يُعد التواصل الاجتماعي من أبرز التحديات التي يواجهها الأطفال من ذوي التوحد، لكنه في الوقت ذاته أحد الجوانب التي يمكن دعمها وتطويرها بشكل كبير من خلال البيئة المنزلية. لا يحتاج الأمر إلى أدوات معقدة أو جلسات طويلة، بل إلى ممارسات يومية بسيطة، لكنها فعالة. في هذه التدوينة، أشارك معكم مجموعة من النصائح العملية التي يمكن أن تساعد في تعزيز مهارات التواصل الاجتماعي لدى أطفالكم في البيت:
1. ابدؤوا من الاهتمامات الخاصة بالطفل
الأطفال من ذوي التوحد غالبًا ما تكون لديهم اهتمامات محددة، مثل الديناصورات، السيارات، أو حتى الأشياء غير التقليدية كأرقام معينة أو تفاصيل دقيقة. استخدموا هذه الاهتمامات كنقطة انطلاق لبناء تفاعل مشترك. على سبيل المثال، يمكنكم لعب أدوار (مثل تمثيل مشهد عن الديناصورات) أو طرح أسئلة أثناء اللعب تفتح باب التواصل.
2. استخدموا الروتين اليومي كفرصة للتواصل
الأنشطة اليومية مثل تناول الطعام، ارتداء الملابس، أو الاستعداد للنوم، يمكن أن تتحول إلى فرص غنية لتعزيز المهارات الاجتماعية. تحدثوا مع الطفل خلال هذه الأنشطة، اطلبوا منه اختيار ملابسه أو مساعدتكم في تحضير وجبة بسيطة، وعلّقوا على ما يحدث بصوت واضح ومشجع.
3. شجّعوا التواصل البصري – ولكن لا تُجبِروا
التواصل البصري مهم، لكنه قد يكون صعبًا لبعض الأطفال من ذوي التوحد. بدلاً من الإلحاح عليه، جرّبوا جذب انتباه الطفل من خلال أنشطة ممتعة أو ألعاب تتطلب النظر إلى الوجه بشكل طبيعي (مثل فقاعات الصابون أو الغميضة).
4. استخدموا الصور والقصص الاجتماعية
القصص الاجتماعية والبطاقات المصوّرة تساعد الطفل على فهم التفاعلات الاجتماعية بشكل بصري. يمكن استخدامها لشرح مواقف مثل “كيف أطلب شيئًا؟” أو “ماذا أفعل إذا أردت اللعب مع أحد؟”.
5. مارسوا أدوارًا اجتماعية عبر اللعب
اللعب التخيلي من أفضل الطرق لبناء مهارات التواصل. استخدموا الدمى أو الشخصيات المحببة للطفل لتمثيل مواقف اجتماعية: مثل الذهاب إلى الطبيب، زيارة صديق، أو شراء غرض من المتجر. هذه الطريقة تساعد الطفل على التدرب في بيئة آمنة وممتعة.
6. احتفلوا بكل محاولة تواصل
سواء أشار الطفل إلى شيء، استخدم كلمة، أو حتى عبّر بإيماءة – فكلها خطوات مهمة. أظهروا الحماس والتشجيع، وكرّروا المحاولة بشكل إيجابي حتى لو لم تكن الاستجابة “مثالية”.
7. كونوا قدوة في التواصل
يتعلم الأطفال الكثير من خلال الملاحظة. احرصوا على التحدث مع الآخرين أمام الطفل، استخدموا تعبيرات الوجه، وتعليقات بسيطة توضح ما يحدث اجتماعيًا، مثل: “انظر، صديقي سعيد لأنه حصل على هدية!” – هذا يربط بين الكلمات والمشاعر والمواقف.
تطوير مهارات التواصل الاجتماعي هو رحلة، وليس سباقًا. بعض الأيام ستكون أسهل من غيرها، لكن الاستمرارية والدعم اليومي يُحدثان فرقًا كبيرًا. تذكّروا أن كل طفل يتطور بطريقته الخاصة، وأن ما تفعلونه في المنزل هو حجر الأساس لعلاقات اجتماعية صحية ومستقرة في المستقبل.
ملاحظة: النص مستند إلى مساعدة من أداة ذكاء اصطناعي ChatGPT