصرع والاكتئاب وغيرها من الأمراض وأن علينا معالجة هذه الحالات من خلال معرفة الأسباب المؤدية إلى ذلك.
- تطرق د. حسين الطويل Dr. Hussein Altaweel في موضوع التدخلات العلاجية التي اثبتت فعاليتها مع ذوي اضطراب طيف التوحد كعلم تحليل السلوك التطبيقي وان مدى فعاليته يجب أن تكون مصاحبة للتدخلات الأخرى، كذلك تحدث عن التحديات التي تواجه مجال التوحد من حيث ارتفاع تكاليف الخدمات وصعوبة الوصول اليها في بعض الحالات او صعوبة استمراريتها مما يشكل ضغطاً على الاهالي، ايضا تطرق الى امكانية استخدام التقنية للمتابعة مع الأسرة خصوصا للأهالي الذين يواجهون صعوبة في الوصول للخدمات.
انتهى المؤتمر، ولكن بقيت الكثير من الأسئلة التي تدور في أذهاننا، جميعاً نؤمن بأهمية أن يكون هناك فريق متعدد التخصصات من الأخصائي السلوكي والنفسي والاجتماعي واللغة والتخاطب والعلاج الوظيفي وغيرهم ممن يشرف على حالة الطفل من ذوي التوحد وهل هذا يطبق في عالمنا الواقعي الذي نعيشه وماهي الخطوات للتحسين والوصول لهذا الهدف؟ السؤال الآخر المهم هل الواقع والمستقبل للذكاء الاصطناعي له دور في أن نتغير ونتعلم أكثر عن هذا المجال… ويبقى استفسار آخر هل تقنيات الذكاء الاصطناعي سوف تحل محل القوى البشرية في تقديم خدمات للمشخصين باضطراب طيف التوحد وفي الختام نحن نعلم أن لكل مختص في المجال دور في التحسين والارتقاء بخدمات التوحد في المملكة العربية السعودية لننافس العالم أجمع.
كتابة: فريق مركز التميز للتوحد
الاشراف العام: د. رفيف السدراني – رئيس قسم المحتوى و أ. احلام المسبحي – أخصائي محتوى وترجمة – مركز التميز للتوحد